وزيرة إسرائيلية تهدد بسجن جنود يرفضون الخدمة قبل إبرام صفقة بشأن غزة

10 أكتوبر 2024
جندي إسرائيلي قرب حدود غزة، 9 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

هددت وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغف، اليوم الخميس، بسجن جنود إسرائيليين في القوات النظامية والاحتياط، عبّروا عن رفضهم مواصلة أداء الخدمة العسكرية قبل إبرام صفقة في قطاع غزة تعيد المحتجزين الإسرائيليين هناك. وقصدت الوزيرة بحسب موقع "واينت" العبري، 130 جندياً كشفت صحيفة "هآرتس" أمس، أنّهم وجهوا رسالة بهذا الخصوص لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزراء حكومته ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي.

وقالت ريغف في ردها على سؤال: "أعلمكم أنني سأتحدّث عن هذا الأمر بوضوح في جلسة المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) اليوم. على وزير الأمن أن يضرب على الطاولة، واعتقال كل هؤلاء الـ 130 الرافضين (للخدمة). لا يوجد مكان لرافضي الخدمة في الجيش، لا من اليمين ولا من اليسار. الجيش هو جيش عليه تنفيذ قرارات المستوى السياسي. كل من يرفض أمراً يجب أن يُعتقل ويحاكم على ذلك".

وذكرت "هآرتس" أن 47 من الجنود الموقّعين على الرسالة يخدمون في وحدات قتالية. وسبق أن رفض بعضهم الخدمة الفعلية، فيما رفض البعض الآخر الالتحاق بدورات احتياط شملت مهام معيّنة، وآخرون ما زالوا يفكّرون في الرفض. ولم يحدد الجنود الموعد الذي سيتوقفون فيه عن الخدمة إذا لم يتم التوقيع على صفقة.

وكتب الجنود في الرسالة أن "الحرب في غزة هي حكم بالإعدام على إخواننا وأخواتنا المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين). ومن الواضح اليوم أن استمرار الحرب في غزة لا يؤخر فقط عودة المختطفين من الأسر، ولكنه يعرض حياتهم أيضاً للخطر. لقد قُتل العديد من المختطفين بسبب قصف الجيش الإسرائيلي، وهو عدد أكبر بكثير من أولئك الذين نجوا خلال العمليات العسكرية لإنقاذهم".

وأضافوا: "نحن الذين خدمنا ونخدم بإخلاص، بينما نخاطر بحياتنا، نعلن هنا أنه إذا لم تغيّر الحكومة اتجاهها على الفور، وتعمل على التقدّم لإبرام صفقة لإعادة المختطفين إلى ديارهم، لن نتمكن من مواصلة الخدمة. بالنسبة للبعض من بيننا، تم تجاوز الخط الأحمر بالفعل، وبالنسبة للآخرين فإنه يقترب: يقترب اليوم، الذي سنتوقف فيه بقلب مكسور، عن أداء الخدمة. ندعو الحكومة: وقّعوا الآن على صفقة لإنقاذ المختطفين الأحياء".

جندي: الدولة خانتني

وعبّر عدد من الجنود الذين تحدّثت إليهم الصحيفة، عن نفورهم من روح اليمين المتطرف في الجيش، كما عبّروا عن إرهاقهم جرّاء استمرار الحرب، وعن "تضحية" عائلاتهم. ونقلت عن أحدهم قوله "هذه ليست دولة أضحي بحياتي من أجلها"، فيما قال آخر، "هدفنا هو حفظ أمن الدولة. أشعر أنه في كثير من الأحيان يتم استغلال الجنود من أجل القيام بعلاقات عامة".

وأضاف جندي ثالث: "لم أعد قادراً على فعل ذلك بعد الآن. الانقلاب القضائي مستمر، وتستخدم الحرب غطاءً. الدولة التي ستقوم بعد الحرب لن تكون هذه الدولة التي تجنّدت فيها. لقد سارت أشياء كثيرة في اتجاه لا أؤمن به، ولم يعد بإمكاني إيجاد مبرر لذلك". وقال جندي آخر: "أشعر أن دولة إسرائيل خانتني على المستوى الشخصي. لقد أخذت مني الكثير، ومختلف القوى تستخدمني للمضي في حرب لا طائل من ورائها. التخلي عن القطاع (غزة) يعني التخلي عن المختطفين، ولكننا على الأرجح سنتخلى عنهم في جميع الأحوال لأن دولة إسرائيل لا تريدهم".