أجرى ممثلون عن الولايات المتحدة وإيران، الشهر الماضي، محادثات غير مباشرة في سلطنة عُمان بهدف التوصل لتفاهمات حول مستقبل البرنامج النووي لطهران، بحسب ما كشف موقع والا الإسرائيلي.
وقال "والا"، أمس الجمعة، إنّ مسؤولين كبار من إيران والولايات المتحدة كانوا موجودين في غرف منفصلة بفندق في العاصمة العُمانية مسقط، بينما تولى مسؤولون عُمانيون مهمة نقل الرسائل بينهم.
وأضاف الموقع أنّ المسؤولين الأميركيين أبلغوا نظراءهم الإيرانيين بأنّ طهران "ستدفع ثمناً باهظاً في حال اتجهت إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%" وهي النسبة اللازمة لإنتاج السلاح النووي.
ونقل الموقع عن ثلاثة مصادر كانت على علاقة بهذه المحادثات، أنّ الهدف منها كان تقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة. ولفت الموقع إلى أنّ المحادثات أجريت على خلفية تعاظم قلق الإدارة الأميركية من وتيرة التقدم الذي أحرزته إيران على صعيد برنامجها النووي.
وذكّر الموقع بأنه لم يسبق أن أجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات مباشرة أو غير مباشرة منذ فترة طويلة نسبياً.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت، نهاية الأسبوع الماضي، أنّ إيران والولايات المتحدة حققتا تقدماً كبيراً في المحادثات السرية التي تجري بينهما، بهدف التوصل لاتفاق نووي مؤقت.
وقالت الصحيفة إنّ الإيرانيين، استناداً إلى التفاهمات المطروحة، مستعدون لوقف تخصيب اليورانيوم بنسب عالية مقابل تخفيف العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران.
وبحسب التفاهمات المتبلورة، فإنّ الولايات المتحدة مستعدة للسماح بالإفراج عن 20 مليار دولار من الودائع الإيرانية في بنوك بالخارج، لا سيما في بنوك كوريا الجنوبية والعراق وصندوق النقد الدولي.
وأضافت الصحيفة أنه في إطار خطوات بناء الثقة بين الجانبين أفرجت إيران عن ثلاثة معتقلين غربيين من سجونها، مقابل دبلوماسي إيراني كان معتقلاً في بلجيكا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية رسمية تقديرها أن يجري إنجاز الاتفاق بين الجانبين في غضون أسابيع عدة.
وبحسب مصادر في المؤسسة الأمنية في تل أبيب، تحدثت إليها الصحيفة، فإنّ المحادثات بين طهران وواشنطن تتقدم بوتيرة عالية، مستدركة أنه لم يجر حتى الآن تسوية كل الخلافات بين الجانبين.
وذكرت الصحيفة أنّ الاتفاق "المؤقت" الذي تتجه إيران والولايات المتحدة للتوصل إليه ترفضه إسرائيل، بزعم أنه لا يسمح بفرض نظام تفتيش دولي بالمستوى المطلوب، فضلاً عن أنه لا يعني أن توقف إيران برنامجها النووي، "ولن يقلص مستوى المخاطر التي يمثلها هذا البرنامج".
واستدركت الصحيفة بالقول إنّ بعض المسؤولين في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يرون أنّ هذا الاتفاق "في حال تم" يعد أفضل الخيارات المطروحة في الوقت الحالي، من منطلق أنّ التوصل لهذه التفاهمات أفضل من مواصلة إيران التقدم في برنامجها النووي.
ولفتت الصحيفة إلى أنه سيكون بوسع إيران، في حال قررت التقدم في برنامجها النووي، الحصول على كمية اليورانيوم بنسبة 90%، وهي النسبة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية، في غضون 12 يوماً، بحسب تقديرات الاستخبارات الأميركية.
وأَضافت أنّ المخابرات الإسرائيلية ترى أنه سيمرّ عامان قبل أن تتمكن إيران من صناعة الرأس النووي الذي سيجري فيه دمج اليورانيوم المخصب.
ونفت كل من واشنطن وطهران، صحة الأنباء عن قرب توصلهما إلى اتفاق مؤقت بشأن الملف النووي الإيراني.
يشار إلى أنّ موقع "والا" كان قد كشف النقاب، الشهر الماضي، عن أنّ الولايات المتحدة طلبت رسمياً من عُمان التوسط لدى إيران، بهدف التوصل لاتفاق نووي مؤقت. وبحسب الموقع فإنّ مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض، بريت ماكغورك، زار عُمان سراً قبل ثلاثة أسابيع، وناقش خلالها إمكانية أن تتوسط مسقط لدى طهران، وتبحث مدى استعدادها لفرض قيود على برنامجها النووي، ووقف التصعيد في المنطقة.
وأضاف الموقع أنّ ماكغورك حثّ القيادة العمانية على معرفة الثمن الذي تطلبه إيران مقابل موافقتها على هذه الشروط.