- الرئيس الأوكراني زيلينسكي رفض اتهامات بوتين بتورط أوكرانيا، متهمًا روسيا بمحاولة تحويل الانتباه واستخدام أساليب التضليل، بينما بوتين لم يعترف بمسؤولية "داعش".
- خبراء أمنيون وتحليلات مستقلة أكدوا مصداقية مسؤولية "داعش" عن الهجوم، مشيرين إلى توافقه مع نمط عمليات التنظيم الإرهابية، لكن مع ملاحظة غير معتادة تتمثل في هروب المهاجمين بعد الهجوم.
قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون إن تنظيم "داعش" الإرهابي يتحمل بمفرده المسؤولية عن الهجوم المميت بالقرب من موسكو أمس الجمعة وإن أوكرانيا غير ضالعة في الهجوم.
وذكرت واتسون في بيان أن الحكومة الأميركية شاركت في وقت مبكر هذا الشهر معلومات مع روسيا عن هجوم مزمع في موسكو وأصدرت أيضا نصائح عامة للأميركيين في روسيا في السابع من مارس/ آذار.
وأضافت: "يتحمل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بمفرده المسؤولية عن هذا الهجوم. ولا يوجد أي تورط أوكراني على الإطلاق".
زيلينسكي يتهم بوتين
في الأثناء، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى "إلقاء اللوم" على أوكرانيا بعد الهجوم الدامي الذي أعلن "داعش" مسؤوليته عنه.
وقال زيلينسكي في إحاطته اليومية بعدما ذكر مسؤولون روس فرضية تورط أوكرانيا في الهجوم، إن "ما حدث بالأمس في موسكو واضح: بوتين والأوغاد الآخرون يحاولون فقط إلقاء اللوم على طرف آخر".
وأضاف: "لديهم دائما الأساليب نفسها".
صرّح الرئيس بوتين في خطاب متلفز في وقت سابق السبت أن المسلحين الأربعة الذين اعتقلوا إثر الهجوم كانوا "متّجهين نحو أوكرانيا حيث، وفقا لمعلومات أولية، كانت لديهم نافذة عبور للحدود".
ورفضت كييف بشدة تصريحات الرئيس الروسي التي تأتي بعد أكثر من عامين من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال زيلينسكي إن "الدنيء بوتين بدلا من التعامل مع مواطنيه الروس ومخاطبتهم، ظل صامتا يوما، وهو يفكر في كيفية تحميل الأمر لأوكرانيا".
وتبنى تنظيم "داعش" هجوم موسكو الأكثر دموية في روسيا منذ نحو عقدين والأكثر دموية للتنظيم في أوروبا.
ولم يشر بوتين في خطابه إلى إعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الاعتداء.
خبراء: إعلان داعش جدير بالتصديق
في الصدد، قال محللون أمنيون السبت إن إعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجوم موسكو جدير بالتصديق على ما يبدو، وإنه يتوافق مع نسق هجمات سابقة من تنفيذ مسلحين متطرفين.
لكن خبيرا بارزا قال إن الأمر المفاجئ وغير المعتاد أن يضع المهاجمون خطة هروب وينفذوها بدلا من مواصلة الهجوم إلى أن يتم القضاء عليهم.
وأصدر تنظيم "داعش" بيانات أعلن فيها مسؤوليته عن هجوم الجمعة الذي قال محققون روس إنه أودى بحياة 133 شخصاً. ونشر التنظيم صورة لمن قال إنهم المسلحون الذين نفذوا الهجوم.
ولم تكشف روسيا عمن تعتقد أنه يقف وراء الهجوم الضخم، لكنها ذكرت، من دون تقديم أدلة، أن للجناة صلات في أوكرانيا. وقالت إن المسلحين فروا بسيارة وأُلقي القبض عليهم بعد ساعات بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وقال آدم دولنيك الخبير الأمني التشيكي الذي يدرس هجمات سابقة لجماعات متطرفة في الهند وكينيا وروسيا وغيرها إن إعلان "داعش" مسؤوليته يبدو جديرا بالتصديق، إلا أن "ذلك لن يثني الروس عن الاستفادة من ذلك في أجندة سياساتهم الخارجية في مواجهة أوكرانيا والغرب".
وذكر دولنيك في مقابلة عبر الهاتف أن هجمات المسلحين هي طريقة العمل المعتادة في الأعوام القليلة الماضية لتنظيم "داعش" و"القاعدة".
وأشار إلى أن تنظيم "داعش" له سجل من الهجمات السابقة على روسيا، بما في ذلك تفجير رحلة في 2015 كانت متوجهة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ، والهجوم على السفارة الروسية في كابول عام 2022. وفي وقت سابق هذا الشهر، قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي إنه أحبط هجوما على معبد يهودي في موسكو خطط له التنظيم.
وقال دولنيك: "إذا جمعنا كل هذه الأمور معا، فأعتقد أن من المقنع تماما أن يكون الهجوم من تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف أن العامل الوحيد غير المعتاد هو أن الجناة هربوا على خلاف هجمات المسلحين المتطرفين المعتادة حيث ينفذ الجناة الهجمات وهم مستعدون للموت ويتوقعون أن تصيبهم قوات الأمن بالرصاص في نهاية المطاف.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)