واشنطن تفرض عقوبات جديدة على ميانمار وغوتيريس ينتقد العنف

29 مارس 2021
تأتي العقوبات رداً على القمع الدموي للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية (Getty)
+ الخط -

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الاثنين، فرض عقوبات جديدة على ميانمار مع تعليق فوري لاتفاق تجاري إلى حين عودة حكومة "منتخبة ديمقراطيا" إلى السلطة، ردا على القمع الدموي للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، يأتي ذلك في وقت دان فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس العنف "غير المقبول بتاتا" هناك، بعد أكثر الأيام دموية منذ الانقلاب.

وأعلنت ممثلة التجارة الأميركية كاثرين تاي، في بيان نقلته "فرانس برس"، "تعليق كل ارتباط للولايات المتحدة مع ميانمار بموجب الاتفاق-الإطار للعام 2013 حول التجارة والاستثمار مع مفعول فوري".

وأوضح البيان أن "هذا التعليق سيبقى ساريا إلى حين عودة حكومة منتخبة ديمقراطيا".

وقالت السفيرة كاثرين تاي إن "الولايات المتحدة تدعم جيش ميانمار في جهوده لإعادة حكومة منتخبة ديموقراطيا، والتي كانت أساس التنمية الاقتصادية والإصلاح في بورما".

وأضافت أن "الولايات المتحدة تدين بشدة العنف الوحشي الذي تمارسه قوات الأمن ضد المدنيين".

من جانبه، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الاثنين، العنف "غير المقبول بتاتا" في بورما بعد عطلة نهاية أسبوع حصدت أكبر عدد من القتلى منذ انقلاب الأول من شباط/فبراير، ودعا الأسرة الدولية إلى تعزيز وحدة الصف.

وقال غوتيريس خلال مؤتمر صحافي: "من غير المقبول بتاتا رؤية استخدام هذا المستوى من العنف ضد الناس ومقتل هذا العدد من الأشخاص".

 وأتى كلام الأمين العام ردا على سؤال حول قمع المتظاهرين المنادين بالديمقراطية الذي أدى إلى سقوط أكثر من مئة قتيل. ودعا المجتمع الدولي إلى "تعزيز وحدة الصف" و"المزيد من الالتزام" للضغط على المجموعة العسكرية الحاكمة.

فرار آلاف السكان إلى تايلاند إثر ضربات جوية

في غضون ذلك، أثارت سلسلة ضربات جوية، نفذها الجيش في ميانمار على طول حدود البلاد، مخاوف اليوم الاثنين من أن المزيد من القرويين قد يفرون إلى تايلاند المجاورة بأعداد كبيرة، ما يضيف بعدا جديدا للأزمة المضطربة بالفعل.

وتمثل الضربات في المناطق التي يغلب على سكانها عرق "الكارين" تصعيدا آخر في حملة القمع العنيفة المتزايدة، التي يشنها المجلس العسكري على الاحتجاجات المناهضة لانقلاب الأول من فبراير/ شباط.

وقتل أكثر من 100 شخص السبت الماضي في المظاهرات بجميع أنحاء البلاد، وهو أكثر الأيام دموية منذ استيلاء الجيش على السلطة.

ونفذت طائرات ثلاث ضربات مساء الأحد، وفقًا لما ذكره ديف يوبانك، عضو "فري ميانمار رينغرز"، وهي وكالة إغاثة إنسانية تقدم المساعدات الطبية وغيرها للقرويين.

وقال إن الضربات أصابت طفلا بجروح خطيرة، لكن يبدو أنها لم تسفر عن وفيات.

ودفعت الضربات، التي نفذت نهاية الأسبوع، نحو 2500 شخص إلى الفرار لمقاطعة ماي هونغ سون شمالي تايلاند.

وأقر رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا، اليوم الاثنين، بالمشاكل على الحدود الغربية لبلاده، وقال إن حكومته تستعد لتدفق محتمل للسكان.

وأضاف "لا نريد هجرة جماعية إلى أراضينا، لكننا سنضع حقوق الإنسان في الاعتبار أيضا".

وردا على سؤال حول الأشخاص الذين فروا بالفعل إلى تايلاند، قال برايوت "أعددنا بعض المواقع، لكننا لا نريد التحدث عن إعداد مراكز اللاجئين في الوقت الحالي. لن نذهب إلى هذا الحد."

أظهر مقطع فيديو مجموعة قرويين، بينهم أطفال صغار، يستريحون في غابة داخل ميانمار بعد فرارهم من منازلهم.

إضافة إلى أولئك الذين فروا إلى تايلاند، يُعتقد أن ما يقدر بنحو 10 آلاف شخص نزحوا داخل ولاية كارين شمالي ميانمار، وفقا لفري ميانمار رينغرز.

وربما يكون القصف ردا على هجوم مزعوم لجيش التحرير الوطني لعرق الكارين، حيث زعموا أنهم استولوا على موقع عسكري تابع لحكومة ميانمار صباح السبت.

وتقاتل هذه الجماعة من أجل قدر أكبر من الحكم الذاتي لشعب الكارين.

ودعت المملكة المتحدة، في وقت سابق اليوم، إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الأربعاء حول التطورات في ميانمار، حيث سيبدأ أعضاء المجلس الـ15 جلستهم بإيجاز لمبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى ميانمار كريستين شرانر بورغنر.

وبعد أكثر الأيام دموية منذ الانقلاب العسكري في الأول من فبراير/ شباط، والذي أسفر عن مقتل 114 شخصاً يوم السبت، نزل آلاف المحتجين إلى الشوارع في العديد من البلدات مرة أخرى، اليوم الاثنين، عازمين على إظهار معارضتهم للعودة إلى الحكم العسكري بعد عقد من الإصلاح الديمقراطي.

وقالت وسائل إعلام وأحد الشهود إنّ رجلاً قُتل وأصيب آخرون عندما أطلقت قوات الأمن النار في أحد أحياء يانغون.