واشنطن تطرح نسخة ثانية معدلة لمشروع قرارها للتصويت في مجلس الأمن بشأن غزة

10 يونيو 2024
جلسة لمجلس الأمن، 13 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الولايات المتحدة قدمت مسودة جديدة لمشروع قرار في مجلس الأمن تدعم مبادئ بايدن لحل الحرب على غزة، تعكس ملاحظات الدول الأعضاء وجاهزة للتصويت رغم بعض الإشكاليات.
- المسودة تشمل تفاصيل حول المراحل الثلاث للاتفاق بما في ذلك وقف إطلاق النار المستمر، تبادل الأسرى، وتطالب حماس بقبول المقترح مع ذكر قبول إسرائيل المتناقض.
- تؤكد المسودة على أهمية الجهود الدبلوماسية بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة لإنهاء الصراع، مع تضمين خطة إعادة إعمار غزة وتبادل الأسرى، لكن تبقى موافقة مجلس الأمن غير مؤكدة.

يُتوقع أن تطلب واشنطن تصويت مجلس الأمن على المسودة بداية الأسبوع

تطالب المسودة حماس بقبول مقترح بايدن الذي "يحظى بقبول إسرائيل"

متحدث السفيرة الأميركية: على أعضاء المجلس عدم تفويت الفرصة

وزعت الولايات المتحدة، مساء الأحد بتوقيت نيويورك، مسودة جديدة لمشروع قرار في مجلس الأمن يدعم المبادئ الواردة في مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الحرب على غزة. وهذه هي النسخة الثانية المعدلة التي توزعها واشنطن خلال أسبوع، بعد الأخذ بعين الاعتبار عدداً من ملاحظات الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ورغم ذلك، لا يزال عدد من الأمور الإشكالية في المسودة.

ووضعت الولايات المتحدة المسودة بـ"اللون الأزرق"، وهي المرحلة التي تعلن فيها الدول أنّ نصّها جاهز للتصويت عليه في مجلس الأمن. وفي العادة، لا تطرأ تغييرات على النصوص التي توضع باللون الأزرق، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن فعل ذلك. ومن المتوقع أن تطلب الولايات المتحدة تصويت مجلس الأمن على المسودة بداية الأسبوع، ولكن لم يُعلن عن ذلك رسمياً بعد.

وعلى الرغم من التعديلات الأميركية الإضافية وإدخال تفاصيل أكثر على المراحل الثلاث المختلفة للاتفاق وتنفيذه في هذه المسودة، فلا يزال هناك الكثير من أوجه القصور. ومن أبرز ما أُضيف إلى المسودة الأخيرة التي وزّعت الأحد هو أنه "في حال استمرت المفاوضات (بشأن غزة) في المرحلة الأولى أكثر من ستة أسابيع، فإنّ وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات". كما أضيف إلى المرحلة الأولى ذكر تبادل الأسرى الفلسطينيين، وهو ما أورده بايدن في مقترحه نهاية مايو/ أيار، ولم تأت على ذكره المسودة السابقة لمشروع القرار الأميركي، إذ كانت قد اكتفت بالحديث عن "إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإعادة رفات الموتى من الإسرائيليين"، من دون أي ذكر للأسرى الفلسطينيين أو رفات شهدائهم.

ومن ضمن نقاط القصور الإضافية مطالبة المسودة حركة حماس بقبول المقترح في حين تشير إلى أنّ اقتراح وقف إطلاق النار "يحظى بقبول إسرائيل"، في الوقت الذي أعلنت فيه تل أبيب عكس ذلك قبل يومين. كما أنه ما زال من غير الواضح على ماذا يصوّت مجلس الأمن، وما هو دوره، حيث تُطلب منه المصادقة على مفاوضات لم تتفق الأطراف عليها بعد، ولا يوجد أي اتفاق أو إعلان مكتوب للمصادقة عليه.

كما مُسحت جملة في مسودة سابقة حول المناطق العازلة ورفض مجلس الأمن لها، لتصبح الجملة في المسودة الأخيرة فقط أنّ مجلس الأمن "يرفض أي محاولة للتغيير الديمغرافي أو الإقليمي في قطاع غزة، بما في ذلك الإجراءات التي تقلل من مساحة غزة"، بدلاً من جملة في مسودة سابقة "يرفض أي محاولة للتغيير الديمغرافي أو الإقليمي في قطاع غزة، بما في ذلك الإجراءات التي تقلل من مساحة غزة مثلاً، من خلال إنشاء دائم، رسمياً أو بشكل غير رسمي، لما يُسمى بالمناطق العازلة".

أبرز ما جاء في المسودة الجديدة بشأن غزة

ومن أبرز ما جاء في المسودة الجديدة المسربة، التي وزعت الأحد، تأكيد "أهمية الجهود الدبلوماسية المستمرة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل مكوّن من ثلاث مراحل".

كما يرحّب نص المسودة بـ"باقتراح وقف إطلاق النار الجديد، الذي أُعلن عنه في 31 مايو، والذي يحظى بقبول إسرائيل، ويدعو حماس إلى قبوله أيضاً، ويحث الطرفين على تنفيذ شروطه بالكامل دون تأخير ودون شروط". وتلاحظ المسودة أيضاً "أنّ تنفيذ هذا الاقتراح من شأنه أن يتيح النتائج التالية موزّعة على ثلاث مراحل".

أما المرحلة الأولى فهي "وقف كامل وشامل لإطلاق النار يشمل إطلاق سراح الرهائن من النساء والمسنين وجرحاهم، وإعادة رفات بعض الرهائن الذين قتلوا، وتبادل لأسرى فلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وعودة مدنيين فلسطينيين إلى منازلهم وأحيائهم إلى جميع المناطق في غزة، بما فيها الشمال". وتتضمن المرحلة الأولى أيضاً "التوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة لجميع المدنيين الفلسطينيين الذين يحتاجون إليها؛ بما في ذلك وحدات سكنية يجرى توزيعها من قبل المجتمع الدولي".

ويشار في هذا السياق إلى أنّ بعض التغييرات أُضيفت هنا مقارنة بالمسودة الأخيرة التي كانت تتحدث عن انسحاب القوات الإسرائيلية من "مناطق مأهولة" لتصبح من "المناطق المأهولة"، كما جرى الحديث عن عودة السكان إلى الشمال في حين لم تذكر المسودة السابقة ذلك، فضلاً عن إضافات أخرى حول الوحدات السكنية.

وتنص المسودة، في ما يخص المرحلة الثانية، على أنها تتضمن "بعد اتفاق الطرفين وقفاً دائماً للأعمال العدائية، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الآخرين الذين ما زالوا في غزة، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة"، أما المرحلة الثالثة فستعني "بدء خطة إعادة إعمار كبرى في غزة لعدة سنوات وإعادة رفات أي رهائن متوفين ما زالوا في غزة إلى عائلاتهم".

من غير الواضح ما إذا كانت المسودة ستحظى بقبول تسع دول على الأقل لتبنيها

ويشدد مشروع القرار "على أنه في حال استمرت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع للمرحلة الأولى، فإنّ وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات". ويرحّب باستعداد الولايات المتحدة ومصر وقطر "للعمل من أجل استمرار المفاوضات إلى أن يتم التوصل إلى اتفاقات ويمكن بدء المرحلة الثانية".

كما يؤكد مشروع القرار "أهمية التزام الأطراف بشروط هذا الاقتراح بمجرد الاتفاق عليه، ويدعو جميع الدول الأعضاء والأمم المتحدة إلى دعم تنفيذه". كما تنص المسودة على أن مجلس الأمن "يرفض أي محاولة للتغيير الديمغرافي أو الإقليمي في قطاع غزة، بما في ذلك الإجراءات التي تقلل من مساحة غزة".

وتشير المسودة أيضاً إلى أن مجلس الأمن "يكرر التزامه الثابت برؤية حل الدولتين حيث تعيش دولتان ديمقراطيتان، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها، بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ويشدد في هذا الصدد على أهمية توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية".

ومن غير الواضح ما إذا كانت المسودة ستحظى بقبول تسع دول على الأقل لتبنيها، وما إذا كانت روسيا ستستخدم الفيتو في حال حصلت المسودة على تسعة أصوات، وهو العدد الأدنى لتبني أي مشروع قرار شريطة أن لا تستخدم أي من الدول دائمة العضوية الفيتو.

واشنطن تدعو مجلس الأمن للتحرك نحو التصويت على مشروع قرارها

إلى ذلك، قال نيت إيڤانز، الناطق الرسمي باسم السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إنّ الولايات المتحدة دعت مجلس الأمن للتحرك نحو التصويت على مشروع قرار أميركي "يدعم الاقتراح المطروح على الطاولة، والذي من شأنه أن يؤدي إلى وقف كامل وفوري لإطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن"، وجاء ذلك من خلال بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف إيڤانز: "وكما أكدنا، فإن تنفيذ هذا الاتفاق من شأنه أن يتيح وقفاً فورياً لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في مرحلته الأولى، وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية، وعودة الفلسطينيين المدنيين إلى شمال غزة، إلى جانب خريطة طريق لإنهاء الأزمة تماماً وخطة إعادة إعمار متعددة السنوات مدعومة دولياً".

ورأى الناطق الرسمي باسم السفيرة الأميركية أنّ "إسرائيل قبلت هذا الاقتراح، وأمام مجلس الأمن فرصة للتحدث بصوت واحد ودعوة حماس إلى أن تحذو حذوها. إنّ القيام بذلك من شأنه أن يساعد في إنقاذ أرواح ومعاناة المدنيين في غزة، وكذلك الرهائن وعائلاتهم. ويجب على أعضاء المجلس ألا يتركوا هذه الفرصة تفوتهم ويجب أن يتحدثوا بصوت واحد دعماً لهذه الصفقة".