استمع إلى الملخص
- تضاربت المعلومات حول ما إذا كان بدران قد تحدث بعصبية أو أن الخلل كان بسبب الترجمة، مما أدى إلى رفض نائب وزير الخارجية النيكاراغوي تغيير السكن دون تنسيق مسبق.
- طلبت وزارة الخارجية الفلسطينية من بدران مغادرة نيكاراغوا والعودة إلى رام الله، دون تقديم أي توضيحات حول الأزمة الدبلوماسية.
رغم أنه لم يمض سوى 40 يوماً على تعيين رأفت بدران سفيراً للسلطة الفلسطينية في نيكاراغوا، قررت الأخيرة إنهاء اعتماده لديها، في الوقت الذي تصر فيه وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله على التزام الصمت وعدم تقديم أي توضيح حول الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين البلدين. وبحسب التفاصيل التي حصل عليها "العربي الجديد"، فإن السفير رأفت بدران وصل إلى نيكاراغوا في الخامس من سبتمبر/أيلول الماضي، وغادرها بناء على رغبة نيكاراغوا يوم 15 أكتوبر/تشرين أول الماضي، أي أن عمله سفيراً لم يتجاوز أربعين يوماً.
وتشير المصادر إلى أن "سكن السفير" هو سبب الأزمة الدبلوماسية الجديدة بين فلسطين ونيكاراغو، ما دفع الأخيرة للتبليغ عبر القنوات الدبلوماسية بين الطرفين عن عدم رغبتها ببقاء بدران. ورفض السفير رأفت بدران الإدلاء بأي تصريحات صحافية حول السبب الحقيقي وراء إنهاء عمله سفيراً في نيكاراغو، لكنه مع الإلحاح الشديد رد باقتضاب أن "السبب هو السكن الجديد الذي أراد الانتقال إليه".
وأكد بدران في تصريح لـ"العربي الجديد": "ليس للسكن الذي كنت أرغب بالانتقال إليه أو مدارس أولادي أي علاقة بالمعارضة". وبحسب مصادر قريبة من السفير بدران، فإن السكن الذي كان يجب أن يعيش فيه مع عائلته بعيد عن مدارس أولاده نحو ساعة ونصف الساعة بالسيارة، وهو ما دفعه إلى تغيير السكن.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد" من مصدر مطلع، فإن بدران قام بعمل عقد لسكن جديد قريب من السفارة الفلسطينية، كما ورتب نقل أطفاله إلى مدرسة قريبة من مكان سكنه الجديد الذي لم يسكن فيه بعد، وأرسل العنوان الجديد إلى وزارة الخارجية في نيكاراغوا. وتابع المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، "رفض إيفان لارا نائب وزير خارجية نيكاراغوا تغيير مكان السكن".
وتابع المصدر المطلع: "هناك تضارب في المعلومات، إذ تقول نيكاراغوا إن بدران تحدث بعصبية، ورفض فسخ عقد السكن الجديد، الأمر الذي تسبب بالتصعيد، فيما ينقل ذات المصدر عن مصدر دبلوماسي أن بدران لا يتحدث اللغة الإسبانية أصلاً، وأن أي خلل ربما وقع قد يكون بسبب الترجمة".
ويشير مصدر دبلوماسي في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "أي سفير لا يحق له أن يوقع عقداً لبيت آخر أو مدارس خارج تنسيق مسبق مع البلد المضيفة، لأن سلامته هي مسؤولية البلدة المضيفة أي التي يعمل فيها". لكن كل هذه التفاصيل لم تعد مهمة، بعد إرسال وزارة الخارجية الفلسطينية رسالة للسفير بدران تخبره فيها بضرورة مغادرة نيكاراغوا إلى مقر وزارة الخارجية في رام الله، وهذا ما حدث فعلاً.
ومنذ يوم الأحد الماضي، ترفض وزارة الخارجية الفلسطينية وعلى رأسها وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية فارسين شاهين، ورئيس ديوانها محمد أبو جامع، ومسؤول العلاقات العامة إيهاب عمر، الرد على استفسارات مراسلة "العربي الجديد"، أو تقديم توضيح لحقيقة ما جرى في نيكاراغوا مع السفير الفلسطيني، وتلتزم الصمت حيال الموضوع بأكمله.
ووصل بدران إلى نيكاراغوا ليشغل منصب سفير فلسطين قادماً من الإسكندرية بعد أن كان قنصلاً فيها، وذلك بعد عامين على شغور المنصب عقب إنهاء نيكاراغوا عمل السفير السابق محمد عمرو، وإرسال رسالة إلى الخارجية الفلسطينية بأنه غير مرغوب به، وذلك في الثامن من يونيو/حزيران 2022، بعد اعتدائه بالضرب على موظفة في السفارة، كما كشف "العربي الجديد" في حينه.