واشنطن تطالب الاحتلال بمساءلة جنود متهمين باستخدام مدنيين دروعاً بشرية في غزة

17 أكتوبر 2024
فلسطينيون اعتقلهم جيش الاحتلال في قطاع غزة، 21 نوفمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى المساءلة بعد تقرير "نيويورك تايمز" الذي كشف استخدام الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين كدروع بشرية في غزة، مما أثار قلقاً دولياً بشأن انتهاك القانون الإنساني الدولي.
- أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى ضرورة التحقيق والمحاسبة في حال ثبوت الانتهاكات، مؤكداً أن استخدام المدنيين كدروع بشرية غير مقبول إطلاقاً.
- كشفت تقارير عن استخدام الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين في العشرينيات من عمرهم كدروع بشرية، مما يثير تساؤلات حول ممارسات الجيش في غزة.

حضت الولايات المتحدة الأربعاء الاحتلال الإسرائيلي على إجراء مساءلة بعد نشر صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً حول استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين دروعاً بشرية في الحرب التي تشنها تل أبيب على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وذكرت الصحيفة أن 11 وحدة عسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي على الأقل في خمس مدن في غزة أجبرت مدنيين فلسطينيين على القيام بمهام مثل البحث عن المتفجرات أو استكشاف أنفاق من الداخل لحماية الجنود الإسرائيليين من أيّ أذى.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر التقرير بأنه "مقلق إلى حد كبير". وأضاف "إذا كانت الحقائق كما أوردها التقرير صحيحة، فهي غير مقبولة على الإطلاق". وقال في إشارة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر على الإطلاق لاستخدام المدنيين دروعاً بشرية. سيكون ذلك انتهاكا ليس فقط للقانون الإنساني الدولي، بل أيضا لقواعد السلوك الخاصة بجيش الدفاع الإسرائيلي".

وأشار إلى تحقيق أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكنه قال "حتى أكثر من إجراء تحقيق، إذا وجدوا انتهاكات، يجب المحاسبة، ويجب عليهم اتخاذ خطوات لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن فتى فلسطيني كان يبلغ 17 عاماً آنذاك قوله إن جنودا إسرائيليين أخذوه من عائلته وأجبروه على المشي مكبّل اليدين أمامهم للبحث عن متفجرات قبل أن يطلقوا سراحه دون توجيه اتهامات إليه.

وأعربت الولايات المتحدة مراراً عن قلقها بشأن تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع المدنيين خلال الحرب التي يشنها على غزة منذ أكثر من عام. لكن نادرا ما كانت مثل هذه التصريحات تقترن بعواقب، على الرغم من أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن جمّد شحنة واحدة من الأسلحة لإسرائيل بقيمة مليارات الدولارات.

وكان تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، في أغسطس/ آب الماضي، كشف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم بشكل ممنهج مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية عند تمشيط الأنفاق والمباني بقطاع غزة. وأضافت الصحيفة أن استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية بغزة يجري بمعرفة مكتب رئيس الأركان هرتسي هليفي وضباط كبار بالجيش الإسرائيلي. وعبر سلسلة شهادات من جنود وقادة بجيش الاحتلال الإسرائيلي، كشفت الصحيفة أن عناصره يقومون بنقل فلسطينيين من غزة غير مشتبه بكونهم "مسلحين" إلى وحدات مختلفة تابعة له؛ حيث يقوم باحتجازهم كمعتقلين، ثم يرسلهم لمرافقة قواته عند تفتيش الأنفاق والمنازل بالقطاع.

وأضافت أن "هؤلاء الفلسطينيين عادة ما يكونون في العشرينيات من عمرهم، وغالبا ما يرتدون زي الجيش الإسرائيلي، لكن بنظرة أكثر تركيزاً ستكتشف أنهم ينتعلون أحذية رياضية، وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم، ووجوههم تظهر عليها علامات الخوف". وتابعت الصحيفة: "هؤلاء هم الفلسطينيون الذين تستخدمهم وحدات الجيش الإسرائيلي في غزة بهدف واحد: أن يكونوا دروعا بشرية للجنود في عملياتهم؛ حيث يمشطون الأنفاق والمباني قبل دخول القوات إليها".

(فرانس برس، العربي الجديد)