أكّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أنّ المساس بأمن مصر، لم يحدث في الماضي، ولن يحدث في المستقبل، وذلك رداً على الاتهامات المتكررة في الإعلام المصري لحركته وذراعها العسكرية بالمسؤولية عن أحداث أمنية في سيناء، والتي تطوّرت إلى دعوات إلى ضرب وقصف القطاع من قبل بعض وسائل الإعلام المصرية.
وقال هنية، في مؤتمر، "فلسطين أسباب الاحتلال وعوامل الانتصار"، اليوم الثلاثاء، إنّ "المخابرات والأمن والجيش المصري يعرفون ذلك جيداً، من خلال العلاقات والزيارات والجهد الذي بُذل من أجل حماية الأمن المشترك، وحماية الأمن القومي العربي والمصري والفلسطيني على حد سواء".
وأشار إلى أنّ "الشعب الفلسطيني لم يتدخل في الوضع الخاص بمصر، وهو يحترم خصوصيتها"، مشدداً على أن "حركته لم تتدخل في أي حدث بمصر، وكانت دوماً تتعامل مع مصر الدولة وستبقى، وهذا موقف استراتيجي لن يتبدل".
وشدد على أنّ "غزة وأبناء الشعب الفلسطيني، لم يتدخلوا في الوضع الخاص الذي تمر به مصر، وهم معنيون بالعلاقة مع مصر بغضّ النظر عن ظروفها الداخلية"، منتقداً "الأصوات التي تفتري على غزة وعلى حماس و"كتائب القسام".
وأوضح هنية، أنّ "هناك من يحرض في مصر على غزة والمقاومة الباسلة وعلى القسام شرف الأمة وعزّها، ونسمع في بعض وسائل الإعلام بضرب غزة، وهناك للأسف أطراف أخرى، بما فيها داخل ساحتنا الفلسطينية تحرض على غزة والقسام والمرابطين من أهل غزة، فهم يختلفون الأكاذيب، ويعدون التقارير المفبركة، وتزجّ القسام والمقاومة في الشأن المصري".
ولفت إلى أنّ "غزة تحتاج من مصر الاحتضان، وفتح المعابر، ورفع الحصار، وإدخال مواد الإعمار، وتحتاج من مصر أن تمدّ لها اليد الرحيمة الحانية التي عرفناها عن مصر ودورها وتاريخها".
وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، أكّد هنية "رفض حركته التفرد بالقرار الوطني الفلسطيني"، مشيراً إلى أنه "في الحوارات الفلسطينية المباشرة جرى الاتفاق على أنّ لا ينفرد أحد في قراري الحرب والسلم، وأنّ حركته ملتزمة بذلك"، داعياً "السلطة الفلسطينية إلى الالتزام بذلك".
وأشار إلى أنّ "غزة لا تسعى للحروب أو التصعيد، بل تريد أن تعيش بكرامة، وأن يعيش أهلها بحرية، ضمن الوطن الفلسطيني، على أساس حق العودة والاستقلال وحق تقرير المصير، والعدو الصهيوني هو الذي يتحمل أي مسؤولية عن التصعيد"، مضيفاً أننا "نحن دوماً ضحية للحروب والحصار، فمعظم شهدائنا في الحرب مدنيون، ومعظم قتلى العدو عسكريون".
لكن هنية، أكّد في نفس الوقت، أنّ "غزة لا تخشى التهديدات والمزايدات الانتخابية الإسرائيلية، وجاهزة لكل الاحتمالات".
وعن المصالحة الفلسطينية، تحدث "عن تقديم حركته كل ما يلزم من خطوات لتحقيق المصالحة، وكان ذلك من خلال تخلّيها عن الحكومة برغبة حقيقية ذات بعد وطني"، داعياً "حكومة الوفاق الوطني إلى القدوم لغزة وتحمل مسؤولياتها وإدارة الشأن الوطني والإشراف على المعابر بالشراكة الوطنية، وليس بالإقصاء"، مطالباً "بعدم حرمان أحد من راتبه بسبب انتمائه السياسي".
واتهم هنية صراحة، "الرئاسة الفلسطينية والحكومة بالتقصير تجاه غزة ومعاناتها"، ودعا إلى "تطبيق كل ما اتفق عليه في المصالحة الفلسطينية، وإلى اجتماع الإطار القيادي المؤقت والمجلس الوطني والتحضير للانتخابات، ودعوة التشريعي للانعقاد".
اقرأ أيضاً: فلسطين: تشييع جثمان الشهيد الجعفري بمشاركة الآلاف