هل يفك "ولاية سيناء" ارتباطه بـ"داعش"؟

23 نوفمبر 2016
نحو 70 عملية للتنظيم ضد الأمن الشهر الماضي(فرانس برس)
+ الخط -
لا يزال مستقبل الأوضاع في سيناء والمواجهات المسلحة المستمرة بين قوات الجيش المصري وعناصر تنظيم "ولاية سيناء"، التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، عصيّة على التنبؤ بها، وسط عجز قوات الجيش عن حسم المعركة، وفرض السيطرة التامة على مختلف أنحاء سيناء، وتحديداً المناطق التي تُعتبر مركز ثقل للتنظيم المسلح. ومع فشل محاولات بعض الأطراف القبلية داخل سيناء، إنهاء حالة الحرب المفتوحة التي تشهدها المنطقة منذ نحو ثلاث سنوات، فقد يكون انفصال "ولاية سيناء" عن "داعش" فرصة للوساطة وإنهاء المواجهات المسلحة، بحسب مصادر قبلية بارزة في سيناء.
وكشفت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، عن وجود وساطات سابقة بين طرفي النزاع في سيناء، أجهزة الدولة وتنظيم "ولاية سيناء"، لافتة إلى أن هذه الوساطات لم يُكتب لها النجاح حتى الآن، وكانت تتعلق بعقد هدنة في سيناء بين الطرفين. وأضافت أن الهدف من هذه الهدنة هو التقاط أهالي سيناء الأنفاس بعد تضررهم من الصراع المسلح على مدار ثلاث سنوات، وربما تتضاعف هذه المدة.
وتوقّعت مصادر قبلية أخرى بارزة، فك ارتباط تنظيم "ولاية سيناء" علاقته بتنظيم "الدولة الإسلامية"، خلال الفترة المقبلة. وقالت المصادر في حديث لـ"العربي الجديد"، إن التنظيم المسلح من الوارد أن يتراجع عن علاقته بـ"داعش"، بعد الضربات التي يتلقاها الأخير في مراكز ثقله في العراق وسورية. وأضافت أن هذا الأمر إذا حدث مستقبلاً، فلن يكون في القريب العاجل، لكنه سيناريو يمكن حصوله بعد انهيار مركز تنظيم "داعش".
ولفتت إلى أن هذا القرار في حال اتخاذه سيصدر عن مجلس شورى التنظيم في سيناء، وسيكون بمثابة خطوة على الطريق الصحيح لإنهاء الأزمة في سيناء. حديث المصادر القبلية، لم يكن مستبعداً لدى باحث في الحركات الإسلامية، أكد أن خطوة الانفصال عن "داعش" ستكون واقعية، سواء اتخذ "ولاية سيناء" قراراً خلال الفترة المقبلة أم لا.


وقال الباحث، إنه بعد انتهاء تنظيم "داعش" في مركزه بالعراق وسورية، فإن انتماء بعض التنظيمات في عدة دول له، يكون أمراً غير واقعي. وأضاف أن أفرع تنظيم "داعش" تلقت ضربات موجعة وتقريباً انتهت فعاليتها، والمعارك التي تجرى حالياً هي مواجهات النفس الأخير. وتابع أن فرع التنظيم في سيناء لا يزال يحتفظ بقوته وبالتالي تأثره بضربات "داعش" في مركزه بالموصل وخسارته مناطق نفوذ كبيرة، ليس كبيراً.
واعتبر أن "ولاية سيناء" يحتفظ بقدر من الاستقلالية عن أغلب فروع "داعش"، لأنه في الأساس كان تنظيماً مستقلاً بذاته، فغير متأثر بعوامل ضعف التنظيم، وقد يقتصر التأثير على تراجع مصادر التمويل، خصوصاً مع استفادة التنظيم المسلح من الخبرات العسكرية والقتالية للتنظيم الأم.
لكن الباحث اعترف بصعوبة اتخاذ هذه الخطوة، إلا بإيجاد مسوغ شرعي، لأن "داعش" كان في نظر عناصر تنظيم "ولاية سيناء" الخلافة المنشودة. وتصاعدت حدة العمليات التي ينفذها التنظيم ضد قوات الجيش والشرطة، حتى وصلت الشهر الماضي إلى معدلات غير مسبوقة، بتنفيذ ما يقرب من 70 عملية مسلحة.

المساهمون