هل يتحضّر شرقي سورية لمعركة قريبة؟

09 يوليو 2023
يدور الحديث عن تحشيدات وتعزيزات لمختلف الأطراف في مناطق شرق سورية (فرانس برس)
+ الخط -

استبعد قيادي في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، اندلاع معركة قريباً مع المليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري في مناطق شرق سورية، على الرغم من الحديث الإعلامي عن تحشيدات وتعزيزات لمختلف الأطراف في تلك المناطق.

وقال المتحدث باسم لواء الشمال الديمقراطي التابع لـ"قسد" محمود حبيب في حديث مع "العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنه لا يوجد شيء جدي حتى الآن على أرض الواقع، لافتاً إلى أن تعزيزات قوات التحالف في شمالي دير الزور وجنوبي الحسكة، "طبيعية"، لأن هذه القوات تتعرض لهجمات بين الفينة والأخرى، أما "قسد" فهي تدعّم مواقعها أيضاً في إطار المواجهة مع تركيا وتنظيم "داعش"، وهذا أمر معلن ومعروف، وفق قوله.

وأشار إلى أن الحديث عن إغلاق المنطقة من البوكمال إلى التنف استعداداً لحرب مقبلة، ليس هناك ما يدعمه على أرض الواقع، معتبراً أن ما يقال عن تشكيل تحالفات عشائرية وعسكرية، هنا وهناك، مجرد تفصيلات لا تؤشر إلى حرب محتملة.

وقال: "لو كانت قوات التحالف تسعى فعلاً إلى انتزاع مناطق من سيطرة المليشيات الإيرانية، فهذا أمر يتطلب جهداً وتحضيرات مختلفة عما يجري الحديث عنه حالياً، لكن حتى الآن لا نرى مثل هذه التحضيرات". وأعرب عن اعتقاده بأن إخراج المليشيات الإيرانية من سورية يتطلب تحركات ووسائل أخرى سياسية، ليس أهمها فتح معركة في شمالي شرق سورية.

وحول مدلولات ما قيل عن اتفاق جرى أخيراً بين "قوات الصناديد"، والتي هي جزء من "قوات سوريا الديمقراطية"، و"جيش سورية الحرة"، المتمركز في منطقة التنف، والمدعوم من التحالف الدولي، قال حبيب إن هذا الاتفاق لم يؤكده الجانبان المعنيان، و"هو صعب التنفيذ من الناحية العملية، بالنظر إلى التباعد الجغرافي بين مناطق انتشار الجانبين، حيث يفصل بينهما بين 120 و150 كيلومتراً من البادية السورية، وهي منطقة تضم آلاف العناصر من المليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري، وليس لدى الجانبين القدرة العسكرية على التوغل في هذه المناطق الشاسعة"، معتبراً أن الاعلام يضخم الأمر أكثر من حجمه الحقيقي.

وكانت أنباء عدة تحدثت في اليومين الماضيين عن تحشيدات عسكرية تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة على الأرض، استعداداً لمعركة محتملة قد تنشب بين قوات التحالف الدولي ومعها "قسد" من جهة، والمليشيات الإيرانية المدعومة من النظام السوري وروسيا، من جهة أخرى.

وفي هذا الاطار، قالت المصادر، ومنها موقع "باسنيوز" الكردي، إن التحالف الدولي وقوات "قسد"، أرسلت أمس السبت، تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مناطق التماس مع مناطق سيطرة النظام السوري، في ريف دير الزور شرقي البلاد، بالتزامن مع إزالة الألغام من الشريط الفاصل بينهما في المنطقة ذاتها، مشيرة إلى أن هذه التعزيزات ضمت مدافع ومضادات طيران، إضافة إلى مئات العناصر والسيارات العسكرية، وقد تمركزت في حقل العمر النفطي، الذي تتخذه القوات الأميركية قاعدة لها، ومنطقة المعامل ومقر المحلجة، فضلاً عن نشر المدافع الميدانية بالقرب من جسر السكة على الشريط الفاصل بين مناطق سيطرة "قسد" وقوات النظام السوري.

كما نصبت قوات التحالف، بحسب المصادر، منطاداً جديداً للمراقبة على حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشمالي، وذلك تحسباً لأي هجمات جديدة من قبل المليشيات الايرانية على مواقع التحالف في المنطقة.

كما أفاد ناشطون على الأرض، "العربي الجديد"، بأن التحالف الدولي أرسل كاسحات الألغام إلى كلّ من مناطق الصالحية وخشام، تحسباً لعمل عسكري باتجاه مدخل دير الزور الشمالي.

وأوضح الناشط مدين العليان، أن العملية العسكرية لقوات التحالف و"قسد" قد تشمل 7 قرى في ريف دير الزور الشمالي، وهي الصالحية، وخشام، وحطلة، ومراط، ومظلوم، والطابية، والحسينية، مشيراً إلى أن بعض السكان بدأوا بمغادرة المناطق القريبة من خطوط التماس.

من جهتها، عززت المليشيات الإيرانية، وفق العليان، مواقعها في كلّ من مدينتي الميادين والبوكمال، إضافة لرفع أعداد مقاتليها على خطوط التماس مع "قسد".

سورية: مقتل 3 بانفجار سيارة في منبج

في سياق آخر، قُتل ثلاثة أشخاص بانفجار سيارة ظهر اليوم الأحد في مدينة منبج شمالي سورية. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن سيارة كانت تقل ثلاثة أشخاص، انفجرت على طريق حلب في الجهة الغربية للمدينة، ما أدى إلى مقتلهم جميعاً، من دون أن تُعرف هوياتهم حتى الآن.

وفرضت قوى الأمن الداخلي في منبج (الأسايش) التابعة لـ "قسد"، طوقاً أمنياً حول مكان الانفجار، وباشرت تحقيقات لمعرفة أسبابه. ورجحت المصادر أن يكون الانفجار ناتجاً من وجود أسلحة داخل السيارة.

إصابة أطفال في قصف للنظام

من جهة أخرى، قصفت قوات النظام السوري بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي، صباح اليوم، ما أدى إلى إصابة 3 أطفال، أحدهم بحالة حرجة.

وذكر "الدفاع المدني السوري" على "فيسبوك"، أن القصف من جانب النظام السوري وروسيا، استهدف الأحياء السكنية في البلدة، وأن الفرق التابعة له أسعفت الأطفال المصابين إلى المشفى لتلقي العلاج. ونشر الدفاع المدني صوراً تظهر آثار الدمار والأضرار التي خلفها القصف على منازل المدنيين وأطراف بلدة البارة.

وكانت قوات النظام وروسيا قصفت البلدة في الرابع من الشهر الحالي، ما تسبب بمقتل سيدة وإصابة مدني آخر. وتشهد المنطقة تصعيداً لافتاً من قبل النظام وروسيا خلال الأسابيع الأخيرة، ما تسبب في وقوع عشرات الضحايا المدنيين.

وفي جنوبي البلاد، أُصيب مجنّد في قوات النظام السوري، اليوم الأحد، بإطلاق نار استهدف سيارة كانت تقله في درعا.

وقال "تجمع أحرار حوران"، إن مجهولين استهدفوا بالرصاص سيارة كانت تقلُّ المجند أحمد البني، في بلدة السهوة شرقي درعا، ما أدى إلى إصابته بجروح في قدميه. وينحدر البني من محافظة السويداء، ويؤدي خدمته العسكرية مع قوات النظام في درعا، وفق "التجمع".

المساهمون