غداة هجوم انتحاري تعرض له مطار العاصمة الأفغانية كابول، وأدى إلى مقتل أكثر من 90 شخصاً، بينهم 13 جندياً أميركياً، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجراح، أبعدت حركة "طالبان"، اليوم الجمعة، الحشود الموجودة أمام وقرب المطار بنحو كيلو متر من البوابة الرئيسية، مع التشديد في التعامل مع كل من يحاول الدخول إلى المطار.
وقال أحد المقاتلين على الحاجز الرئيسي الواقع بين دوار تشهاراهي شهيد والمطار، ويدعى حنظلة لـ"العربي الجديد"، "إننا لا نترك أي أفغاني أو أجنبي يدخل المطار، ولا يمكن لأحد أن يرغم طالبان على تغيير هذه الاستراتيجية".
وأوضح حنظلة "لا يمكننا أن نترك الأفغان يهربون من البلاد وندعوهم إلى بناء البلاد والعمل فيها، كما كانوا يعملون حين وجود القوات الأجنبية"، معرباً عن قلقه حيال ما حدث، أمس الخميس، فيما حذر في الوقت نفسه من وقوع أحداث مشابهة في المطار، لا سيما وأنّ حركة "طالبان" لا تسيطر على كافة أنحاء المطار، إذ تسيطر القوات الأميركية على جزء كبير منه.
وتقف طوابير طويلة من السيارات قرب الحاجز الأخير لحركة "طالبان"، وينتظر بداخلها مئات الأشخاص من الرجال والنساء والأطفال لديهم تراخيص الإجلاء، لكن حركة "طالبان" لا تسمح لهم بالدخول.
وقال قائد ميداني في الحركة يتواجد على الحاجز، لـ"العربي الجديد"، إنّ عملية الإجلاء مستمرة، مشيراً إلى أنّ القوات الأميركية تقوم بعملية الإجلاء من داخل المطار، منذ أمس الخميس.
وقال مصدر في المطار، لـ"العربي الجديد"، إنّ عملية دخول الأفغان الذين لديهم تراخيص الإجلاء متواصلة منذ صباح اليوم الجمعة، لكن بطرق مختلفة، مشيراً إلى أنّ الكثيرين منهم يدخلون في سيارات البعثات الدبلوماسية.
وأضاف المصدر أنّ المواطنين المتواجدين قرب المطار يمكنهم الدخول إليه حسب آلية جديدة تتعلق بضرورة إدراج أسمائهم عند حراس حركة "طالبان" المتواجدين على البوابة وعند القوات الأميركية.
وينتظر مئات الأشخاص خارج المطار بعد أن قدموا من أقاليم مختلفة منذ أيام عدة، رغم أن لديهم تراخيص إجلاء.
وقال محمد وهاب الذي قدم من إقليم بلخ ليسافر إلى الولايات المتحدة، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّه "لدي كل الأوراق المطلوبة، إلا أنّ حركة طالبان لا تسمح لي بالدخول وأنا أنتظر منذ أمس"، معرباً عن أسفه الشديد حيال ما تمارسه قوات "طالبان" من عنف وضرب مبرح بحق الراغبين بالإجلاء.
ولا يتحدث مسلحو "طالبان" على الحواجز مع المواطنين الموجودين قرب المطار سوى بعدد قليل من العبارات مثل "لماذا يذهبون؟"، "ترك البلاد ممنوع شرعاً".
وازدادت ظاهرة الخروج من أفغانستان في الأيام الأخيرة، رغم أنها كانت موجودة قديماً، فيما يتوجه الأفغان الذين لا يملكون التراخيص إلى إيران ومنها إلى تركيا سعياً نحو أوروبا، مقابل دفع مبالغ مختلفة للسماسرة الموجودين في كابول وفي الأقاليم بشكل كبير.