مصادر لـ"العربي الجديد": هروب قادة "داعش" المحبوسين في غويران إلى البادية وحدود سورية مع العراق

27 يناير 2022
لم تفصح "قسد" عن المستوى القيادي لعناصر التنظيم الذين قتلوا أو حاولوا الفرار (فرانس برس)
+ الخط -

أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن عددا من قادة وعناصر خلايا تنظيم "داعش"، الذين احتجزوا داخل سجن "الصناعة" (غويران) في مدينة الحسكة، تمكنوا من الهرب من داخل السجن خلال المعارك التي دامت نحو أسبوع كامل، نتيجة هجوم شنته خلايا التنظيم على السجن، ليل الخميس/ الجمعة الماضي، بُغية تحرير المحتجزين الذين كانوا بداخله.

وقال الناشط فراس علاوي، رئيس التحرير لدى موقع "الشرق نيوز"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "عدداً من عناصر وقادة تنظيم "داعش"، الذين كانوا محتجزين داخل سجن الصناعة (غويران)، تمكنوا من الهروب من السجن"، مُشيراً إلى أن "جزءا من الفارين اتجه إلى البادية السورية، والقسم الآخر هرب باتجاه الحدود العراقية- السورية".

ولفت علاوي إلى أن "أعداد الفارين من السجن غير معلومة حتى اللحظة"، مضيفاً: "ليس مؤكدا حتى الآن ما إذا كان خروجهم من السجن جرى باتفاق بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والتنظيم، أو كان هروباً عادياً من دون تنسيق واتفاق".

ويعتقد علاوي أن "الهدف من غضّ النظر عن عناصر التنظيم الذين كانوا محتجزين داخل سجن غويران لتسهيل الهروب (إذا كان هناك غض نظر)، هو أن الأميركيين يريدون أن يبقى التنظيم شاغل الإيرانيين وسببا في عدم استقرار القواعد الإيرانية في البادية السورية"، مشيرا إلى أن "هجمات التنظيم تؤكد هذا الموضوع".

وأوضح علاوي أن "هناك مبالغة في الأعداد، يتحدثون عن وجود 5000 محتجز في سجن الصناعة، وهذه الأرقام مبالغ فيها جداً، حتى الأرقام التي تتحدث عن هروب كبير للسجناء هي أيضاً مبالغ فيها"، معتبراً أن "(قسد) تعمدت المبالغة في هذه الأرقام، والتنظيم يعلم جيداً أن هذه الأرقام مبالغ فيها، ويعتبر هذا الشيء من مصلحته"، مؤكداً أنه "حتى الآن الجهة الشمالية من سجن غويران لم تتم السيطرة عليها من قبل (قسد) والقوات المشاركة إلى جانبها".

من جهته، قال محمود حبيب، قائد "لواء الشمال الديمقراطي" التابع لـ"قسد"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "لا توجد حتى الآن أنباء مؤكدة أو تصريحات رسمية من قيادة (قسد) عن المستوى القيادي لعناصر التنظيم، إن كان من الذين حاولوا الفرار أو ممن قتلوا أثناء العملية".

وأوضح القيادي في "قسد" أنه "من المعلوم أن هذه التنظيمات لا تتأثر كثيراً في حال خسارتهم قيادات الصف الأول والصف الثاني، فالجميع يحمل نفس الأفكار المتطرفة ويطبق نفس الأفعال"، مُشيراً إلى أنه من "المهم أن نتائج العملية ألحقت بالتنظيم خسائر كبيرة معنوية وبشرية، وأرست قواعد الأمن في شرق الفرات".

وحول ادعاءات الخارجية الروسية، اليوم الخميس، بأن "الاضطرابات الأمنية الأخيرة التي شهدتها مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، تشير إلى عجز الولايات المتحدة والسلطات الكردية عن ضمان الأمن في هذه المنطقة"، قال حبيب: "بالنسبة للموقف الروسي، فهو لذرّ الرماد في العيون. فقد استفادت موسكو من وجود التنظيم، وبإشرافها تم نقل مقاتلين بالحافلات المكيفة من أرياف دمشق والسويداء"، مضيفاً: "لا ننسى أيضاً مسرحية تبادل السيطرة على تدمر مع التنظيم".

وأشار حبيب إلى أن "الاستغلال السياسي لهذه العملية واضح تماماً، ولا أعلم أين ذلك العجز الذي تتحدث عنه موسكو".

وأوضح القيادي في "قسد" أن "روسيا دمرت غروزني، عاصمة الشيشان، حتى استطاعت التخلص من الجهاديين، وقد هزمت أمامهم في كل قوتها في أفغانستان، فهي بعيدة كل البعد عن إعطائنا أي نصيحة"، لافتاً إلى أنه "لا يحق لها أن تلوم أي جهة من الجهات التي حاربت الإرهاب وانتصرت عليه مرتين".
 

المساهمون