الرئيس الجزائري يعزي ملك المغرب بوفاة والدته

30 يونيو 2024
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الجزائر 16 يناير 2024 (بلال بن سالم/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يبعث برقية تعزية إلى ملك المغرب محمد السادس بوفاة والدته، الأميرة للا لطيفة، معبرًا عن تعاطفه وتعاطف الشعب الجزائري.
- التعزية تأتي في ظل توترات مستمرة بين الجزائر والمغرب، تفاقمت بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في أغسطس 2021، واتهامات متبادلة بين البلدين حول قضايا مختلفة.
- العلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب لها جذور تاريخية تعود لعقود، بدءًا من "حرب الرمال" في 1963، وتعقيدات بسبب قضية الصحراء ودعم الجزائر لجبهة "البوليساريو"، مما أدى إلى فترات من قطع العلاقات وإغلاق الحدود.

بعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون برقية إلى ملك المغرب محمد السادس للتعزية بوفاة والدته الأميرة للا لطيفة قال فيها "تلقيت بأسى نبأ عودة روح والدتكم إلى خالقها وبارئها، وكان لهذا الخبر المحزن الذي ألمّ بكم وبالأسرة الملكية بالغ الأثر، فباسمي الخاص وباسم  الشعب الجزائري، أتوجه لجلالتكم بأصدق التعازي"، وتأتي هذه الخطوة الجزائرية في ظل توتر حاد تشهده العلاقات بين البلدين منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بينهما في أغسطس/آب 2021. 

وكان القصر الملكي المغربي، قد أعلن أمس السبت، وفاة الأميرة للا لطيفة أرملة الملك الراحل الحسن الثاني ووالدة الملك محمد السادس، بحسب بيان للناطق الرسمي باسم القصر الملكي عبد الحق المريني نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية.

وتأتي تعزية تبون العاهل المغربي بوفاة والدته في وقت تشهد فيه علاقات المغرب والجزائر توتراً دائماً كانت أحدث فصوله اتهام الجزائر السلطات المغربية في مارس/آذار الماضي بـ"السطو" على عقارات تابعة لها في المغرب مؤكدة أنها "سترد على هذه الاستفزازات بكل الوسائل التي تراها مناسبة"، وهو الاتهام الذي اعتبرته الرباط "لا أساس له" ويندرج في نطاق "روح تصعيدية غير مبررة". 

وكانت الجزائر قد أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 24 أغسطس/آب 2021. وقال وزير الخارجية الجزائري وقتها، رمطان لعمامرة، إن هذا الإجراء جاء بعد تخلي "المغرب عن الالتزامات الأساسية للعلاقات مع الجزائر". وكانت هذه المرة الثانية في تاريخ البلدين التي تُقطع فيها العلاقات بينهما، إذ قررت الرباط عام 1976 قطع العلاقات مع الجزائر بسبب قضية الصحراء، قبل أن يقرر البلدان إعادة تطبيع العلاقات بينهما في مايو/أيار 1988. لكن عودة العلاقات لم تنه الأزمات بين البلدين الجارين، ولعل من أبرز المحطات في هذا الإطار إغلاق الحدود البرية بين البلدين في أغسطس/آب عام 1994 والتي لا تزال مغلقة إلى اليوم.

وتعود جذور الأزمة بين المغرب والجزائر إلى أكثر من ستة عقود خلت، حين اندلعت "حرب الرمال" بين البلدين في عام 1963، أي بعد نحو عام على استقلال الجزائر، بسبب خلاف حدودي حول منطقتي تندوف وبشار اللتين طالب بهما المغرب، وهو الصدام الذي استمر لأيام محدودة وانتهى بوساطة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية. وازداد وضع العلاقات بين البلدين تعقيداً بعد تنظيم المغرب المسيرة الخضراء عام 1975 التي شارك فيها نحو 350 ألف شخص، وأنهت وجود الاستعمار الإسباني في المنطقة، وكذلك بعد إعلان الجزائر اعترافها ودعمها جبهة "البوليساريو" الانفصالية في 1976 وهو ما ردت عليه الرباط بقطع العلاقات. كما دخلت العلاقات بين البلدين الجارين مرحلة توتر أخرى منذ يناير/ كانون الثاني عام 1995، بعد اتهام الرباط للجزائر بالتورط في تفجير إرهابي لفندق "أطلس آسني" بمراكش في ديسمبر/ كانون الأول 1994، فيما ردت الجزائر حينها بإغلاق الحدود البرية التي لا تزال مغلقة حتى اليوم.