أثار الهجوم الذي استهدف قرية ببلدة الخالص بمحافظة ديالى العراقية ليل أمس الإثنين، وأوقع قتلى وجرحى من المدنيين، موجة انتقادات للإجراءات الأمنية المتبعة في المناطق الهشة بالبلاد، وبينما شنت قوات الجيش حملة تفتيش في القرية، حذر مسؤولون أمنيون من أي خلل أمني بالمحافظة التي تُعدّ خاصرة العاصمة بغداد.
وقُتل 6 مدنيين وجرح 8 آخرون، ليل أمس الإثنين، في هجوم مسلح نفذه مجهولون هاجموا سيارات مدنية، في قرية البو بالي في قضاء الخالص شرقي محافظة ديالى، شمال شرقي العاصمة العراقية بغداد، وسط ترجيحات بأن يكون تنظيم "داعش" الإرهابي وراء الهجوم.
وعلى أثر الهجوم، نفذت قوات أمنية حملة تمشيط وتفتيش في القرية والقرى المحيطة بها ليلاً، وسط انتشار عسكري مشدد. ووفقاً لمصدر أمني في المحافظة، تحدث لـ"العربي الجديد" طالباً عدم ذكر اسمه، فإن "القرية تشهد الآن انتشاراً عسكرياً، وسيتم تنفيذ هجمات وضربات موجعة لداعش، لاسيما وأن ديالى تُعدّ خاصرة العاصمة بغداد، وأن أمن العاصمة من أمنها".
وأضاف، أن "القيادات الأمنية في المحافظة ستبحث اليوم الخطط الأمنية، وتعمل على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين المناطق الهشة بالمحافظة".
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من قيادة الجيش ولا الحكومة بشأن الهجوم، على الرغم من خطورته، لاسيما وأنه يؤشر إلى تصعيد واضح بأعمال العنف في البلاد.
وقال قائمقام قضاء الخالص بمحافظة ديالى عدي الخدران، إن "الهجوم نفذته مجموعة إرهابيين يستقلون دراجات نارية، هاجموا قرية البو بالي التي تقع في أطراف قضاء الخالص من ثلاثة محاور، حيث تُعدّ من القرى الزراعية والتي يقطنها مزارعون"، مبيناً في تصريح لقناة العراقية الإخبارية الرسمية، أن "العشرات من الأهالي تحركوا للتصدي للهجوم الإرهابي". وأضاف، أن "الهجوم استمر لمدة نصف ساعة، وأن القوات الأمنية أجرت عمليات تفتيش بحثاً عن الإرهابيين".
بدوره انتقد عضو لجنة الأمن البرلمانية، النائب عن محافظة ديالى أحمد الموسوي، دور "الاستخبارات" في المحافظة، تعليقاً على الهجوم، وسأل في بيان، "إلى متى ستستمر هذه الخروقات في ديالى؟ وإلى متى يستمر مسلسل الموت؟ أين دور الاستخبارات في المحافظة؟"، مستغرباً أن "مجموعة من المجرمين تتحرك بهذا الشكل وتقوم بقتل الأبرياء، ونحن نمتلك جيشاً وشرطة وحشداً واستخبارات وأمناً وطنياً".
ورأى أن "هناك خللاً في الجهد الاستخباري والفني، ولم نرَ أي حل، والضريبة هي دماء الأبرياء العزل".
من جانبه، استنكر النائب طه المجمعي، الهجوم، مؤكداً في بيان أن "الحادث الإرهابي هو محاولة لزعزعة استقرار وأمن المحافظة"، داعياً الأجهزة الأمنية إلى "تكثيف الجهود للحدّ من هكذا تعرضات، وإفشال أي مخطط مستقبلي، وإنزال القصاص العادل بحق من تسول نفسه العبث في حياة الأبرياء".
أمّا رجل الدين العراقي جواد الخالصي، فحذر في تغريدة له عبر "تويتر"، من مسلسل الهجمات التي تصاعدت أخيراً، قائلاً: "مرة أخرى بدأ مسلسل القتل الإرهابي بالتحرك بالعراق والمنطقة، فمن الطارمية بأطراف بغداد وإلى كركوك، وأخيراً في الخالص وفي قرية البو بالي، سجل الإرهاب عدداً كبيراً من الضحايا العسكريين والمدنيين، بلغ العشرات، خصوصاً بين المدنيين في ديالى"، داعياً القوات المسلحة إلى "تحمل مسؤوليتها، مع وقوف الشعب معها، وقيام الحكومة بواجباتها الكاملة في حفظ الأمن".
مرة أخرى بدأ مسلسل القتل الإرهابي بالتحرك ب #العراق والمنطقة فمن الطارمية بأطراف #بغداد وإلى كركوك وأخيرا في #الخالص وفي #قرية_البوبالي سجل #الإرهاب عددا كبيرا من الضحايا العسكريين والمدنيين بلغ العشرات خصوصا بين المدنيين في #ديالى ونحن كما أكدنا مراراً لا نرى في هذه التحركات... pic.twitter.com/vGd2Emc5kj
— الشيخ جواد الخالصي (@JKhalesi) December 19, 2022
يشار إلى أن الملف الأمني في محافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران، يدار من قبل مليشيا بدر وبعض الفصائل الأخرى، التي تسيطر أيضاً على المناصب السياسية بالمحافظة، الأمر الذي تسبب بقوة نفوذ المليشيات فيها.
وتنفذ القوات العراقية منذ أسابيع عدة سلسلة عمليات أمنية وعسكرية نوعية في مناطق شمال وغربي البلاد، تستهدف جيوب وخلايا تنظيم "داعش"، وسط إجراءات متصاعدة على مستوى سد الثغرات الحدودية مع سورية، التي تقول بغداد إنها المصدر الأول في تسلل الإرهابيين إلى العراق.