هجوم أربيل يحرج الكاظمي: فتح تحقيق وتعهدات بإبعاد الفصائل عن إقليم كردستان

15 ابريل 2021
رئاسة إقليم كردستان دعت إلى "وقفة جادة" لمواجهة الفصائل (أحسن محمد/الأناضول)
+ الخط -

تعهد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لإقليم كردستان بفتح تحقيق لكشف الجهات التي تقف وراء الهجوم الذي تعرض له مطار أربيل ليل أمس الأربعاء، فيما دعت رئاسة إقليم كردستان المجتمع الدولي إلى "وقفة جادة" لمواجهة الفصائل التي تقف وراءه.

وتعرّض مطار أربيل الدولي لهجوم بطائرة مسيّرة، وفقا لما أعلنته وزارة داخلية الإقليم في بيان لها، والتي أكدت أنه "وبعد التحقيق في سبب الانفجار الذي وقع الليلة في مطار أربيل الدولي، تبين أن الهجوم نفذته طائرة درون، ووجهت إلى قاعدة قوات التحالف داخل المطار".

وأوضحت أن "الهجوم لم يسفر عن إصابات، ولم يلحق سوى أضرار مادية بمبنى، ولا تزال التحقيقات مستمرة لتحديد مصدر ومكان مجيء الطائرة الدرون".

رئيس الوزراء العراقي وجّه بدوره بـ"فتح تحقيق فوري لمعرفة الجهة التي نفذت الهجوم".

وقال المتحدث باسم الكاظمي، اللواء يحيى رسول، في بيان ليل أمس، إن "الكاظمي وجّه بفتح تحقيق فوري في الاعتداءات التي حدثت في أربيل ومناطق أخرى، وأكد أن أمن العراق هو من مسؤولية الحكومة والقوات الأمنية العراقية بكل تشكيلاتها، وأن هذا النوع من الأعمال الإرهابية التي تجري في شهر رمضان المبارك هدفه زعزعة الأمن".

وأشار رسول إلى أن "البعض يحاول خلق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار، وهو أمر مرفوض، وسوف يواجه بقوة القانون وتكاتف الشعب العراقي".

رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني أجرى اتصالات هاتفية مع رئيسي الحكومة والبرلمان العراقيين، بحث فيها تكرار الهجمات على أربيل، وضرورة حمايتها من خطر الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون.

وذكر بيان لحكومة الإقليم أن رئيس حكومة كردستان كتب سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر"، ندد فيها بالهجوم الذي وقع الليلة الماضية على مطار أربيل الدولي، مؤكدا أن "هذه الهجمات محاولة سافرة لتقويض أمننا الداخلي وتعاوننا مع التحالف الدولي".

رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني أجرى اتصالات هاتفية مع رئيسي الحكومة والبرلمان العراقيين، بحث فيها تكرار الهجمات على أربيل، وضرورة حمايتها من خطر الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون

وأضاف أنه "يجب على أي جماعات مسلحة لا تعمل ضمن قوات الأمن العراقية الرسمية الانسحاب فوراً من حدود إقليم كردستان، وسأجري في الأيام المقبلة محادثات مع شركاء عراقيين ودوليين لبحث السبل الكفيلة بتحقيق ذلك"، مؤكدا أنه تحدث "ليل أمس مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، لإعادة التأكيد على الهدف المشترك المتمثل في محاسبة هذه الجماعات الخارجة على القانون"، مشددا على أن "أعضاء الجماعة الإرهابية المسؤولة عن هذا الهجوم سيُحاسبون على أعمالهم".

مسؤول في حكومة بغداد أكد لـ"العربي الجديد"، أن "الكاظمي تعهد للبارزاني بإنفاذ قرار سابق يقضي بإبعاد الفصائل المسلحة عن حدود الإقليم"، مبينا أن "الهجمات المتكررة على أربيل أحرجت الكاظمي، وأن البارزاني حمّله مسؤولية ذلك، كونه لم يتخذ أي قرار بمحاسبة الفصائل المسلحة المتورطة فيها".

وأشار إلى أن "الجانبين اتفقا على أن تكون هناك قرارات قريبة باستبدال الفصائل بقوات من الجيش العراقي"، مبينا: "سيجري الطرفان اتصالات أخرى ولقاءات لبحث الملف".

رئاسة إقليم كردستان دعت المجتمع الدولي إلى "وقفة جادة" لمواجهة الفصائل التي تقف وراء الهجمات التي تستهدف أمن أربيل، كما دعت الإقليم وبغداد، بمساندة من التحالف الدولي، لـ"تعزيز التنسيق والتعاون بينهما لمواجهة تلك الفصائل والفئات التي تقف وراء هذه الهجمات، ووضع حد نهائي لها"، معتبرة، في بيان، أن "الهجوم تطاول على أمن واستقرار الإقليم، وليس له أي مبرر، وأنه سيؤدي إلى تعقيد الأوضاع في العراق، وهو بالضد تماماً من مصالح البلد".

المسؤول عن ملف بغداد في حكومة الإقليم، عرفات كرم، تساءل عن إمكانية تخليص العراق من المليشيات الولائية، وقال في تغريدة له: "مليشيات ولائية قذرة تستخف بجميع مؤسسات الدولة، تقصف أربيل، تُرى متى سيأتي رئيس وزراء عراقي وطني جريء يعلن الحرب عليها حتى يستقر العباد والبلاد؟".

الباحث في الشأن السياسي العراقي، مجاهد الطائي، قال في تغريدة له، إن "إيران وبيادقها لن توقف إطلاق الصواريخ والطائرات المفخخة إلا إذا شعرت بتهديد جدي. هل تذكرون تهديد إدارة دونالد ترامب بقصف 80 موقعا للمليشيات وإغلاق السفارة؟ هل تذكرون كيف زار إسماعيل قاآني (قائد فيلق القدس الإيراني) العراق 3 مرات خلال أسبوع، ووبّخ مليشياته عندما تمردت على قراراته؟ إدارة بايدن تبدو أضعف مما كنّا نتصوره".

والتزمت الفصائل المسلحة، والجهات السياسية القريبة منها، جانب الصمت إزاء الهجوم، ولم تصدر حتى الآن أي تصريحات أو إدانات له أو للجهة التي تقف وراءه.

ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه خلال العام الجاري، إذ قُتل متعاقد مدني أجنبي وجرح خمسة آخرون، بالإضافة إلى جندي أميركي، بهجوم بصواريخ استهدف قاعدة للتحالف قرب مطار أربيل منتصف فبراير / شباط الماضي، سبقه هجوم في أكتوبر العام الماضي أيضا.

وأعلنت السلطات الأمنية في إقليم كردستان العراق، في مارس/ آذار الماضي، نتائج التحقيق بالقصف الصاروخي الأخير، وعرضت اعترافا لأحد المنفذين الذي أكد ارتباطه بمليشيا "كتائب سيد الشهداء".

المساهمون