استمع إلى الملخص
- استهداف المعابر الحدودية: هاجم الطيران الإسرائيلي المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، مستهدفاً معبر مطربا الحدودي في البقاع الشمالي ومعابر أخرى، ما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص ونزوح العديد من العائلات.
- محاولة قطع إمدادات حزب الله: تهدف الضربات الإسرائيلية إلى قطع أي إمدادات عسكرية قد تأتي من الأراضي السورية إلى حزب الله، بينما تحاول روسيا تجنب ارتدادات الهجمات الإسرائيلية على سوريا.
يتسع إطار العدوان الإسرائيلي على لبنان ليشمل أراضي سورية في إطار سعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتكثيف الضغوط على حزب الله في لبنان، وحرمانه من طرق الإمداد المحتملة عبر الأراضي السورية للتعويض عن خسائره في الحرب، وذلك على الرغم من بروز مؤشرات كثيرة على رغبة النظام في دمشق بالنأي بنفسه عما يجري. وفي إطار هذا التوجه الإسرائيلي، هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس الجمعة موقعاً عسكرياً لقوات النظام السوري قرب الحدود اللبنانية، ما أسفر عن مقتل خمسة على الأقل من عناصر النظام، وإصابة آخر، وفق مصدر عسكري من وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري كما نقلت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام "سانا". وأوضح المصدر العسكري أن "العدو الإسرائيلي شن عدواناً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد مواقعنا العسكرية على الحدود السورية اللبنانية قرب كفير يابوس في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد خمسة عسكريين وإصابة آخر بجروح". وذكرت مصادر إعلامية أن القصف الإسرائيلي استهدف موقعاً لسرية مشاة من اللواء 18 قرب الفرقة العاشرة في كفير يابوس، ما أسفر عن مقتل خمسة عناصر من "الأمن العسكري" وإصابة آخرين.
هجمات على المعابر الحدودية
عبدلله الأسعد: إسرائيل تراقب مخازن ومستودعات السلاح الخاصة بالحزب في سورية
وخلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، هاجم طيران الاحتلال الإسرائيلي المعابر الحدودية بين سورية ولبنان، مستهدفاً بشكل أساسي معبر مطربا الحدودي في البقاع الشمالي، حيث أصيب ثمانية أشخاص وفق مدير المعبر، إضافة إلى معابر العريضة وصالح وقبش. وذكر رئيس مجلس مدينة القصير رامز سعدية، أن القصف الإسرائيلي على معبر مطربا وقع في الجانب اللبناني من الحدود، فيما أكدت وسائل إعلام لبنانية أنه كان في الجانب السوري من المعبر. ومعبر مطربا هو السادس من نوعه على الحدود بين لبنان وسورية، وكان افتتح عام 2022، ويربط قضاء الهرمل اللبناني مع مدينة القصير السورية. ودخلت عبر المعبر العديد من العائلات النازحة من القصف الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية باتجاه منطقة القصير ومدينة حمص.
وأعلن جيش الاحتلال أن طائراته الحربية قصفت ثمانية مواقع زعم أنها بنى تحتية على الحدود اللبنانية السورية يستخدمها حزب الله لنقل أسلحة إلى لبنان، مشيراً إلى أن خمسة منها متلاصقة في شمالي لبنان وثلاثة في وسطه، وجميعها على الحدود مع سورية. وأضاف أنه سيواصل العمل على منع دخول الأسلحة إلى لبنان بهدف تسليح حزب الله. كما قصفت طائرات إسرائيلية أمس الجمعة محيط قرية حوش السيد علي التي يستخدمها حزب الله للتنقل بين سورية ولبنان، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبحسب المرصد، عمد حزب الله إلى سحب المئات من عناصره من مواقعهم في سورية بينهم عراقيون من محافظتي دير الزور وحلب، إضافة إلى مناطق في البادية السورية، حيث أخلى بعض مقراته في تلك المناطق، وسلّم مستودعات الأسلحة إلى مجموعات تابعة له، وغادر عناصره باتجاه الحدود اللبنانية على دفعات.
محاولة لقطع إمدادات حزب الله العسكرية
وحول هذه الضربات الإسرائيلية، وإمكانية انتقال العمليات العسكرية إلى الساحة السورية، قال العميد المنشق عن النظام، عبدلله الأسعد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الضربات الإسرائيلية لا تشمل المعابر فقط، بل كل المحاور الفرعية والرئيسية بما فيها الترابية، والغاية منها قطع أي إمدادات قد تأتي من الأراضي السورية إلى حزب الله، مشيراً إلى أن إسرائيل تراقب عن كثب مخازن ومستودعات السلاح الخاصة بالحزب في سورية وطرق الإمداد والتي قصفتها في السابق. وأضاف الأسعد، الذي خدم سابقاً في جبهة الجولان السوري المحتل ضمن الجيش قبل انشقاقه عنه، أن الاحتلال يريد التأكد من عدم وصول إمدادات إلى حزب الله من الأراضي السورية في إطار الضغط العسكري والسياسي على الحزب، لأن وصول إمدادات عسكرية للحزب، يعني تمكينه من مواصلة الحرب، وتعويض ما فقده، بينما تريد إسرائيل حسم المعركة بأسرع وقت ممكن.
محمد أبو حشيش: روسيا تحاول تجنب أي ارتدادات للحروب الإسرائيلية على سورية
واستبعد الأسعد امتداد الحرب إلى الأراضي السورية إلا إذا أرادت إسرائيل ذلك وسعت إلى استهداف قوات حزب الله داخل الأراضي السورية ومناطق انتشاره في القصير ودير الزور وريف دمشق ودرعا، لمنعه من مؤازرة حزب الله في لبنان. والحالة الأخرى التي قد تمتد فيها الحرب إلى الأراضي السورية، وفق الأسعد، "إذا عمد الحزب إلى المناوشة مع إسرائيل من جبهة الجولان، بهدف توريط نظام بشار الأسد في الحرب التي من الواضح أنه لا يريد بأي شكل الدخول فيها، وهو حقيقة لا يؤمن بالشعارات التي ترفعها إيران، مثل وحدة الساحات".
وفي سعيها لاحتواء هذه التوترات، ثبّتت القوات الروسية قبل أيام نقطتي مراقبة جديدتين في السهول الغربية لبلدتي بير عجم وبريقة بريف القنيطرة الغربي قرب الحدود مع الجولان السوري المحتل، تضاف إلى نحو 15 نقطة مراقبة سابقة تستهدف مراقبة منطقة الحدود، ومنع اقتراب عناصر من غير قوات النظام إلى منطقة الحدود مع الجولان السوري المحتل.
وقال الناشط السياسي محمد أبو حشيش، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن روسيا تحاول كما هو واضح تجنب أي ارتدادات للحروب الإسرائيلية في غزة وجنوب لبنان على سورية، ومن شأن امتداد الحرب إلى الأراضي السورية الإطاحة بما ترى روسيا أنها إنجازات حققتها عبر تدخّلها العسكري في سورية منذ عام 2015. وأضاف أن روسيا كانت قطعت تعهدات لإسرائيل منذ سيطرة قوات النظام على الجنوب السوري عام 2018 بإبعاد إيران ومليشياتها عن الجنوب السوري، لكنها لم تنجح كثيراً في ذلك، وإن كانت قد حدّت من التغلغل الإيراني في الجنوب السوري، وفي المناطق المحاذية لحدود الجولان السوري المحتل.
وكانت قوة إسرائيلية قد توغّلت الأسبوع الماضي مرات عدة بعمق نحو 200 متر داخل الأراضي السورية قرب بلدة جباتا في محافظة القنيطرة، ترافقها جرافات ومعدات لحفر خنادق، وعمدت إلى جرف الأراضي الزراعية وحفر خنادق وبناء سواتر ترابية، بهدف بناء نقاط مراقبة على طول الحدود، لرصد أي تحركات قد يقوم بها عناصر من حزب الله أو المجموعات الموالية لإيران في المنطقة، وذلك من دون تدخّل من الجهات العسكرية والأمنية التابعة للنظام السوري في المنطقة.