من دون إحراز خرق واضح على جدول الأعمال، انطلقت الجولة الثالثة من جلسات الحوار الكردي - الكردي بين مكونات "المجلس الوطني الكردي"، وأحزاب "الوحدة الوطنية الكردية"، التي يتقدمها "حزب الاتحاد الديمقراطي"، باجتماع أول عقد يوم أمس السبت بقاعدة أميركية في محافظة الحسكة شمالي سورية، بحضور قائد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، وممثلين عن حكومة الولايات المتحدة الأميركية الراعية للحوار.
وعلم "العربي الجديد" أن "المجلس الوطني الكردي" سلّم قبيل الاجتماع رؤيته حول الملفات العالقة بين الجانبين للراعي الأميركي، الذي بدوره من المفترض أن يوصلها إلى أحزاب "الوحدة الوطنية الكردية". ولم يتسن التأكد مما إذا كانت هناك ردود على رؤية "المجلس"، سواء من أحزاب "الوحدة" أو الراعي الأميركي، إلا أن ذلك لم يحل دون بدء الاجتماعات، ما يوضح أنه لم تكن هناك عراقيل تذكر.
وقال صالح كدو، عضو أحد أحزاب "الوحدة الوطنية" المقربة من "قسد" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" أن "مفاوضات الجولة الثالثة ستستمر بالأشخاص أنفسهم من الوفدين الذين شاركوا في اجتماعات الجولة السابقة"، مؤكداً في تصريحات له حضور مظلوم عبدي اجتماعات الجولة الحالية. وأكد صالح كدو أن "الجولة الحالية ستناقش شكل الإدارة كنقطة رئيسية"، متمنياً تحقيق نتائج إيجابية.
من جهته، قال عضو "المجلس الوطني الكردي"، شلال كدو، إنه "من المبكر الحديث عن نتائج أو تقدم للجولة الثالثة من الحوار الكردي – الكردي"، قائلا "نحن بحاجة إلى مزيد من الوقت ومزيد من الاجتماعات لتتبين نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف كذلك".
وكشف شلال كدو، في حديث مع "العربي الجديد"، عن المحاور التي ستتناولها الجولة الحالية بالقول: "ستناقش في هذه الجولة العديد من الموضوعات، كالمناهج التعليمية المؤدلجة، وكذلك آلية تشارك المجلس الوطني الكردي في الإدارة الذاتية شرق سورية، وملف التجنيد الإجباري، بالإضافة إلى ملف (البشمركة) السورية وملفات أخرى". واعتبر شلال كدو أن كثرة الملفات تجعل من المبكر الحديث عن الجولة وما ستؤول إليه المناقشات خلالها، مشيراً إلى أن "طرفي الحوار لديهما النية الصادقة لإنجاح الحوار بالشكل المطلوب، ويتقاسم معهم تلك النية الراعي الأميركي".
وأوضح كذلك أن "الاجتماع الأول في الجولة لم يتمخض عنه الكثير من النتائج وهذا طبيعي، كون المواضيع المطروحة خلال الجولة كبيرة وتحتاج إلى الكثير من اللقاءات لبلورة رؤية واضحة حولها بين طرفي الحوار".
وبدأ الطرفان الكرديان الحوار في إبريل/نيسان من العام الماضي، لإيجاد صيغة لتوحيد الصف الكردي شمالي سورية، وكذلك إشراك "المجلس الوطني الكردي" في "الإدارة الذاتية" لشمال شرق سورية التي ينفرد بها "حزب الاتحاد الديمقراطي" بمشاركة نسبية لأحزب "الوحدة الوطنية".
وكانت الجولة الأولى قد شهدت اعتماد اتفاق دهوك، الذي تمّ برعاية من قيادة إقليم كردستان العراق وأبرم في أكتوبر/ تشرين الأول 2014، أساساً للمفاوضات. وينصّ الاتفاق على تشكيل مرجعية سياسية كردية، على أن تكون نسبة تمثيل "حركة المجتمع الديمقراطي" (لاحقاً أحزاب الوحدة الوطنية الكردية وهي 25 حزباً) فيها 40 في المائة، و"المجلس الوطني الكردي" 40 في المائة، و20 في المائة للأحزاب والقوى غير المنخرطة في الجسمين السياسيين. أما مهمة هذه المرجعية فهي "رسم الاستراتيجيات العامة وتجسيد الموقف الموحد، وتشكيل شراكة فعلية في هيئات الإدارة الذاتية، والتوجّه نحو الوحدة السياسية والإدارية، ومشاركة كل المكونات الأخرى". وشهدت الجولة الثانية الاتفاق على تلك المرجعية التي أطلق عليها "المرجعية الكردية العليا" ما اعتبر تقدماً إيجابياً في الحوار.
ويحظى الحوار بدعم أميركي واضح لترتيب الأوضاع سياسياً وخدمياً وحتى عسكرياً شمالي شرق سورية، لتهيئة الأوضاع نحو إتمام الحل السياسي الشامل في البلاد، بحسب مسؤولين أميركيين، فيما يعتقد أن الإدارة الأميركية تحاول الإسراع في إنجاز الحوار الكردي – الكردي، لمباشرة حوارين آخرين الأول بين الأكراد ومكونات المعارضة السورية، والثاني بين الأكراد وتركيا، في إطار تقريب وجهات النظر بين الحلفاء.