انطلقت مسيرة ضخمة مناهضة للحكومة في العاصمة البولندية وارسو، اليوم الأحد، بمشاركة مواطنين قادمين من أنحاء البلاد، للتعبير عن غضبهم من الإدارة اليمينية التي تسببت في تآكل الأعراف الديمقراطية، وخلقت مخاوف من أن الدولة تسير خلف المجر وتركيا في مسار الديكتاتورية.
وقدرت الحكومة المحلية في وارسو أن 500 ألف شخص شاركوا في المسيرة التي قادها حزب المعارضة الذي ينتمي إليه عمدة المدينة رافال ترزاسكوفسكي. ولم يتسن التحقق من صحة الرقم.
وتجمعت حشود واسعة في كراكوف ومدن أخرى في أنحاء الدولة البالغ عدد سكانها 38 مليون نسمة، تعبيرا عن إحباطهم من حكومة يتهمها منتقدوها بانتهاك الدستور وتقويض الحقوق الأساسية في بولندا، البلد الذي طالما أشيد به كنموذج للتغيير السلمي والديمقراطي.
وخلال التظاهرة، وقف ليخ فاليسا، الرئيس السابق وزعيم حركة "التضامن" التي لعبت دورا تاريخيا في الإطاحة بالشيوعية من بولندا، على منصة إلى جانب زعيم حزب "المنصة المدنية"، ورئيس الوزراء السابق دونالد تاسك.
ردد الحشد هتافات لصالح الرجلين، وكلاهما مكروه من قبل حزب القانون والعدالة الحاكم بقيادة ياروسلاف كاتشينسكي، وفي بعض الأحيان رددوا هتافات: "ديمقراطية!" و"الدستور!".
وكان توسك قد دعا البولنديين إلى المشاركة في مسيرة معه من أجل مستقبل البلاد، وهي الرسالة التي لاقت صدى لدى المواطن راديك توسينسكي، البالغ من العمر 49 عاما الذي شارك في المسيرة مع زوجته وطفليه الصغار.
وعلى عربة رضيعهما علقت لافتة كتب عليها بخط اليد "لا أستطيع أن أتخلى عن الحرية".
وقال توسينسكي إنه يشعر بالقلق بشأن العودة الزاحفة لنظام مستبد يشبه النظام الذي يتذكره من طفولته، مضيفا "نريد دولة حرة لأطفالنا".
وحذر المشاركون في المسيرة من أن الانتخابات قد تكون فرصة الدولة الأخيرة لوقف تآكل الديمقراطية في ظل حزب القانون والعدالة الحاكم، وسط تصاعد المخاوف من أن الانتخابات التي ستجرى في الخريف قد لا تكون نزيهة.
(أسوشييتد برس)