يدّعي المسؤولون في مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، منذ بداية الحرب على قطاع غزة، أن تصويره في وسائل الإعلام على أنه "ضعيف" من شأنه أن يؤدي إلى حرب على الجبهة الشمالية، في إشارة إلى حرب مع "حزب الله" في لبنان.
وطُرحت هذه الادعاءات في الآونة الأخيرة خلال مكالمات ولقاءات مع العديد من الصحافيين الإسرائيليين.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، مساء أمس الأحد، عن مصادر أمنية لم تسمّها، نفيها في الأيام الأخيرة هذه الادعاءات، وقولها إنه لا وجود لمعلومات استخبارية تشير إلى ذلك.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، التقى نتنياهو بعدد من المراسلين العسكريين ورؤساء الأقسام الإخبارية في القنوات 12 و13 وصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وتحدث فريق نتنياهو مع العديد من الصحافيين الآخرين، وخاصة أولئك الذين اعتادوا مهاجمته. وخلال هذه المحادثات، ادّعى نتنياهو وفريقه أن "حزب الله" يولي اهتماماً كبيراً للإعلام الإسرائيلي، ولطريقة تقديم رئيس الحكومة عبره، وقالوا إنه إذا تم تقديم نتنياهو على أنه "ضعيف"، فإن هذا سيحفّز "حزب الله" على فتح جبهة لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى ما كتبه الصحافي فيها غادي فايس، أخيراً، حول أن نتنياهو حذّر خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين في وسائل الإعلام الإسرائيلية من أن هذا ليس الوقت المناسب لإضعافه، قائلاً "نصر الله يختبرني".
من جهته، ادّعى مسؤول أمني كبير تحدث إلى "هآرتس"، أن هذا التقييم لم يظهر قط لدى الاستخبارات، وتساءل على أي أساس يبني نتنياهو كلامه.
وقال المصدر "هذا ادّعاء غريب. نصر الله لا يقرر خوض الحرب أو عدم خوضها إذا انتقد صحافي إسرائيلي رئيس الحكومة. يبدو الأمر أشبه بتلفيق بمستوى هابط".
وذكرت الصحيفة أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق عاموس يادلين يرى أيضاً أن اعتبارات نصر الله بشأن بدء الحرب لا علاقة لها بالطريقة التي يتم فيها تقديم نتنياهو في وسائل الإعلام.
وقال يادلين لصحيفة "هآرتس": "في حسابات نصر الله حول ما إذا كان سيبدأ حرباً مع إسرائيل أم لا، فإن مسألة من هو رئيس الوزراء لا تكاد تذكر. الاعتبارات التي تقوده هي تقييم القوة العسكرية الإسرائيلية وما ستفعله الولايات المتحدة. لم أسمع قط نصر الله يشير إلى مسألة من يجلس على الكرسي، سواء كان نتنياهو أو أولمرت أو باراك".