استمع إلى الملخص
- تصريحات نتنياهو المتناقضة تثير الدهشة وتلحق "أضرار جسيمة" بالجهود الدبلوماسية، مع محاولات إسرائيلية لتصحيح الموقف عبر وسطاء مصريين وقطريين.
- حماس تتهم نتنياهو بالمراوغة وتؤكد على موقفها الإيجابي نحو وقف دائم للعدوان وصفقة تبادل أسرى، بينما تعبر قطر عن إحباطها من تصريحاته الأولية وتستمر في جهود الوساطة.
نتنياهو: ملتزمون بالاقتراح ولن ننهي الحرب حتى نقضي على حماس
مسؤولون: فريق التفاوض الإسرائيلي ذهل من تصريحات نتنياهو الأحد
خطاب نتنياهو في الكنيست أرسل بالفيديو إلى حماس
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، إنه لا يزال ملتزما بالاقتراح الإسرائيلي بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد تراجعه عن دعمه له في تصريحات أدلى بها أمس الأحد، واعتبرها مسؤولون إسرائيليون تخبطاً يصب في صالح حركة حماس.
وقال نتنياهو في كلمة أمام الكنيست (البرلمان): "أعدكم... بأننا لن ننهي الحرب حتى نعيد جميع رهائننا- 120 رهينة، أحياء ومتوفين. نحن ملتزمون بالاقتراح الإسرائيلي الذي رحب به الرئيس (جو) بايدن، وموقفنا لم يتغير". وأضاف في الوقت نفسه أن إسرائيل لن تنهي الحرب حتى تقضي على حماس.
ويأتي هذا التصريح بعد يوم واحد من تصريحات مغايرة تماماً أدلى بها للقناة 14 الإسرائيلية، وقال فيها إنه مهتم بالتوصل إلى "صفقة جزئية" مع حماس من شأنها إطلاق سراح "بعض الرهائن" المحتجزين في غزة والسماح لإسرائيل بمواصلة القتال في غزة. ومثل هذا التصور يتعارض تماماً مع بنود المقترح الذي أعلنه بايدن.
وحول هذه التصريحات المتناقضة، قال موقع "أكسيوس" الأميركي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين إن أعضاء فريق المفاوضات الإسرائيلي ومسؤولي إدارة بايدن "ذهلوا" من تصريحات نتنياهو (للقناة 14) وحاولوا فهم سبب إدلائها بها. واعتبر مسؤول إسرائيلي في حديث للموقع نفسه أن تصريحات نتنياهو تسببت في "أضرار جسيمة" للجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق، لأنها بعثت برسالة إلى حماس مفادها أن إسرائيل لا تنوي تنفيذ كل الاتفاق. بينما قال أحد مساعدي رئيس حكومة الاحتلال إن تصريحاته كانت "زلة".
ونقل الموقع عن مصدر كبير في فريق المفاوضات الإسرائيلي قوله، اليوم الاثنين، إنه "بعد تصريحات نتنياهو في الكنيست، أرسلت إسرائيل رسائل إلى حماس عبر وسطاء مصريين وقطريين أكدت فيها التزامها باقتراح صفقة الرهائن.
"خطاب نتنياهو أرسل بالفيديو لحماس"
وقال المصدر إن إسرائيل شاركت مع الوسطاء مقطع فيديو لخطاب نتنياهو في الكنيست حول التزامه بالمقترح الأخير، مشيراً إلى أن المفاوضين طلبوا نقل الفيديو إلى حماس. وأضاف المصدر أن "كلمات رئيس الوزراء في الكنيست كانت بمثابة تصحيح مهم". لكن التصريحات نفسها تنطوي أيضا على تناقضات، من خلال تأكيده الالتزام بالمقترح من جهة، وعدم إنهاء الحرب إلا بالقضاء على حماس من جهة أخرى.
وقال القيادي في حماس عزت الرشق، اليوم الاثنين، إن موقف نتنياهو الحقيقي هو عدم التوصل إلى اتفاق والمراوغة لكسب الوقت ومواصلة حرب الإبادة، مضيفا: "بات واضحاً للعالم أن نتنياهو هو الذي يرفض ويعطّل ما ورد في خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن الأخير وليست حركة حماس.
ومضى قائلا في تصريح صحافي: "حديث نتنياهو عن إبرام اتفاق جزئي والاستمرار في العدوان يؤكد أنه يكذب على عائلات الأسرى ولا يهتم لحياة أبنائهم. الكرة الآن في ملعب مجرم الحرب نتنياهو، وعلى الإدارة الأميركية أن ترفع غطاء الصمت والانحياز".
وجدد الرشق تأكيد " موقف الحركة الإيجابي في التعامل مع جهود الوسطاء في قطر ومصر بهدف التوصل إلى اتفاق يؤمّن وقفاً دائماً للعدوان وانسحابا كاملاً من قطاع غزة وصفقة لتبادل للأسرى".
وفي السياق نفسه، قال مسؤولون قطريون لمسؤولي الموساد الإسرائيلي، وفقا لما نقله موقع أكسيوس عن مصدر مطلع، إنهم يشعرون بالإحباط الشديد بسبب تصريحات نتنياهو الأولية يوم الأحد "خاصة بعد أن عملوا ليل نهار" لسد الفجوات.