وصل مشرّعان أميركيّان إلى تايوان، اليوم الأربعاء، لتأكيد دعم الولايات المتحدة لها بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي.
ووصل النائبان أَمي بيرا وماريو دياز-بالات، الرئيسان المشاركان لكتلة تايوان في الكونغرس، إلى العاصمة التايوانية تايبيه، وفق بيان لمكتب بيرا.
وبحسب البيان، سيتواصل النائبان مع مسؤولين رفيعي المستوى وقادة أعمال، و"الهدف من الرحلة إعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة لتايوان بعد انتخاباتها الديمقراطية الناجحة، والتعبير عن التضامن في التزامهما المشترك بالقيم الديمقراطية، واستكشاف الفرص لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية القوية بين الولايات المتحدة وتايوان".
وبيرا نائب ديمرقراطي عن كاليفورنيا، فيما دياز-بالارت جمهوري يمثل فلوريدا.
وهذه الزيارة الثانية لمسؤولين أميركيين هذا الشهر، وتأتي بعدما أعلنت ناورو، الدولة الواقعة في المحيط الهادئ، بشكل غير متوقع قطع العلاقات مع تايوان وتحويل ولائها إلى الصين.
ويعني التحول في موقف ناورو الذي جاء بعد أيام فقط من الانتخابات الرئاسية في تايوان أن 12 دولة فقط، بما فيها الكرسي الرسولي، تعترف الآن رسمياً بتايوان التي تقول الصين إنها جزء من أراضيها.
وفاز في الانتخابات الرئاسية في الجزيرة في وقت سابق من هذا الشهر لاي تشينغ-تي، زعيم الحزب التقدمي الديموقراطي الذي تعتبره الصين "انفصالياً".
وحذّرت بكين قبل يوم التصويت من أن فوزه سيجلب "الحرب والتراجع" إلى تايوان.
ولتايوان الديمقراطية حكومتها وجيشها وعملتها الخاصة، لكن الصين لم تستبعد استخدام القوة لإخضاعها لسيطرتها، فمنذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، تعتبر الصين تايوان مقاطعة لم تنجح في إعادة ضمها إلى باقي أراضيها.
وكثفت الصين ضغوطها العسكرية في السنوات الأخيرة، ونشرت طائرات وسفناً حربية حول تايوان بشكل شبه يومي.
وقالت وزارة الدفاع في تايبيه، أول من أمس الاثنين، إنها رصدت ستة مناطيد صينية حول تايوان في نهاية الأسبوع، أحدها حلق فوق الجزيرة.
وألقى إعلان ناورو بظلاله على الزيارة السابقة لوفد غير رسمي أرسلته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتهنئة لاي الأسبوع الماضي.
وضم الوفد مستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي، ونائب وزير الخارجية السابق جيمس شتاينبرغ، ورئيسة المعهد الأميركي في تايوان لورا روزنبرغر.
وفيما لا تعترف الولايات المتحدة بتايوان دبلوماسيا، فإن واشنطن شريك وأكبر مزود أسلحة لها، فضلاً عن وجود تجارة سنوية تقدر بمليارات الدولارات بين الجانبين، وتعتبر الجزيرة نقطة حساسة في العلاقات بين واشنطن وبكين.
وكان الرئيس التايواني لاي قد قال للوفد الأميركي غير الرسمي إنه يأمل أن تتمكن الولايات المتحدة من مواصلة الدعم لبلاده، مشيراً إلى أن إدارته ستواصل الدفاع عن السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وأضاف لاي "أنا ممتن للولايات المتحدة لدعمها القوي للديمقراطية التايوانية"، معتبراً أن هذا "يظهر الشراكة الوثيقة والقوية بين تايوان والولايات المتحدة".
(فرانس برس، العربي الجديد)