موسكو تسعى للتهدئة بين النظام السوري و"قسد"

13 اغسطس 2024
عناصر من "قسد" في دير الزور شرقي سورية، 4 سبتمبر 2023 (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **إنشاء نقطة عسكرية روسية ومفاوضات لإنهاء الحصار**: القوات الروسية أنشأت نقطة عسكرية في القامشلي لمراقبة الوضع المتوتر، وتجرى مفاوضات بين النظام السوري و"قسد" لإنهاء الحصار. التوتر تصاعد بعد هجمات متبادلة بين "قسد" والمليشيات المدعومة من إيران.

- **عمليات عسكرية وتصعيد في دير الزور**: "قسد" نفذت عملية أمنية ضد القوات الحكومية في دير الزور، مما أسفر عن مقتل 18 عنصراً. العملية جاءت رداً على مجزرة ارتكبتها القوات الحكومية في المنطقة.

- **إغلاق المعابر وتصعيد في إدلب**: الجيش الوطني السوري أغلق المعابر مع مناطق "قسد" بعد انفجار شاحنة في أعزاز. في إدلب، قُتل أربعة من "حراس الدين" بعد رفضهم الوقوف على حاجز أمني.

أنشأت القوات الروسية نقطة عسكرية جديدة لها داخل المربع الأمني في مدينة القامشلي، شمالي محافظة الحسكة، الذي يُسيطر عليه النظام السوري والمحاصر من قبل قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وذلك بهدف مراقبة الوضع المتوتر في المنطقة بالتزامن مع مفاوضات يجريها الروس بين ممثلين أمنيين وعسكريين عن النظام وآخرين عن "قسد" بهدف إنهاء الحصار، ويأتي ذلك في ظل التوتر الذي بدأ الأسبوع الماضي عقب هجوم مقاتلي العشائر العربية المدعومين من قبل المليشيات الإيرانية والنظام ضد "قسد". كما هاجمت قوات "قسد"، فجر الاثنين، للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات الأخيرة، مواقع عسكرية للمليشيات المدعومة من إيران، ما أسفر عن مقتل 20 عنصراً وجرح آخرين.

وقالت مصادر مُقربة من الإدارة الذاتية، رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن وفداً روسياً دخل اليوم إلى المربع الأمني الذي يُسيطر عليه النظام السوري في مدينة الحسكة قادماً من مطار القامشلي الذي تُسيطر عليها روسيا شمال شرقي سورية. وأكدت المصادر أن الوفد الروسي، المؤلف من سبعة ضباط روس، عقد اجتماعات مع رئيس فرع الأمن العسكري التابع للنظام في القامشلي العميد حكمت الرفاعي، ومسؤول المخابرات الجوية لدى النظام السوري في المنطقة الشرقية العميد أحمد شعبان، بالإضافة إلى عقد اجتماع مع آلدار خليل، عضو في الرئاسة المشتركة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي"، وممثلين آخرين عن "قسد"، بهدف إنهاء الحصار على المربع الأمني في مدينة القامشلي. وأشارت المصادر إلى أنه حتى اللحظة لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بين الطرفين، لا سيما أن قوات "قسد" رفعت سقف المطالب بعد هجومها اليوم على مواقع المليشيات المدعومة من إيران.

وأعلن المكتب الإعلامي لدى قوات "قسد"، الاثنين، أن "قوات مجلس دير الزور العسكري (أحد تشكيلات قسد العسكرية) أغارت في عملية أمنية واسعة على ثلاث نقاط للقوات الحكومية في بلدات الكشمة والبوليل والطوب غربي نهر الفرات". وأضاف المكتب أن "العملية أسفرت عن مقتل 18 عنصراً من القوات الحكومية وإصابة آخرين، فيما قُتل عنصران آخران قنصاً، وصادرت القوات المهاجمة 11 قطعة سلاح وكمية من التجهيزات العسكرية"، بحسب البيان. وأشار المكتب إلى أن تنفيذ العملية ضد قوات النظام السوري جاءت رداً على مجزرة ارتكبتها الأخيرة في قريتي الدحلة وجديدة بكارة بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، أسفرت عن مقتل 11 مدنياً، بينهم ست أطفال وأربع سيدات، وجرح آخرين.

إلى ذلك، قال الناشط الإعلامي جميل الحسن، العامل لدى شبكة "العكيدات نيوز" (المهتمة بأخبار محافظة دير الزور وريفها)، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن امرأة تدعى رسمية صالح العايد قُتلت اليوم مع طفلتها إثر قصف بقذائف الهاون من قبل قوات النظام والمليشيات الإيرانية المتمركزة غرب نهر الفرات على بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي، كما أُصيب عشرة مدنيين آخرين بقصف مماثل استهدف أكثر من ست بلدات وقرى بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية.

وكان مقاتلو العشائر العربية التابعين لشيخ قبيلة العكيدات إبراهيم جدعان الهفل نفذوا بالاشتراك مع مجموعات من ميليشيا الدفاع الوطني المدعومة من إيران هجوماً من عدة محاور، يوم الأربعاء الفائت، على نقاط قوات "قسد" الواقعة شرق نهر الفرات (بادية الجزيرة)، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 17 آخرين، بينهم نساء وأطفال، بقذائف قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها في بلدات غرانيج وأبو حمام والطيانة وذيبان والزر والحريجية بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية.

إغلاق جميع المعابر مع "قسد" شمالي سورية

وفي سياق آخر، أغلق الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة السورية والمدعوم من تركيا المعابر التجارية مع مناطق سيطرة "قسد" في ريف حلب، شمالي سورية. وقالت مصادر في "الجيش الوطني" لـ"العربي الجديد إن الإغلاق شمل جميع المعابر مع "قسد" في ريف حلب وهي أم جلود والحمران والجطل وعون الدادات، وأن مدة الإغلاق لم تحدد. وبحسب المصدر، جاء قرار الإغلاق بعد انفجار أعزاز يوم الأربعاء الفائت، إذ كشفت التحقيقات أن الشاحنة التي انفجرت على حاجز الشرطة في أعزاز كانت ضمن مناطق سيطرة "قسد"، وهي مسؤولة عن زرع عبوة ناسفة فيها وإرسالها إلى مناطق نفوذ "الجيش الوطني". وتسبب انفجار الشاحنة في مقتل تسعة أشخاص وإصابة 11 آخرين، وأعقب الانفجار قصف صاروخي مصدره مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام السوري و"قسد" استهدف مكان انفجار الشاحنة المفخخة ومحيطه.

من جهة أخرى، قالت مصادر مُقربة من "هيئة تحرير الشام"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن أربعة أشخاص من تنظيم "حراس الدين" المتشدد قُتلوا، اليوم الاثنين، جراء استهدافهم بالرصاص المباشر بعد رفض الوقوف على حاجز أمني مؤقت تابع لـ"جهاز الأمن العام" (الذراع الأمنية لهيئة تحرير الشام) على أطراف بلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي، شمال غربي سورية. وأكدت المصادر أن الأشخاص الأربعة ملاحقون منذ يوم أمس الأحد، وذلك بعد تمكن الهيئة من إلقاء القبض على جزء من مجموعة "أبو حمزة الدرعاوي" العامل في صفوف تنظيم "حراس الدين"، الذي ينتمي إليه الأشخاص الأربعة، وثبوت تورطهم في عمليات احتطاب (سرقة وتشليح) لصرافين في منطقة إدلب، كان آخرها في الـ27 من يوليو/ تموز الفائت سرقة قرابة نصف مليون دولار أميركي من محل صرافة في بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي شمال غربي سورية.

المساهمون