مليشيا "بدر" الأكثر خسارة بمعارك الفلوجة وزعيمها يتذمّر

20 يوليو 2015
خسائر كبيرة في صفوف المليشيات (Getty)
+ الخط -

بدت ملامح خسائر مليشيات "الحشد الشعبي" في معركة الفلوجة تتضح للعيان، الأمر الذي كشف عن خسارة كبيرة تعرضت لها مليشيا "بدر" المنضوية ضمن الحشد، في الأيام الأخيرة، بعد أن فقدت مئات من قادتها وعناصرها، الأمر الذي دفع باتجاه التريث بإتمام المعركة.

وقال مصدر قريب في مليشيات الحشد لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكمائن التي لجأ إليها تنظيم داعش خلال محاولات تطويق الفلوجة من قبل الحشد، والخطط التي أقدم عليها بصد الهجمات أوقعت مئات القتلى والجرحى بين فصائل الحشد".

وأوضح أنّ "هناك إحصائيات خاصة يوثقها كل فصيل من فصائل الحشد، ويقدمها إلى هيئة الحشد الشعبي لغرض تعويض الجرحى وذوي القتلى"، مبيناً أنّ "إجمالي عدد قتلى الحشد منذ إعلان بدء معركة الفلوجة في الأسبوع الماضي، زاد عن 1200 قتيل، فيما زاد عدد الجرحى عن 1800، ووقع نحو 200 شخص أسرى بيد التنظيم، وأنّ مصيرهم مجهول حتى الآن".


وأشار إلى أنّه "وفقاً لتلك الإحصائيات فإنّ فصيل بدر هو الأكثر خسارة في المعركة، إذ قُتل نحو 600 من عناصره بينهم نحو 150 ضابطاً برتب مختلفة بعضهم قادة كبار، فيما أصيب نحو 1100 منه، وأسر نحو 70 من عناصره".

وأوضح نفس المصدر أنّ "الحكومة تعمل على تعويض الضحايا ماديّاً، وأنّ إجراءات التعويض تتم متابعتها من قبل إحدى لجان الحشد الشعبي مع لجنة حكومية"، مشيراً إلى أنّ "خسارة بدر على ما يبدو أشعرتهم بالإحباط، إذ أصيب الفصيل بضربات بالصميم، وهو بحاجة إلى أن يعوض هذه الخسارة من خلال كسب عناصر جديدة وتدريبها، وإعداد ضباط وقادة جدد ليسدّوا محل القادة السابقين".

وأبرز أنّ "خسارة بدر أثّرت على سير المعركة بالفلوجة بشكل كامل، الأمر الذي دفع بزعيمها المشرف العام على قوات الحشد الشعبي هادي العامري بإصدار قرار التريّث في المعركة حتى إشعار آخر".

في غضون ذلك، بدى زعيم مليشيا بدر متذمّراً جداً، خلال خطاب له بموقع تفجير بلدة بني سعد في ديالى، وهاجم الحكومة ورئاساتها الثلاث بخطاب متشنج.

وقال العامري إنّ "الصمت الحكومي سواء من رئاسات الجمهورية والوزراء والبرلمان تجاه التفجير، وعدم استنكارها له ولو ببيان صحافي أمر مستغرب، في وقت استنكرت فيه شخصيات ومنظمات عالمية الحادثة".

وشدّد العامري بالقول إنّ "منفذي التفجير يجب أن يتم إعدامهم في موقع الحادث أمام مرأى الناس ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب هكذا أعمال"، مطالباً الحكومة بـ"تعويض المتضررين".

في السياق، كشف عضو المكتب السياسي لتحالف القوى العراقية حيدر الملا، عن "تكبد قوات الحشد الشعبي خسائر كبيرة في مشارف مدينة الفلوجة نتيجة عدم التنسيق بين القوات المقاتلة".

وقال الملا في بيان صحافي إنّ "الخسائر التي تكبدها الحشد وسقوط كوكبة من القتلى تضع الجميع أمام مسؤولية تضافر الجهود من أجل تحقيق النصر على تنظيم داعش"، مبيناً أنّ "ذلك يضع العبادي أمام مسؤولية التنسيق الكبير بين جميع القوى المسلحة ومغادرة انعدام المركزية في إدارة الملف الأمني".

وأضاف أنّ "عدواً كتنظيم داعش يستلزم أن تكون هنالك رؤيا استراتيجية وإدارة مركزية قادرة على خلق منظومة متكاملة من قواتنا المسلحة وأبناء العشائر والحشد الشعبي والتحالف الدولي، كي نحقق النصر على أرض الواقع، ونحرر الأرض من هذا التنظيم الشيطاني الذي دخل عامه الثاني في احتلاله لقسم من محافظات العراق".

ويعاني مئات من جرحى مليشيات "الحشد الشعبي" من عدم توفر العلاج اللازم، بسبب العجز الحكومي عن توفير مستلزمات العلاج الطبي لهم، في وقت لم تستطع فيه المستشفيات الميدانيّة استيعابهم، ما دفع بالجهات المسؤولة إلى نقلهم إلى محافظاتهم، الأمر الذي أثار غضب ذويهم واحتجاجهم على فشل الاستعدادات الحكومية لمعركة الفلوجة.

وكانت مليشيات "الحشد الشعبي" قد أعلنت فجر الـ 13 من يوليو/تموز الجاري، انطلاق معركة الفلوجة، وفي ظهيرة اليوم نفسه أعلنت وزارة الدفاع العراقية، عن انطلاق معركة تحرير الأنبار، فيما لم يتبن العبادي الإعلان الرسمي عنها حتى اليوم، الأمر الذي دفع للتشكيك بقدرة الاستمرار بالمعركة، وأنّ العبادي ترك الباب مفتوحاً أمام التراجع عنها.

اقرأ أيضاً: الأمن العراقي يصادر متفجرات في البصرة

المساهمون