- تنظيم "داعش" يظهر نشاطًا في شرق سورية، حيث أحبطت قوات النظام هجومًا كبيرًا للتنظيم، ورصدت تحركاته في البادية بواسطة طيران الاستطلاع الروسي.
- في الشمال، انفجار يستهدف فصيلًا مواليًا لتركيا يقتل ثلاثة، وفي الجنوب، اشتباكات مسلحة في درعا تسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين على خلفية اتهامات بزرع عبوة ناسفة.
واصلت المجموعات المسلحة الموالية لإيران شنّ هجماتها على القواعد الأميركية في شرق سورية، بعد توقف دام أكثر من 40 يوماً، فيما استقدمت قوات التحالف الدولي تعزيزات جديدة، تحسباً لرد إيراني على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق قبل أيام.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن منطقة القاعدة الأميركية في حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشمالي، تعرضت لقصف صاروخي، فجر اليوم الأحد، من جانب المجموعات المدعومة من قبل إيران بصاروخ واحد على الأقل، حيث سُمع دويّ انفجار في المنطقة، وسط استنفار من جانب القوات الأميركية داخل القاعدة.
كذلك، أسقطت الدفاعات الجوية، التابعة لقوات التحالف، فجر اليوم الأحد، طائرة مسيّرة انتحارية حاولت استهداف قاعدة "التنف" عند مثلث الحدود السورية – العراقية – الأردنية، لكنها أُسقِطَت قبل أن تصل إلى القاعدة، وسُمع صوت الانفجار في المنطقة ووصل إلى مخيم الركبان.
وهذه المحاولة الثانية لاستهداف القاعدة منذ مطلع الشهر الجاري، حيث أسقطت الدفاعات الجوية الأميركية مطلع هذا الشهر مسيَّرة انتحارية، في منطقة الكتيبة على بعد أربعة كيلومترات عن القاعدة.
وكانت المجموعات المدعومة من إيران قد أوقفت أنشطتها ضد القواعد الأميركية في سورية منذ 25 فبراير/ شباط الماضي، بأوامر من القيادة العسكرية للمليشيات الإيرانية، باستثناء محاولتي استهداف اثنتين باتجاه قاعدة التنف.
إلى ذلك، استقدمت القوات الأميركية تعزيزات جديدة إلى قواعدها في شرق سورية. وذكر مراسل "العربي الجديد" أن طائرة شحن أميركية تحمل معدات عسكرية ولوجستية وصلت الليلة الماضية إلى قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمال الحسكة، في ما يبدو أنه استعدادات أميركية لتصعيد في المنطقة بعد التهديدات الإيرانية بالرد على استهداف قنصليتها في دمشق من جانب الطيران الإسرائيلي قبل أيام، ما أدى إلى مقتل قيادات رفيعة المستوى من الحرس الثوري الإيراني.
هجمات لـ"داعش" في شرق سورية
إلى ذلك، ذكرت مواقع موالية للنظام السوري أن طيران الاستطلاع الروسي يحلّق منذ ساعات صباح اليوم الأحد، في محاور البادية السورية، لرصد نقاط انتشار وتحركات عناصر تنظيم "داعش" في المنطقة.
وكانت قوات النظام السوري قد قالت إنها أحبطت هجوماً واسعاً لتنظيم "داعش" باتجاه بلدة معدان عتيق بريف الرقة شرقيّ سورية، وقتلت أعداداً كبيرة منهم، بالتزامن مع تمكن وحدات أخرى، بالتعاون مع القوات الروسية، من تدمير عدد من مقارّ التنظيم وآلياته.
ونقلت صحيفة الوطن، القريبة من النظام، عن مصادر عسكرية قولها إن أعداداً كبيرة من عناصر "داعش" شنّت، أمس السبت، هجوماً كبيراً نحو الجهة الشرقية لحاجز القوس جنوب معدان عتيق وعبر قرى مأهولة بالسكان، إلا أن بعض الوحدات المتمركزة في المنطقة مع القوات الرديفة، تصدت للهجوم، وتمكنت من قتل وجرح أعداد كبيرة منهم.
ولفتت المصادر إلى أن الهجوم باتجاه معدان عتيق، الواقعة في منتصف المسافة بين الرقة ودير الزور، سبقه هجوم آخر في اليوم السابق لعناصر التنظيم نحو بلدة الشميطية وبادية التبني غرب دير الزور، لكن دون تبديل في خريطة السيطرة بالمنطقة.
وكانت شبكات محلية قد ذكرت أن عناصر "داعش" تمكنوا من السيطرة على عدد من النقاط العسكرية التابعة لقوات النظام في المنطقة، وقطعوا الطريق العام بين محافظتي الرقة ودير الزور أمام حركة المرور، وقتلوا وأصابوا أعداداً كبيرة من قوات النظام والقوات الرديفة.
مقتل ثلاثة عناصر من الجيش الوطني
وفي الشمال السوري، قُتل ثلاثة من فصيل لواء السمرقند الموالي لتركيا وأصيب عنصر رابع، نتيجة انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية كانوا يستقلونها بالقرب من حاجز الشرطة المدنية عند المدخل الشرقي لمدينة الراعي شمالي حلب.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أنّ العبوة انفجرت على حاجز الشرطة المدنية عند مدخل مدينة الراعي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص كانوا بداخلها، وسط حالة تأهب في المنطقة.
وفي جنوب البلاد، قتل شابان من عائلة الزوباني يعملان ضمن مجموعة محلية، جراء استهدافهما بالرصاص من قبل مسلحين مجهولين، في بلدة اليادودة في الريف الغربي لمحافظة درعا، وفق شبكة "تجمع أحرار حوران" المحلية.
سبعة قتلى في اشتباكات بين مجموعتين محليتين جنوبي سورية
كذلك قُتل وأُصيب عدد من الأشخاص، خلال اشتباكات مسلحة اندلعت صباح اليوم الأحد في مدينة الصنمين شماليّ محافظة درعا، جنوبيّ سورية، بين مجموعتين محليتين على خلفية اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن زرع عبوة ناسفة، يوم أمس السبت، تسبّبت في مقتل ثمانية أطفال في المدينة.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أنّ سبعة أشخاص قتلوا باشتباكات تتواصل منذ صباح اليوم الأحد في الصنمين، بين مجموعتين مسلّحتين محلّيتين، يقود الأولى محسن الهيمد وتتبع للأمن العسكري، اتهمت مجموعة ثانية يقودها أحمد اللباد، وتتبع لأمن الدولة، بزرع وتفجير العبوة الناسفة، ما أدى إلى مقتل هؤلاء الأطفال، مضيفاً أنّ مجموعة الهيمد هاجمت منزل اللباد في حيّ الجورة وقتلت والديه وشقيقه وشقيقته وابن أخيه، وشخصاً آخر، إضافة إلى اعتقال اللباد نفسه بعد حرق منزله، في حين قتل عنصر من المجموعة المهاجمة.
وقال "تجمّع أحرار حوران" إنّ مجموعة الهيمد اقتحمت منزل اللباد، وأحرقته بالكامل، وإطلقت النار عشوائياً داخل المنزل من أسلحة رشاشة، ما أدى إلى مقتل ستة من مجموعة اللباد، إضافة إلى إصابة عديد من المدنيين، بينهم طفل وسيدة، نقلوا إلى المشفى. وجاءت الاشتباكات بعد يوم على مقتل سبعة أطفال وإصابة الثامن بجروح نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلّحون مجهولون في حيّ المجبل بمدينة الصنمين، وسط اتهامات متبادلة بين المجموعتيْن المحلّيتيْن بضلوع عناصرهما في زرع العبوة.
وارتفعت عمليات الاغتيال في مدينة الصنمين أخيراً بشكل ملحوظ، أدى بعضها إلى قتل مدنيين، كان المتهم في غالبها مجموعة الهيمد المرتبطة بكلّ من شعبة المخابرات العسكرية وتنظيم داعش، وفق "التجمع"، الذي أضاف أن اتهامات تُوجّه لمجموعة الهيمد بتأمين الحماية لقيادات رفيعة في تنظيم داعش، إضافة إلى تسهيل حركة تنقّلهم في المنطقة. كذلك تحظى المجموعة بامتيازات لدى النظام السوري من خلال علاج عناصرها في مستشفى يقع تحت سلطة النظام.