قُتل ثلاثة مدنيين وخُطف 12 آخرين في حادثتين منفصلتين خلال بحثهم عن نبات الكمأة في البادية السورية، وسط البلاد يوم الخميس.
وقال الناشط الإعلامي في دير الزور إبراهيم الحسن، في حديث لموقع "العربي الجديد"، إن مسلحين مجهولين يعتقد تبعيتهم للمليشيات الإيرانية يستقلون دراجات نارية خطفوا 12 شخصاً، فيما تمكن 5 آخرون كانوا مع المجموعة من الفرار في منطقة ناضرة بجبل البشري جنوب غربي ديرالزور. وأوضح أن المختطفين مدنيون كانوا يجمعون نبات الكمأة.
وحول الجهة التي تقف وراء عملية الخطف، قال الحسن إن المنطقة التي تمت فيها عملية الاختطاف تقع تحت سيطرة مليشيا "الدفاع الوطني"، مضيفاً أن هناك نقطة عسكرية بجوار المنطقة التي حصلت فيها عملية الخطف تتبع لمليشيا "فاطميون" الأفغانية والتابعة للحرس الثوري الإيراني.
وحول رواية النظام بإلقاء اللوم على عناصر "داعش" بمهاجمة المدنيين العاملين بجمع الكمأة، أوضح الناشط أن المليشيات الإيرانية هي بالمرتبة الأولى المسؤولة عن مجموعة الهجمات الأخيرة، مستشهداً بعدة دلائل، منها طريقة الخطف والأماكن التي تتم بها ومعظمها قريبة من نقاط عسكرية لهذه المليشيات، كما أن تنظيم "داعش" يظهر بإصدارات مرئية ويتفاخر بهجماته لشحذ همم مقاتليه، بحسب قوله.
ورأى الحسن أن الهدف من عمليات قتل المدنيين أو خطفهم خلال بحثهم عن الكمأة يهدف بالدرجة الأولى لإرهابهم ومنعهم من جمعها، لاسيما أن المحصول بات يشكل مصدراً اقتصادياً لهذه المليشيات بسبب أسعارها المرتفعة.
ويصل سعر كيلو الكمأة في الأسواق السورية إلى 125 ألف ليرة سورية، ما يعادل تقريباً راتب موظف حكومي في سورية لشهر كامل.
وفي حادثة منفصلة، قالت شبكة تدمر الإخبارية، نقلاً عن مدير مشفى سلمية في ريف حماة أسامة ملحم، إن جثامين 3 مدنيين وصلت إلى المشفى الخميس إثر إصابتهم بطلقات نارية، اثنان منهم من عائلة واحدة، حيث تم العثور عليهم في منطقة "تل سلمة"، على بعد 15 كيلو متراً شرق ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي.
وقالت وكالة أنباء النظام "سانا" إن تنظيم "داعش" أقدم على قتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة أثناء رعيهم الأغنام، وسرق 1000 رأس في منطقة سد السيب بريف سلمية شرق حماة.
ويخضع ريف مدينة سلمية الشرقي والشرقي الجنوبي لسيطرة مليشيا "لواء زينبيون"، و"فاطميون"، بالإضافة لتمركز عدة نقاط لعناصر الفرقة 25 التي يديرها اللواء سهيل الحسن.
ومنذ فبراير/شباط الماضي، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 130 شخصاً في البادية السورية خلال جمعهم الكمأة.
وفي 18 فبرايرالماضي، نعت قبيلة "بني خالد" 75 شخصاً من أبنائها بينهم نساء، وأبناء العشائر الأخرى المتواجدة في البادية السورية، في منطقة السخنة بريف حمص الشرقي.
وقالت في بيانٍ، إن "المجزرة البشعة التي ارتكبتها المليشيات الطائفية (لواء فاطميون) التابع للحرس الثوري الإيراني في منطقة الضبيات بريف السخنة شرقي حمص، راح ضحيتها ما يقارب 75 شخصاً من المدنيين العزل والذين كانوا يعملون في جني الكمأة معظمهم من قبيلة بني خالد".