مقتل أحد عناصر كتيبة طولكرم متأثراً بإصابته برصاص الأمن الفلسطيني

02 ابريل 2024
الشاب معتصم العارف تعرّض السبت لإصابة بليغة (مواقع التواصل)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وفاة معتصم العارف من "كتيبة طولكرم" بعد إصابته برصاص الأمن الفلسطيني خلال محاولة اعتقال قائد الكتيبة، مما أثار حالة من الغضب والتوتر بين الكتائب والأمن الفلسطيني.
- تصاعد الأحداث بإعلان العصيان المدني وإغلاق مداخل مخيم نور شمس ردًا على محاولة اعتقال قائد "كتيبة طولكرم"، ما يعكس الصراع بين الفصائل المسلحة والأمن الفلسطيني.
- الأجهزة الأمنية الفلسطينية تؤكد على حرصها على النظام وتجنب الفوضى، بينما تواصل الكتائب المسلحة نضالها رغم الملاحقة، ما يعكس تعقيد الوضع الأمني والسياسي في الضفة الغربية.

أعلنت مصادر محلية مقتل الشاب معتصم العارف أحد عناصر "كتيبة طولكرم" من مخيم نور شمس شرق طولكرم شماليّ الضفة الغربية ظهر اليوم الثلاثاء، متأثراً بإصابته برصاص الأمن الفلسطيني يوم السبت في أثناء محاولتها اعتقال قائد الكتيبة في المخيم. والعارف محسوب على "كتيبة طولكرم" التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.

وشيّع الفلسطينيّون مساءً جثمان العارف، في وقت أطلق شبان النار باتجاه دورية للشرطة الفلسطينية، في بلدة علار شمالي طولكرم.

وكان قيادي في حركة الجهاد الإسلامي، قد قال في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، إنهم يعتقدون أن مخبرين لدى السلطة الفلسطينية لاحقوا عناصر "كتيبة طولكرم" بعد رصد تحركاتهم ونصبوا كميناً لهم وسط طولكرم، وحاصر الأمن الفلسطيني عناصر الكتيبة وأطلق النار بالهواء، في محاولة لإجبارهم على تسليم أنفسهم، لكن عناصر الكتيبة رفضوا الاستسلام وغادروا المكان بحماية المواطنين في مركبتهم التي تعرضت لإطلاق نار.

ووفق القيادي ذاته، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، حافظ عناصر الكتيبة على "مبدئهم في حقن الدماء وعدم الاصطدام مع عناصر الأجهزة الأمنية الذين يسعون لذلك، رغم أن عناصر الكتيبة اضطروا في لحظة معينة إلى إطلاق النار في الهواء، رداً على استهدافهم". واستمرت الملاحقة إلى حين وصول العناصر إلى داخل مخيم نور شمس حيث تحصّنوا هناك. وكانت "كتيبة سرايا القدس - طولكرم" قد أعلنت فجر الأحد العصيان المدني وإغلاق جميع مداخل مخيم نور شمس عبر السواتر الترابية والعبوات الناسفة، في سابقة من نوعها على خلفية ما جرى، من اعتراض عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية مركبة كان يستقلها قائد الكتيبة المدعو "أبو شجاع" وسط المدينة.

ويعتبر قائد "كتيبة طولكرم" أبو شجاع من أبرز المقاومين المطلوبين لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهو مطارد منذ نحو عام ونصف لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي حاولت اعتقاله مرارًا، فيما تعرّض منزل عائلته للقصف في الـ21 من الشهر الماضي خلال حصار الاحتلال للمخيم. وأظهرت مقاطع مصورة، نُشرت عبر وسائل التواصل، محاولة عناصر الأجهزة الأمنية اعتقال عناصر من كتيبة طولكرم، من بينهم أبو شجاع، ومصادرة سلاحه، إلا أنه تمكّن من الفرار بعد اشتباك مسلح، أصيب على إثره بشظايا، فيما تعرض الشاب معتصم العارف لإصابة وُصفت بالبليغة أنذاك.

من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اللواء طلال دويكات، في تصريح صحافي "حرص الأجهزة الأمنية على عدم الانجرار خلف الغايات والأهداف التي يسعى البعض لتحقيقها من خلال إغراق الساحة الفلسطينية في مستنقع الفوضى والفلتان من خلال استهداف المؤسسات الوطنية، كما جرى في بلدية دير الغصون، ومركز شرطة عنبتا وبعض مواقع الأمن في مدينة طولكرم، وما جرى من أحداث سابقة في محافظة جنين"، مشدداً على أن قوى الأمن قادرة على إنهاء هذه الظواهر التي لا تخدم سوى الاحتلال وأجنداته المشبوهة. وتابع دويكات أن "الشعرة التي تفصل بين الحرص والحسم لا يزال الأمن الفلسطيني يحافظ عليها، وقد تحمل كل هذه التعديات ليس ضعفاً وإنما حرصاً على مصالحنا الوطنية وخدمة للأهداف النبيلة في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

ومنذ مساء السبت الماضي، أغلقت المداخل الرئيسية للمخيم، وتحديداً في الجهة الشرقية والشمالية حتى إشعارٍ آخر. وتتشكل حالة المقاومة في مخيم طولكرم من ثلاث كتائب تعمل بشكل مشترك في الميدان هي: شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لحركة فتح التي حظرها الرئيس محمود عباس عام 2007، وسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس. لكنها في ذات الوقت تواجه قيوداً في عملها وملاحقة من قبل عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بالإضافة إلى أن معظم عناصرهم مطاردون من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وتعرّض مخيم نور شمس منذ مطلع العام الجاري لهجمات عديدة من قبل قوات الاحتلال، تخللها تجريف للبنية التحتية وقصف للمنازل واستهداف للمدنيين، في سياق ملاحقة ومطاردة الاحتلال لعناصر الكتائب المسلحة.

المساهمون