مقترح إماراتي جديد لتمرير صفقة "أف 35"

18 ديسمبر 2020
تمتلك إسرائيل 27 طائرة من طراز "أف 35" (جاك غوز/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر خاصة غربية في القاهرة، لـ"العربي الجديد"، عن تقدّم الإمارات للولايات المتحدة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمقترح جديد لتمرير صفقة المقاتلات الأميركية "أف 35"، من شأنه مراعاة مخاوف إسرائيل، في ما يتعلق بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لها في المنطقة. وقالت المصادر إنّ "أبوظبي اقترحت إشراف طيارين إسرائيليين على قيادة المقاتلات الأميركية لصالح الإمارات، خلال فترة زمنية محددة، على أن يتولى هؤلاء الطيارون بعد ذلك تدريب نظرائهم من الإماراتيين". وأوضحت المصادر أنّ المقترح الإماراتي تضمّن إشراف طيارين إسرائيليين على برامج تشغيل تلك المقاتلات، عقب تدريب الطيارين الإماراتيين في ضوء العلاقات المتقدمة بين الجانبين.
وبحسب المصادر، فإنّ المقترح لقي قبولاً مبدئياً لدى الجانبين الأميركي والإسرائيلي، بشكل من شأنه تحقيق تقدم ملموس على صعيد تنفيذ الصفقة خلال الفترة القريبة المقبلة.

المقترح لقي قبولاً مبدئياً لدى الجانبين الأميركي والإسرائيلي

في السياق، علق خبير عسكري، طلب عدم ذكر اسمه، على المقترح الإماراتي، في حديث مع "العربي الجديد"، بالقول إنه "يفرغ الصفقة من مضمونها تماماً، إذ يضمن سيطرة إسرائيلية عليها، خصوصاً أن المقترح يتضمن تشغيل طيارين إسرائيليين للمقاتلات". وأشار إلى "وجود خطأ استراتيجي إماراتي في هذا الشأن، وهو تسليم أبوظبي بشكل كامل للجانب الإسرائيلي، تحت وطأة التحالف من أجل مواجهة الخطر الإيراني، من دون الإمساك بأي أوراق ضغط تضمن توازن العلاقات بين الطرفين، وذلك على الرغم من إدخال تعديلات على النسخ من تلك المقاتلات أو غيرها التي تسلم للدول العربية، تقلل بدرجة كبيرة من قدراتها القتالية عن تلك التي يتسلمها الإسرائيليون".

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد عارضت بشكل رسمي بيع الولايات المتحدة الأميركية، طائرات من طراز "أف 35" للإمارات العربية المتحدة، على الرغم من توقيع اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، والدور الذي أدته الأخيرة في دفع دول عربية وإسلامية أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة.
وتلتزم أميركا بضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة، وفقاً لقانون تم إقراره في الكونغرس عام 2008. وينصّ القانون على أنه يتعيّن على الكونغرس أن يقيِّم إلى أي مدى تحقق إسرائيل التفوق العسكري النوعي، في ما يتعلق بالتهديدات العسكرية الموجهة لها، وعلى الرئيس الأميركي استخدام ذلك في "مراجعة" الصادرات العسكرية للدول الأخرى في المنطقة. بعد ذلك، يتعين على الكونغرس التصديق على أن مبيعات الأسلحة "لن تؤثر سلباً على التفوق النوعي لإسرائيل".



خبير عسكري: المقترح الإماراتي يفرغ الصفقة من مضمونها تماماً

وسبق أن قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان مكتوب، في أغسطس/آب الماضي، إنّ "اتفاق التطبيع مع الإمارات لم يتضمن أي موافقة من جانب إسرائيل على أي صفقة أسلحة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة". وأضاف: "منذ البداية، رفض رئيس الوزراء نتنياهو بيع طائرات مقاتلة من طراز أف 35، وأسلحة متطورة أخرى لدول في المنطقة أياً كانت، بما فيها دول عربية تصنع السلام مع دولة إسرائيل". وتابع: "أعرب نتنياهو عن هذا الموقف المتسق، مرة تلو الأخرى أمام الإدارة الأميركية، وهذا الموقف لم يتغير". وكانت وزارة الأمن الإسرائيلية، قد بدأت في العام 2016 بتسلّم طائرات من طراز "أف 35" المعروفة باسم "الشبح"، من الولايات المتحدة.
وستبلغ تكلفة الصفقة بين الإمارات وشركة "لوكهيد مارتن" الأميركية المصنعة لهذه المقاتلات، 10.4 مليارات دولار. وفي حال إتمام الصفقة وتمريرها، بعد موافقة الكونغرس، ستصبح الإمارات الدولة الثانية في الشرق الأوسط، بعد إسرائيل، التي تحصل على هذا الطراز من المقاتلات المتقدمة والتي يمتلك الإسرائيليون 27 منها، ويطمحون إلى امتلاك 75 مستقبلاً.

المساهمون