مقاومون يحملون أكفانهم عقب مواجهات مع أمن السلطة الفلسطينية في طوباس

16 اغسطس 2023
وقعت الاشتباكات لدى قمع أجهزة السلطة تظاهرة رافضة لاعتقال المقاومين (Getty)
+ الخط -

اندلعت اشتباكات مسلحة، فجر اليوم الأربعاء، بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وعناصر مسلحة تتبع لمجموعات المقاومة في طوباس شمالي الضفة الغربية، احتجاجًا على اعتقال تلك الأجهزة الأسير المحرر المطارد من قبل الاحتلال الإسرائيلي أحمد أبو العايدة، مساء أمس الثلاثاء.

وحمل مقاومون أكفانهم عقب تلك الاشتباكات والمواجهات، تنديداً بملاحقة أجهزة السلطة لهم. ويظهر في مقطع مصور نشر على "تويتر" مسلح ملثم يقول: "تعالوا لفونا بإيديكم، نقاتل عشانكم (لأجلكم)، لكي تعيشوا بشرف وكرامة".

وحسب مصادر صحافية ومقاطع فيديو وثّقت الحدث، وقعت الاشتباكات لدى قمع أجهزة السلطة تظاهرة شبابية خرجت بعد منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء، احتجاجًا على اعتقال أبو العايدة.

وقالت المصادر إن مسلحين ردوا على القمع بإطلاق النار قرب مقرات "الأمن الوقائي" وهو جهاز أمني تابع للسلطة وعادة ما ينفذ الاعتقالات السياسية.

وقال الناشط السياسي نادر صوافطة في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الأجهزة الأمنية تلاحق منذ شهرين عددًا من الشبّان المطلوبين للاحتلال على خلفية نشاطهم في المقاومة، إلى أن اعتقلت أخيراً الأسير المحرر المنتمي لحركة الجهاد الإسلامي والمطلوب للاحتلال الإسرائيلي، أحمد أبو العايدة، ما أثار حفيظة الشارع الطوباسي ودفع بدعوات للاعتصام والتظاهر الساعة التاسعة مساء أمس الثلاثاء، وعلى أثرها انتشر عناصر الأجهزة الأمنية في الشوارع بلباس عسكري ومدني ولاحقوا الشبّان.

وأضاف: "كانت الأمور أشبه باحتكاك في البداية ثم تطور المشهد وأطلق عناصر الأمن النار تجاه الشبّان، ما دفع مجموعة من المقاومين الملثمين للخروج إلى الشارع يحملون أكفانهم، في رسالة واضحة للأجهزة الأمنية بأن يكفوا عن ملاحقتهم، إلا أن المواجهات استمرت وكان إطلاق النار متبادلا في الهواء. وأغلقت الطرق". 

وتابع صوافطة: "استمرت ملاحقة الأجهزة الأمنية للشبّان حتى ساعات الفجر"، مشيراً إلى أن جميع من تطاردهم السلطة تلاحقهم قوات الاحتلال وينتمون لمختلف التنظيمات الفلسطينية، وكانت مخابرات الاحتلال قد هدّدت عددًا منهم برسائل إلى أهاليهم تفيد بأنهم مستهدفون وعليهم تسليم أنفسهم".

وبدأت جهود تطويق الحدث من أطراف عديدة، حيث أرسل المطاردون رسائل عبر وسطاء للأجهزة الأمنية بأنهم لا يريدون الخلافات والمواجهة، وأنهم لا يتجاوزون القانون وبوصلتهم موجهة للاحتلال، لكن الأجهزة استمرت بملاحقتهم وزادت من اقتحام وتفتيش بيوت المطاردين كما يوضح صوافطة.

وقال: "تواصلت مع قيادات في حركة فتح وأبلغتهم أن حملة الملاحقة للمقاومين يجب أن تنتهي وأنها غير مقبولة، وأن التناقض الوحيد مع الاحتلال واستهدافهم وملاحقتهم للمقاومين تؤثر على الوحدة الحقيقية والترابط الاجتماعي والسلم الأهلي، لكن لم يكن جوابهم بالشكل الواضح والمقبول".

وكانت كتيبة طوباس قد أصدرت بيانًا أمس، جاء فيه: "نوجه كلمتنا إلى أخوتنا في الأجهزة الأمنية أننا لم نسئ لكم ولم نتعرض لأي موقف إشكالي معكم ولكن ما تفعلونه يجرنا إلى مربع (الاعتقال السياسي) الذي يخدم الاحتلال، وبكل وضوح نحن أبناء كتيبة طوباس والجميع يرفض رفضا تاما هذه الاعتقالات التي تمارسها الأجهزة الأمنية في حق مجاهدينا، فلا تضعونا في خطاياكم وليصحُ ضميركم قبل فوات الأوان". 

بدوره، قال نائب محافظ طوباس، أحمد الأسعد في حديث لـ"العربي الجديد"، إن ما حصل "مجرد حدثٍ أمني وانتهى بعد إطلاق نار بالهواء واستهداف دوريات الأجهزة الأمنية"، مضيفا: "الحدث ليس كما تصوره مواقع التواصل الاجتماعي".

وتابع الأسعد: "لدينا إجراءات أمنية في طوباس، ولا علاقة لها بالسياسة، وكان بالأمس عدد من الشبّان يريدون إغلاق الشوارع، وتزامن ذلك مع تواجد القوات المشتركة الأمنية وانتهى الحدث ولم يحصل شيء".

وعن سؤال "العربي الجديد" ما إذا كانت الأجهزة الأمنية اعتقلت مطاردًا للاحتلال، أجاب الأسعد: "لدينا تعليمات منذ سنوات بعدم اعتقال المطاردين، لكن أي أحد يحاول إحداث فتنة، وإغلاق الشوارع والطرق، هنا تأتي مهمة قوات الأمن في فرض السيطرة، ولم نتعرض لأي أحد مطارد للاحتلال".

وكانت حركة الجهاد الإسلامي قالت في تصريح للقيادي جميل عليان: "إن الاعتقالات السياسية التي تمارسها السلطة الفلسطينية بحق المقاومين وحتى المعارضين السياسيين تمثل انحرافًا وطنيًا خطيرًا وشقاً للصف الوطني الفلسطيني، ومحاولة لإضعاف أهم محددات القوى الفلسطينية وهي المقاومة المسلحة".

الرئاسة الفلسطينية: العبث الإسرائيلي سيدمر كل شيء

في سياق آخر، قالت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة، اليوم الأربعاء، إن "مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي العبث بالأمن والاستقرار ستؤدي إلى تفجر الأوضاع".

وقال أبو ردينة في تصريح صحافي، "إن هذه الحكومة اليمينية المتطرفة مستمرة في سياساتها الهادفة إلى جر المنطقة إلى مربع العنف والتوتر، عبر الاستمرار في سياسة اجتياح المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، التي كان آخرها مدينتا أريحا ونابلس، الأمر الذي أسفر عن ارتقاء شهيدين وإصابة العشرات، وتدمير منازل وممتلكات للمواطنين".

وشدد أبو ردينة على "أن الإدارة الأميركية تعلم جيداً أن الاستمرار في هذه السياسة الإسرائيلية من قتل واجتياح واقتحام للمسجد الأقصى المبارك، واستيطان وغيرها من الإجراءات أحادية الجانب، كفيل بتفجير الأوضاع".

وقال أبو ردينة: "إن طريق السلام واضح يتمثل في الانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، وإلا فإن البديل هو المزيد من العنف والتصعيد".

المساهمون