العراق: مفوضية الانتخابات تواصل العد اليدوي والكاظمي يتحسب لاقتحام المنطقة الخضراء في بغداد

28 أكتوبر 2021
تحسب أمني في المنطقة الخضراء حيث يواصل رافضو النتائج اعتصامهم (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -

تواصل المفوضية العليا للانتخابات في العراق، عمليات العد والفرز اليدوي لأصوات الناخبين في أكثر من ألفي محطة انتخابية تقرّرت إعادة فتحها للتأكد من مطابقة عدد الأصوات فيها للعدد المعلن من خلال أجهزة العد الإلكتروني، في إجراء هو الثالث من نوعه تقدم عليه المفوضية، بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في 10 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، مع استمرار تصعيد القوى الحليفة لإيران احتجاجاتها قرب المنطقة الخضراء في بغداد. وقرّرت الحكومة تعزيز الأمن بمحيط المنطقة الخضراء تحسباً لاقتحامها، فيما تطالب القوى المعترضة على النتائج بإعادة فرز وعدّ كل الأصوات يدوياً.

وأنهت مفوضية الانتخابات العراقية، أمس الأربعاء، عملية فتح محطات الاقتراع التي تقرر فتحها يدوياً ضمن دوائر محافظة نينوى، بينما بدأت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس عملية فتح محطات الاقتراع لمحافظة بابل جنوبي البلاد. ومن المقرر أن يخصص يوم غد الجمعة لمحطات بغداد الانتخابية ضمن جانبي الكرخ والرصافة.

لم يظهر أي فرق في النتائج بعد العد اليدوي في محافظة بابل

ووفقاً لمصادر مقربة من مفوضية الانتخابات العراقية، فإنّ نتائج العد والفرز اليدوي التي أجريت لمحطات نينوى الانتخابية، لم تظهر أي فارق عن النتائج السابقة المعلنة ضمن دائرة سنجار وسهل نينوى والموصل. وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس أنّ النتائج كانت متطابقة مع العد الإلكتروني المثبت منذ يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، كاشفة أنه بعد مضي نحو أربع ساعات على عمليات العد اليدوي لمحطات محافظات بابل، فإنّ أي اختلاف لم يظهر، خصوصاً في الدائرة الانتخابية التابعة لمدينة المسيب التي حملت أكثر شكاوى الطاعنين بالنتائج في هذه المحافظة.

وكانت مفوضية الانتخابات العراقية، قد قرّرت، في وقت سابق، إعادة فتح أكثر من ألفي محطة انتخابية في مناطق متفرقة من البلاد. ولفتت، في بيان صدر ليل الثلاثاء الماضي، إلى أنها قبلت طعون وشكاوى قدمتها القوى المعترضة على نتائج الانتخابات.

وتعتبر عملية إعادة فتح المحطات الانتخابية الجديدة، الثالثة من نوعها في غضون أسبوعين، وبلغ عدد المحطات التي جرى فحصها يدوياً بحضور مراقبين محليين وأمميين أكثر من 11 ألف محطة في عموم مدن البلاد، نحو نصفها بادرت المفوضية بفتحها للتأكد من المطابقة بين نتائج العد الإلكتروني واليدوي ضمن مساع منها لطمأنة المحتجين والمعترضين على نتائج الانتخابات.

واليوم الخميس، نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن عضو الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات، مهند مصطفى، قوله إنه تمّت المباشرة بعملية العد والفرز اليدوي للمحطات المطعون فيها في محافظة بابل، مبيناً أنّ "مفوضية الانتخابات أنجزت أمس (الأربعاء) عملية العد والفرز اليدوي للمحطات المطعون فيها في محافظة نينوى، وعددها 102 محطة، وباشرت اليوم بالعد والفرز اليدوي للمحطات المطعون فيها في محافظة بابل، تليها في بغداد بجانبي الكرخ والرصافة وبعدها المحافظات الأخرى تباعاً للأيام المقبلة". وأشار مصطفى إلى أنه "تم وضع جدول زمني لكل محافظة، ومن ثم المضي بالعملية بأقصى مدة ممكنة".

وفي آخر مواقف للكتل الرافضة لنتائج الانتخابات، أوضح عضو تحالف "الفتح"، محمد الدراجي، أنّ مطلبهم الحالي هو إعادة عد وفرز كل الأصوات يدوياً، وفي كل مناطق العراق". وقال الدراجي في تصريح لـ"العربي الجديد": إنّ "إعادة العد اليدوي لكل دوائر العراق ستظهر نتائج مختلفة تماماً عن الحالية، بسبب التزوير الذي جرى عبر أجهزة العد الإلكترونية"، بحسب رأيه، معتبراً أن العد الجزئي الحالي هو "حل ترقيعي غير مقبول".

الكاظمي يجري تغييرات في قيادة أمن المنطقة الخضراء

في الأثناء، كشفت مصادر أمنية عراقية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، عن إجراء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تغييرات في القيادة الأمنية المسؤولة عن أمن المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد وعلى مستوى الضباط المكلفين بالمهمة، بعد فشل سابق للقوة في إبقاء المحتجين من أنصار القوى الخاسرة في الانتخابات، خارج نطاق بوابات المنطقة الخضراء حيث يقيمون الآن خيامهم، احتجاجاً على النتائج.

ووفقاً للمصادر، فإنّ التغييرات شملت المسؤولين عن الوحدات الأمنية وبعض الأفواج، وتشديد التوجيهات بمنع أي محاولة اقتحام للمنطقة الخضراء قد يقدم عليها أتباع القوى الخاسرة، والذين يدخل تجمعهم الاحتجاجي أمام بوابات المنطقة الخضراء أسبوعه الثاني.

وذكرت وسائل إعلام محلية عراقية أنّ الأمن العراقي عزّز محيط المنطقة الخضراء التي تضم السفارتين الأميركية والبريطانية ومكاتب بعثة الأمم المتحدة إلى جانب مقرات الحكومة والبرلمان، بمزيد من الكتل الإسمنتية العالية والأسلاك الشائكة، تحسباً لأي محاولة اقتحام.

المساهمون