الجيش الإسرائيلي يريد هدنة في غزة لفترة زمنية متوسطة
مصدر مصري: سيتم إطلاع وفد إسرائيلي على المحادثات مع حماس
حراك واسع للتوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان
قالت مصادر في المقاومة الفلسطينية بشأن مفاوضات هدنة غزة إن "المشهد الراهن بشأن جهود الوسطاء الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإبرام صفقة تبادل الأسرى، يؤكد التعنّت الإسرائيلي، كما يؤكد الخطوط الحمراء التي حددتها المقاومة".
وقال مصدر في المقاومة، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك خطين لا تراجع عنهما للوصول إلى أي اتفاق، الأول إقرار مبدأ وقف إطلاق النار الشامل والدائم، والثاني عودة مهجري الشمال إلى مناطقهم".
واعتبر أنه "دون ذلك لا يمكن الحديث عن إطلاق سراح الأسرى الموجودين لدى المقاومة، أو فرض أي قرار على المقاومة يتعارض مع هذين المبدأين"، مؤكداً أنه "إما تحقيق هذين المبدأين، أو الاتجاه نحو تصعيد على الجبهات كافة".
مصدر مصري: هناك صعوبة بتحقيق مطلب نتنياهو الحصول على قائمة مسبقة بأسماء الأسرى الأحياء في غزة
من جهته، قال مصدر مصري مطلع على جهود القاهرة في التوسط لإنهاء الحرب، إنّ "من المنتظر إطلاع وفد إسرائيلي رفيع المستوى في القاهرة، على ما جرى النقاش بشأنه مع وفد حركة حماس، المُعبر عن المقاومة في غزة".
صعوبة بتحقيق مطلب نتنياهو
وأضاف المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "سيتم إطلاع الوفد، على صعوبة تحقيق المطلب الذي حدده رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالحصول على قائمة مسبقة بأسماء الأسرى الأحياء في غزة".
وأوضح أن "الوسطاء في مصر وقطر استمعوا إلى رؤية الحركة، وتأكدوا من صحتها، ومن صعوبة تحقيق المطلب الإسرائيلي، دون وقف إطلاق النار".
من جهة أخرى، قال المصدر إن "هناك حراكاً واسعاً، تمّ خلال الـ48 ساعة الماضية، من أجل اللحاق بفرصة التوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان (في 11 الشهر الحالي)، وغلق باب المفاوضات حول التهدئة". مع العلم أن تسريبات إسرائيلية في اليومين الماضيين كانت قد عكست تراجعاً عن هذا الشرط، بعد حديث مسؤولين إسرائيليين عن أن ما طلب من "حماس" هو عدد الرهائن الأحياء لا قائمة بأسمائهم.
الجيش الإسرائيلي يريد هدنة في غزة لفترة زمنية متوسطة
وأوضح المصدر أن "هناك رسائل وصلت إلى الوسيط المصري، تفيد بوجود دفع من الجيش الإسرائيلي من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بإيقاف إطلاق النار لفترة زمنية متوسطة"، مشيراً إلى أن "هذا الدفع، قد يأتي نتاج أوضاع غير مستقرة للجيش في غزة، يرغب في تداركها عبر هدنة في غزة".
وتعليقاً على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي، الدكتور مأمون أبو عامر، لـ"العربي الجديد"، إنه "لم تصدر حتى الآن، أي إشارة من قبل حركة حماس، حول إمكانية القبول بصفقة جزئية، لأن الحركة تميل إلى الصفقات الشاملة".
"حماس" تنازلت كثيراً في مواقفها
وأضاف أن "حماس تنازلت كثيراً في مواقفها، فهي كانت تريد الكل مقابل الكل مع هدنة في غزة، لكن العملية الحالية تحولت إلى تجزئة المجزأ، ولذا أعتقد أن حماس غير معنية بهذا الأمر، لأنه لن يعطي وقتاً كافياً لإطلاق سراح الأسرى، وكأن إسرائيل تريد أن تفرض نظاماً معيناً في عملية إدارة المشهد".
وأوضح أن "عملية التواصل والبحث وإعادة ضبط الخطوط ومعرفة وضع الأسرى، يحتاج وقتاً ليس سهلاً، لأن حماس ليست حكومة لديها مراكز اعتقال ثابتة، والأسرى منهم من هو موجود في الأنفاق، ومنهم في البيوت، ولا أحد يعرف الوضع الحقيقي لكل واحد منهم، فمنهم أحياء ومنهم موتى، وانقطع الاتصال مع شبكات التواصل معهم بسبب الحالة الحربية الموجودة".
مأمون أبو عامر: حركة حماس تميل إلى الصفقات الشاملة
وتابع أبو عامر: "هذا يحتاج إلى وقت، وبالتالي، فإن وقف إطلاق نار قصير المدى، لا يمكن خلاله إنجاز مهمة طويلة، وهذا يُظهر نتنياهو وكأنه يريد ألا ينجز المهمة، فهو يتاجر بقضية الأسرى، وأنه يريد إطلاق سراحهم، والمشكلة أن المجتمع الغربي يربط كل حديثه بأن هناك 134 أسيراً، ولكن هؤلاء نصفهم قتلهم الجيش الإسرائيلي تقريباً، بالقصف الجوي".
وشدد أبو عامر على أن "نتنياهو والإدارة الأميركية، غير معنيين بهذا الملف، وأن حماس لن تسلّم بهذه المعادلة، لأن الأميركيين يربطون كل شيء بموضوع الأسرى، وهم يعرفون تماماً أن نتنياهو هو الذي يماطل ويفرض شروطه، وآخرها طلب قائمة الأسماء، مع العلم أنهم وافقوا على الصفقة الأولى دون قوائم، وكان في كل يوم تخرج قائمة ثم يتم الإفراج عنهم. فلماذا الجانب الإسرائيلي الآن يصرّ على هذا الأمر؟".
وتابع: "الشيء الآخر، وهو أن الطلب الذي طلبه نتنياهو بقائمة الأسماء، لم يكن متفقاً عليه في مجلس الحرب الإسرائيلي، لأنه يعتبره تعطيلاً، لكن نتنياهو فرضه على الوفد المفاوض، وسحبه، ويرفض أيضاً أن يعطي الوفد صلاحيات، سوى أن يكون ناقلاً لرسائله الشخصية، وهو سعيد بهذا الوضع".
وأشار إلى أن "المشكلة هي أن الإدارة الأميركية تدعي أنها تريد وقف الحرب، لكنها تلتزم بكل ما تطلبه إسرائيل. أما حديثها عن الحالة الإنسانية، فهو غير حقيقي، لأنها في الوقت ذاته تعزز هذا الوضع بدعمها لإسرائيل دون أن تقول الحقيقة بأنه مطلوب من نتنياهو الالتزام بما تم الاتفاق عليه، في إطار اتفاق باريس، الذي تنازلت حماس وقبلت به. ولذا لا أعتقد أن الأمر سيكون سهلاً بالنسبة إلى حماس، إلا إذا كانت هناك بعض الأمور تساعد الحركة على قبول هذا العرض".