معتقلون لدى الشرطة الفلسطينية يروون تفاصيل التنكيل بهم وظروف اعتقالهم

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
22 اغسطس 2021
معتلقلون لدى السلطة
+ الخط -

روى معتقلون لدى الشرطة الفلسطينية ظروف اعتقالهم السيئة وكيفية التنكيل بهم، أثناء اعتقالهم وسط رام الله مساء أمس السبت، والإفرج عنهم عصر اليوم الأحد.

وشنت الشرطة الفلسطينية حملة اعتقالات طاولت عددًا من النشطاء قبل بدء تظاهرة على ميدان المنارة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، للمطالبة بالعدالة للمعارض السياسي نزار بنات، بعد نحو شهرين على مقتله.

وقالت المحاضرة الجامعية الدكتورة كوثر سحويل "العبويني"، لـ"العربي الجديد": "إنني أدرس منذ 24 عامًا وبنيت أجيالًا، وتتم معاملتي بطريقة أكثر من قذرة خلال احتجازي في شرطة البالوع بمدينة البيرة".

وأوضحت سحويل أنها كانت تمشي مساء السبت باتجاه ميدان المنارة، وفجأة أوقفها شرطي من أجل الحديث معها، ثم اقتادها لسيارة الشرطة قبل نقلها إلى مركز توقيف شرطة البالوع في مدينة البيرة، معبرة عن استيائها من عملية اعتقالها، وقالت: "كنت مسافرة خارج البلد وعائدة منذ فترة قصيرة، ويتم استقبالي بهذه الطريقة!".

وقالت المحاضرة الجامعية: "إن الشرطة بقيت تماطل بالإفراج عن المعتقلين، ثم تم نقل الفتيات المعتقلات إلى قسم الشرطيات، واللواتي كن يعاملننا كبنات ليل في البداية، إلا أننا لم نسكت على ذلك، واضطررن لمعاملتنا باحترام".

وتطرقت سحويل إلى الحقوق الإنسانية للمعتقل، قائلة: "إن الظروف المعيشية سيئة، والطعام رديء، ما اضطرنا أن نبقى حتى الصباح بلا نوم، لأن الفراش والغرفة التي يحتجزوننا بها لم يكونا نظيفين وغير مهيئين للمعيشة، وبعد ذلك نقلنا من أجل عرضنا على النيابة العامة في صباح اليوم، وبقينا في مكان سيئ لم نستطع تحمله، إلى أن تم عرضنا على النيابة والإفراج عنا".

من جانبها، روت المعتقلة المفرج عنها ضحى معدي ما جرى معها في حديث لـ"العربي الجديد"، وقالت: "كنت عائدة من عملي، وحينما مررت في ميدان المنارة مساء السبت، أوقفتني شرطيتان وسألتاني إن كنت أصور، لكنني نفيت ذلك، وبعدها جاء شرطي وسحب هاتفي النقال واعتقلوني ونقلت لمركز شرطة البالوع، وسط مماطلات بالإفراج عني".

وتشير معدي إلى أنها رفضت تناول الطعام، والذي كان رديئًا، بينما تؤكد أنها اضطرت لشراء الماء حينما طلبت شربه، وحتى أوراق التواليت اضطرت لشرائها، كما تشير معدي إلى أن الفراش والغرفة غير صالحين للحياة، وقالت: "لم ننم بسبب ذلك".

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إبراهيم أبو حجلة، الذي جرى اعتقاله ثم الإفراج عنه لاحقًا، في حديث لـ"العربي الجديد": "إنه أمر مؤسف أن تقدم السلطة على حملة اعتقالات وتمس الشخصيات التي لها باع طويل في العمل الوطني، رغم أن ذلك يأتي في نصرة نزار بنات والدفاع عن الحريات والحقوق العامة والشخصية التي جرى انتهاكها خلال الفترة الماضية".

وأشار أبو حجلة إلى أن ظروف الاعتقال كانت سيئة في مركز شرطة البالوع، "حيث لا توجد مقومات للحياة، وهي ظروف بمنتهى السوء، سواء من ناحية الخدمات أو ظروف النوم".

الأسير المحرر ماهر الأخرس، الذي أفرج عنه اليوم وهو يتكئ على شخصين آخرين ساعداه على المشي، أوضح لـ"العربي الجديد" أنه تم الاعتداء عليه بالضرب والتنكيل، وقال: "تزامنًا مع الوقفة أوقفني أشخاص بلباس مدني، وحينما ناقشتهم بأنهم ليسوا شرطة اعتدوا علي بالضرب، وحينما ناديت على الشرطة بلباسها الرسمي والمتواجدة بالمكان جاؤوا وشاركوا بضربي أيضاً، وقيل لي خلال الاعتداء علي أنت يا ماهر الأخرس وأمثالك جواسيس وأجندات خارجية، رغم أنهم يخرقون القانون".

بعد ذلك، يوضح الأخرس أنه تم وضعه واثنين آخرين من المعتقلين بالكرسي الخلفي لسيارة الشرطة، وقال: "لقد جلس عناصر من الشرطة على وجهي، وفقدت الوعي ونقلت إلى المستشفى بعد ذلك".

وأضاف الأخرس أن "السلطة لا تمثل الشعب وتضحياته (..) اعتقال الأسرى المحررين والنشطاء جاء لثنينا عن نصرة شعبنا، لكننا مستمرون (..) اعتقال النشطاء والأسرى المحررين والاعتداء عليهم هو اعتداء على كل حر في فلسطين".

أما المعتقل المفرج عنه عبد الهادي شماسنة فقد أوضح لـ"العربي الجديد"، أنه حينما توقف بجانب ماهر الأخرس وسأل الشرطة عن سبب اعتقالهم له وضربه هاجمه 10 من عناصر الشرطة واعتدوا عليه بالضرب، ثم نقلوه لسيارة الشرطة، وجلس أحد عناصر الشرطة بركبته على رقبته طوال الطريق إلى مركز شرطة البالوع، مضيفًا أنه تم توجيه اتهامات للمعتقلين بأنهم "جواسيس وعملاء"، فيما يؤكد شماسنة أن الشرطي الذي جلس على رقبته سوف يلاحقه إن استطاع قانونيًا، وإن لم يستطع فسيصل إليه عشائرياً.

وكانت الشرطة أفرجت، عصر اليوم، عن عدد من النشطاء والسياسيين الذين اعتقلتهم أمس السبت، بعد قرار من النيابة العامة بإخلاء سبيل 13 معتقلاً، بينهم امرأتان، بينما تم تمديد توقيف تسعة آخرين، للتحقيق بتهم إثارة النعرات المذهبية، والتجمهر غير المشروع، والذم الواقع على السلطة، فيما يستمر توقيف كل من الأسير المحرر خضر عدنان وعزمي صطوف، واللذان لم يعرضا على النيابة بعد بحسب تصريحات للمحامي مهند كراجة لـ"العربي الجديد".

وأكدت عائلة الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان أنه مضرب عن الطعام والحديث، وهو موجود في مركز الشرطة في حي البالوع في مدينة البيرة، حيث جرى اعتقاله صباح اليوم، خلال مشاركته باعتصام مطالب بالإفراج عن المعتقلين قبل وقفة احتجاجية أمس، تطالب بالعدالة لنزار بنات.

وكانت الشرطة الفلسطينية أصدرت بياناً قالت فيه على لسان الناطق باسم الشرطة لؤي ارزيقات، إن "سبب اعتقال 24 شخصاً من المشاركين في التجمع أمام دوار المنارة هو الدعوة للتجمع والتجمهر وسط رام الله، دون أي تصريح وإذن رسمي من الجهات الرسمية بإقامة التجمهر، فيما رفضت الحراكات التوقيع على شروط التجمهر".

وكان المعارض والمرشح السابق للمجلس التشريعي نزار بنات قتل في 24 يونيو/ حزيران الماضي، أثناء اعتقال أجهزة الأمن له في الخليل، فيما أظهر تقرير التشريح الذي أعلنته مؤسسات حقوقية وتقرير لجنة التحقيق التي شكلتها السلطة الفلسطينية أن وفاته غير طبيعية، كما أظهر تقرير التشريح أنه تعرض للضرب في كافة أنحاء جسده.

ذات صلة

الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
معاملة مهينة للمعتقلين شمال غزة (منصة إكس)

سياسة

نفذ الاحتلال حملات اعتقال بحق مئات الفلسطينيين في شمال غزة وفرق بين أفراد عائلات، وأجبر رجالاً على التعري شبه الكامل قبل نقل بعضهم بالشاحنات إلى معسكر اعتقال.
الصورة
احتجاجات المعلمين في الضفة الغربية (العربي الجديد)

مجتمع

عادت احتجاجات المعلمين المطلبية في الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، لكنّ أجهزة الأمن الفلسطيني كانت لها بالمرصاد، وعرقلت تحرّكات المحتجين.
الصورة
الناشط المصري أحمد جيكا (فيسبوك)

مجتمع

مرّ اليوم الأربعون على استمرار جهاز الأمن الوطني في محافظة القليوبية المصرية في احتجاز المواطن أحمد حمدي السيد سليمان الشهير بـ"جيكا"، منذ توجّهه إلى المقرّ الأمني في 13 يونيو/ حزيران الماضي من أجل متابعة دورية.
المساهمون