معارك "داعش" في اليرموك بمساندة النظام

05 ابريل 2015
بات "داعش" قريباً من السيطرة على المخيم (الأناضول)
+ الخط -
احتدمت المعارك في مخيم اليرموك، الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، بين مقاتلين فلسطينيين تقودهم كتيبة "أكناف بيت المقدس"، المقرّبة من حركة "حماس"، وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، المدعومون من "جبهة النصرة"، والذين تمكنوا من السيطرة على أجزاء كبيرة من المخيم حتى الآن. وفي الوقت الذي يُحاصر فيه سكان المخيم داخل بيوتهم وسط انقطاع المياه والطعام عنهم، تساهم قوات النظام بمساعدة "داعش" في حصار "أكناف بيت المقدس" بقصف خطوط إمدادها من المخيم. 

وذكر ناشط إعلامي فضّل عدم ذكر اسمه لـ "لعربي الجديد"، أن "مقاتلي الأكناف وسرايا اليرموك التي تساندهم، باتوا محاصرين في أبنية عدة في منطقة المخيم القديم، ما بين شارع لوبية ودوار القاعة، البطيخة، فيما يسيطر عناصر تنظيم الدولة على معظم أرجاء المخيم، بعد نشرهم قنّاصة على أسطح المنازل، في ظلّ قيامهم بعمليات اعتقال واسعة".
وكشف أن "سكان المخيم الذي يعاني من الحصار أصلاً من قوات النظام، محاصرون ضمن بيوتهم، بسبب انتشار عناصر داعش وقناصيهم بين البيوت، والقصف العنيف الذي يتعرض له المخيم من قبل قوات النظام، حتى أن معظمهم لم يعد لديهم ماء أو طعام، ما ينذر بكارثة إنسانية في حال استمرار الوضع على ما هو عليه".

وأوضح الناشط أن "المستشفى الميداني الوحيد في المنطقة أغلق أبوابه عقب نزوح الكادر الطبي باتجاه بلدة يلدا المجاورة للمخيم والخارجة عن سيطرة داعش والنصرة".
وأضاف أن "القوات النظامية تساعد داعش بحصارها الفصائل الفلسطينية، من خلال قصفها العنيف لشارع فلسطين في مخيم اليرموك، وخصوصاً محيط مستشفى فلسطين المكتظ بالمدنيين، وذلك بهدف قطع خطوط الإمداد عن تلك الفصائل ومنع وصول أية تعزيزات إليها عن طريق يلدا".

اقرأ أيضاً: مأساة اليرموك: الأهالي يدفعون ثمن تقدّم "داعش" وحصار النظام 

ونفى ناشطون معارضون من داخل المخيم لـ "العربي الجديد"، وصول أي تعزيزات لمقاتلي "أكناف بيت المقدس" من قبل الفصائل المعارضة في جنوب دمشق، على الرغم من إعلان كتائب "جيش الإسلام" و"شام الرسول" و"أبابيل حوران" مناصرتهم "أكناف المقدس" ومقاتلتهم "داعش"، داعين "جبهة النصرة" للوقوف مع الحق، مشيرين إلى أن "الجبهة منعتهم من دخول المخيم".

وأوضح الناشطون، أن "تلك المجموعات أرسلت نحو 200 عنصر، عن طريق دوار فلسطين وسوق الثلاثاء، لكن جبهة النصرة منعتهم من الدخول، ما أدى إلى وقوع اشتباك قصير بينهم وبينها".
في السياق، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض، "أن تسعة أشخاص قُتلوا بينهم مقاتلان ورجلان، أعدمهما التنظيم وفصل رأسيهما عن جسديهما في المخيم، إضافة لمقتل عدد من عناصر التنظيم وخمسة عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في اشتباكات مع الكتائب الإسلامية في اليرموك".
ووقع اشتباك أيضاً بين "الجبهة الإسلامية" و"داعش" في منطقة السوطري الواقعة بين آخر شارع العروبة وبداية يلدا، أي خلف المنطقة التي سيطر عليها التنظيم بعيداً عن مخيم اليرموك.
وأفاد ناشطون من داخل المخيم، "العربي الجديد"، بأن "الأكناف وداعش أعدموا عدداً من الأسرى لديهم مع اشتداد القتال، لكن لا معلومات دقيقة عن عددهم".
وقالت مصادر مطلعة، لـ "العربي الجديد"، إن "مليشيا الدفاع الوطني الموالية، والقوات النظامية السورية، بدأت تتقدم بشكل بطيء باتجاه المخيم، على ثلاثة محاور هي شارع فلسطين والتضامن وزليخة عبر شارع دعبول".
وأعلنت "أكناف بيت المقدس" بدء "عملية استعادة مخيم اليرموك" عبر مكبرات الصوت من جامع صلاح الدين الأيوبي، ووعد عناصرها أهالي اليرموك بعدم الانسحاب من المخيم، والقتال حتى آخر قطرة دم.
وكان "داعش" قد طالب بدوره عبر مكبّرات جامع عبد القادر الحسيني، عناصر "أكناف بيت المقدس"، وأبناء اليرموك بتسليم أنفسهم للتنظيم خلال ساعة واحدة.
من جهتها، طالبت منظمة التحرير الفلسطينية، النظام السوري، بـ"حماية مخيم اليرموك وجميع المدنيين الموجودين فيه". ووصف مسؤول ملف المخيمات الفلسطينية في سورية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد المجدلاني الوضع في المخيم بـ "الخطير جداً".
وحذّر المجدلاني، في حديثٍ لـ "العربي الجديد"، من تدهور الوضع قائلاً "إذا أحكم داعش سيطرته على المخيم، فسيحوّله إلى ساحة قتال وجبهة أمامية للصدام مع النظام". وعزا المجدلاني التطورات الخطرة الحالية في مخيم اليرموك إلى "التغييرات الإقليمية والمحلية الأخيرة، التي غيرت خريطة التحالفات داخل المخيم". وأكد أن "اغتيال داعش قبل أسبوع لمسؤول حماس في المخيم يحيى حوراني (أبو صهيب)، كان مدبراً بهدف اجتياح التنظيم المخيم".
وحول خريطة التحالفات في المخيم، أوضح المجدلاني "كان هناك العام الماضي ثلاث قوى رئيسية مسيطرة في المخيم، وهي جبهة النصرة، وداعش، وأكناف بيت المقدس، إلى جانب تنظيمات سورية صغيرة مثل أحرار الشام وصقور الجولان".
وتابع "في شهر أغسطس/آب من العام الماضي، اتفقت حماس وجبهة النصرة وطردتا داعش من المخيم، وبقي التحالف بين الطرفين قوياً حتى الأسبوع الماضي، حين عقد داعش اتفاقاً غير معلن مع النصرة، سهّلت على إثره الأخيرة دخول عناصر التنظيم إلى المخيم من جهة الحجر الأسود يوم الثلاثاء، لتندلع الاشتباكات". وأضاف "تطورت الأمور أكثر، لتُعلن جبهة النصرة في المخيم انضمامها إلى داعش، يوم الخميس، ومبايعتهم البغدادي". ولفت إلى أن "من يقاتل داعش في المخيم الآن، هم ما تبقّى من أكناف بيت المقدس، الذين رفضوا مبايعة التنظيم، بالإضافة إلى الحراك الشعبي الفلسطيني، والقيادة العامة وفتح الانتفاضة، الذين يقاتلون مع أكناف بيت المقدس ضد داعش".
من جهته، دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في بيان أصدره مكتبه، إلى "تحييد المخيم والفلسطينيين من الصراع الدائر في سورية". وطالب بـ "الحقن الفوري للدماء ووقف الاقتتال".
وفي السياق، دان عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، ما وصفه بـ "الاعتداء الآثم" على أهالي المخيم واستباحة الدماء، وقتل النساء.

اقرأ أيضاً: أهالي حيفا يتظاهرون تضامناً مع اليرموك
المساهمون