مظاهرة ضد النظام جنوبي سورية... وروسيا تكثف الغارات في البادية

10 مارس 2021
الطائرات الحربية الروسية استأنفت غاراتها على مناطق في البادية السورية (Getty)
+ الخط -

شهدت قرية أم باطنة، التابعة لمحافظة القنيطرة جنوبي سورية، مساء أمس الثلاثاء، مظاهرة ضد النظام السوري على خلفية اعتقال شابين من أهالي المنطقة، فيما استأنفت الطائرات الحربية الروسية، فجر الأربعاء، غاراتها على مناطق في البادية السورية في ريف دير الزور الجنوبي وامتداده في ريف حمص الشمالي الشرقي.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ عشرات من أهالي أم باطنة تظاهروا على الطرقات المؤدية إلى المنطقة وقطعوها بالحجارة والإطارات المشتعلة، وذلك بعد اعتقال قوات النظام شابين من أهالي المنطقة ورفضها إطلاق سراحهم"، مضيفاً أنّ أسباب الاعتقال غير معروفة.

وتشهد منطقة جنوب سورية منذ شهور حالة من التوتر؛ بسبب ممارسات قوات النظام التي تريد بسط سيطرتها وتهجير الرافضين للانخراط في المليشيات المحلية والأجنبية التابعة للنظام، كما يلاحق النظام العناصر السابقين في فصائل المعارضة، والذين أجروا تسوية سابقاً، لكنهم يرفضون التجنيد الإجباري في صفوفه.

عشرات من أهالي أم باطنة تظاهروا على الطرقات المؤدية إلى المنطقة وقطعوها بالحجارة والإطارات المشتعلة، وذلك بعد اعتقال قوات النظام شابين من أهالي المنطقة ورفضها إطلاق سراحهم

ويتزامن ذلك مع حملة يقوم بها ناشطون في مناطق عديدة من محافظة درعا، تحت عنوان: "نحو العصيان لإسقاط الطغيان"، تعبيراً عن رفض الانتخابات الرئاسية التي يريد النظام إجراءها.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ الحملة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين أيضاً، وبإسقاط النظام، وتطالب أهالي درعا بتنفيذ عصيان وإضراب مدني سلمي، تعبيراً عن رفض انتخابات بشار الأسد.

وشهدت محافظة درعا، منذ دخول فصائل المعارضة في اتفاق التسوية والمصالحة مع النظام، عدة حملات مشابهة تعتمد على المظاهرات السريعة وكتابة العبارات والمناشير الورقية، تعبيراً عن رفض النظام السوري وسلطته الأمنية والعسكرية.

إلى ذلك، استأنفت الطائرات الحربية الروسية، فجر اليوم الأربعاء، غاراتها على مناطق في البادية السورية في ريف دير الزور الجنوبي وامتداده في ريف حمص الشمالي الشرقي، وذلك بعد شنّه، أمس الثلاثاء، أكثر من مائة غارة في المنطقتين ضد أهداف غير واضحة يعتقد أنها تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي. 

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ الغارات، خلال اليومين الماضيين، جاءت تزامناً مع وصول تعزيزات روسية إلى مطار "تيفور" العسكري ومطار تدمر المدني الذي حولته روسيا أخيراً إلى مطار عسكري، تستخدمه لنقل التعزيزات من قاعدة حميميم إلى البادية.

وبحسب المصادر، فإنّ روسيا على ما يبدو تحضر لتصعيد عملياتها في البادية، لا سيما أنّ العملية لم تؤتِ ثمارها، ولم تحد من هجمات تنظيم "داعش" على قوات النظام والمليشيات التابعة له، حيث يستغل التنظيم وعورة البادية والجبال للتغطية على تحركاته، وإخفاء مواقعه.

من جانب آخر، جدد الجيش التركي قصفه المدفعي على مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في محاور بلدة تل رفعت وقرى شيخ عيسى وبيلونية وعلقمية في ريف حلب الشمالي، شمالي سورية.

 وقالت مصادر من "الجيش الوطني السوري" المعارض، إنّ القصف جاء رداً على استهداف مواقع لها في محور بلدة خاشر، مضيفة، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ قصف "قسد" كان قد أدى إلى مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين من "الجيش الوطني السوري".

وتشهد محاور التماس بين "قسد" والمعارضة السورية، في عموم الشمال السوري، بشكل شبه يومي، اشتباكات وقصفاً متبادلاً، ما يوقع خسائر بشرية من الطرفين.

اغتيال جديد في درعا

من جهة أخرى، قٌتل شخص مع ابنه، اليوم الأربعاء، بهجوم جديد من مجهولين في ريف درعا جنوبي سورية، فيما نقلت مصادر لـ"العربي الجديد" اتهامات لمجموعة مسلحة تعمل لصالح الأمن العسكري التابع للنظام بالوقوف وراء الهجوم لأسباب مجهولة.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن مجهولين هاجموا، صباح اليوم، بالأسلحة النارية المدعو زهير الدراوشة في بلدة أم ولد بريف درعا الشرقي، ما أسفر عن مقتله على الفور، فيما فر المهاجمون إلى جهة مجهولة.

وقال تجمع "أحرار حوران" إن أقارب الدراوشة اتهموا القيادي السابق في فصائل المعارضة محمد اللحام بضلوع مجموعته بالهجوم، وهي مجموعة تعمل لصالح الأمن العسكري التابع للنظام السوري. وأكد التجمع أن المعلومات التي ذكرها مصدرها تسجيلات صوتية من أقارب الدراوشة.

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الدراوشة كان في السابق منتسبا لفصيل "جيش اليرموك"، وأجرى تسوية ومصالحة مع النظام في وقت سابق، ورفض الانضمام إلى الميليشيات والمجموعات التابعة لفروع أمن النظام، مشيرة إلى أنه تعرض سابقا لمضايقات من قبل مجهولين، كما تعرض شقيقه لمحاولة قتل في بداية العام الجاري.

وتشهد محافظة درعا، بشكل شبه يومي، هجمات من مجهولين على عناصر وقياديين سابقين في المعارضة السورية المسلحة أجروا تسوية مع النظام ورفضوا لاحقا الانضمام إلى مليشياته.

وفي الشأن ذاته، قال مصدر محلي لـ"العربي الجديد" إن مجهولين هاجموا شخصاً على الطريق الواصل بين بلدة أم ولد وبلدة جبيب في ريف درعا الشرقي، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، حيث نقله الأهالي إلى المستشفى. وأشارت المصادر إلى أن الشخص مدني وغير منتسب لفصيل مسلح.

وقال الناشط محمد الحوراني إن المتهم الأول بالضلوع في عمليات الاغتيال هو فروع أمن النظام، والغاية الأولى هي زرع الفتنة بين مكونات المنطقة، وثانيها بسط سيطرة النظام على المنطقة من خلال تفرقتها، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن الاغتيالات أيضا تجري بدافع الثأر أيضا.

وأوضح الناشط أن عمليات الاغتيال ضد العناصر السابقين بالمعارضة أو القياديين كانت معظمها تطاول المعارضين للانخراط بقوات النظام، أو المعارضين لإعادة سيطرة النظام على المنطقة والتحكم بها، وهذا يوحي بأن للنظام اليد العليا في موضوع الاغتيالات واستمرار حالة الفلتان الأمني.

وفي شأن متصل، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن اللجنة المركزية في مدينة نوى عقدت، بداية هذا الأسبوع، اجتماعاً على خلفية استمرار الفلتان الأمني، وقررت تشكيل لجنة مهمتها ضبط الأمن في الأحياء، ومن المتوقع أن تفضي مثل هذه الخطوة إلى خطوات مشابهة في بقية المناطق التي ترفض سلطة النظام.

وسيطر النظام السوري على محافظة درعا نظرياً بعد دخول فصائل المعارضة في اتفاق التسوية والمصالحة تحت تأثير الضغط العسكري من النظام وحلفائه، إلا أنه لم يتمكن من بسط سيطرته فعليا فيها، إذ يواجه حتى اليوم رفضاً من الأهالي.

المساهمون