مظاهرات مؤيدة للجيش الباكستاني ومعارضة للمؤسسة القضائية.. وحملة اعتقالات متواصلة ضد أنصار خان

16 مايو 2023
أنصار التحالف الحاكم أمام المحكمة العليا للتنديد بـ"انحياز" المؤسسة لعمران خان (Getty)
+ الخط -

لا تزال الساحة الباكستانية تشهد حالة من الاحتقان وسط مخاوف من الصراع الشامل بين مؤسسات الدولة، إذا لم يتم احتواؤها. وبينما شهدت أمس الاثنين مدن باكستانية مختلفة مسيرات مؤيدة للمؤسسة العسكرية والجيش، شهدت العاصمة إسلام أباد مسيرة للتحالف الحاكم ضد المؤسسات القضائية وما وصفه بانحيازها إلى حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان.

وكانت المدن الباكستانية قد شهدت أمس الإثنين مظاهرات ومسيرات حاشدة شارك فيها مئات من المواطنين ونشطاء المجتمع المدني دعما للقوات المسلحة والجيش الباكستاني، وذلك على خلفية أحداث توتر شهدتها باكستان في التاسع والعاشر من الشهر الجاري، حيث تمت مهاجمة مقار الجيش في مختلف المدن الباكستانية بعد أن اعتقلت السلطات رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان في قضية فساد.

ورفع المتظاهرون الذين كان معظمهم من أنصار التحالف الحاكم وأنصار الأحزاب الدينية وغيرها، هتافات تؤيد المؤسسة العسكرية وتدين ما حصل في حقها خلال ذلك اليومين.

وكانت الأحزاب والمؤسسات الدينية قد عقدت مؤتمرات واجتماعات أمس الإثنين وفي يوم الأحد في مختلف المدن الباكستانية تأييدا للمؤسسة العسكرية وتنديدا لما قام به المتظاهرون من الهجمات على مقار تلك المؤسسة، التي وصفها بعضهم بأنها تمثل خط الدفاع الأول عن سيادة الدولة وأمنها واستقرارها.

على الضفة الأخرى، شهدت العاصمة الباكستانية إسلام أباد مسيرة حاشدة من أنصار التحالف الحاكم يقودها زعيم التحالف من أجل الديمقراطية المولوي فضل الرحمن صوب العاصمة ووصل أنصاره إلى أمام المحكمة العليا للتنديد بما وصفه بانحياز المؤسسة إلى حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان.

وعلى الرغم من تدخل الداخلية إلا أن أنصار التحالف عبروا كل الحواجز الأمنية ووصلوا إلى داخل المنطقة التي تسمى بـ"ريد زون"، والتي يقع في داخلها مقر المحكمة العليا والبرلمان ومكتب الرئيس ورئيس الوزراء وغيرها.

 وفي نهاية اليوم أعلن زعيم التحالف المولوي فضل الرحمن إنهاء المسيرة والاعتصام مع التنديد بما تقوم به المحكمة العليا من الانحياز إلى حزب عمران خان.

وكانت جلسة البرلمان الخاصة أمس الاثنين قد شهدت خطابات من قبل الوزراء، ونواب التحالف الحاكم ضد المؤسسة القضائية متهمة إياها بأنها تنحاز إلى حزب عمران خان وتشجعه على أعماله المناهضة للمؤسسة العسكرية والحكومة.

دعوات للدفاع عن القضاء واستمرار حملة الاعتقالات

في المقابل، دعا رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان أنصاره إلى التأهب من أجل حركة شعبية واسعة لدفاع عن المؤسسة القضائية، مؤكدا في تغريدة له على تويتر أن المؤسسة القضائية الوحيدة التي يمكن لها الدفاع عن الديمقراطية في البلاد.

في الأثناء تواصل الحكومة حملة اعتقالات في صفوف قيادات وأنصار حزب عمران خان، حيث اعتقلت أمس عشرات من نشطاء حزب خان بينهم الوزير السابق والقيادي في الحزب شهريار أفريدي، كما داهمت القوات الخاصة مرتين خلال يومين ماضيين منزل وزير الداخلية السابق شيخ رشيد، ولكنه لم يكن في منزله في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام أباد.

دعا رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان أنصاره إلى التأهب من أجل حركة شعبية واسعة من أجل الدفاع عن المؤسسة القضائية

وأعلن عمران خان أمس، في تصريح له، أن الحكومة الباكستانية اعتقلت حتى الآن أكثر من سبعة آلاف من أنصار وقيادات حزبه، داعيا إلى إجراء تحقيقات نزيهة في البلبلة التي حصلت بعدما اعتقلته الحكومة في التاسع من الشهر الحالي.

وكان مجلس قادة الفيالق في الجيش الباكستاني قد شدد أمس الاثنين أن التعامل مع من هاجم مقرات الجيش عقب اعتقال عمران خان لا بد أن يكون شديدا وبكل حزم، مؤكدا أن الجيش الباكستاني لا يساوم مع من يهاجم مقاره ومراكزه.

جلسة لمناقشة الوضع السائد

ويتوقع أن يعقد مجلس الأمن الوطني اليوم في العاصمة إسلام أباد جلسة لمناقشة الوضع السائد في البلاد، تحديدا ما حصل بعد اعتقال عمران خان من أعمال شغب وبلبلة.

يذكر أن هيئة المحاسبة الوطنية اعتقلت عمران خان في التاسع من الشهر الحالي في قضية فساد تسمى "قادر ترست"، حينها خرج أنصاره إلى الشوارع وشهدت مدن باكستانية مختلفة أعمال شغب أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، كما قام المتظاهرون بإحراق مقار الجيش والشرطة والمكاتب الحكومية.

بينما نفى عمران خان ضلوع أنصاره في ذلك، مؤكدا أن هناك جهات تسعى لتورط حزبه وفرض القيود عليه وزج قياداته في السجون ومن أجل ذلك قاموا بتلك الأعمال وهي مدبرة من قبل جهة لم يسمها، مطالبا بإجراء تحقيقات نزيهة في ذلك.