مسيرات الضفة الأسبوعية: الاحتلال يطلق الرصاص الحي ويعرقل مشاركة الصحافيين والناشطين

27 نوفمبر 2020
تواصل قوات الاحتلال قمع المسيرات الأسبوعية (Getty)
+ الخط -

قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرات السلمية الأسبوعية، التي خرجت في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، تنديدا بمواصلة التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي ومنع أصحابها من الوصول إليها، حيث أصيب العشرات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبالاختناق بالغاز المسيل للدموع.

وإلى الشرق من رام الله وسط الضفة الغربية، أصيب شابان في قرية كفر مالك اليوم الجمعة، بالرصاص أحدهما في قدمه، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، بعد قمع قوات الاحتلال للمسيرة السلمية التي خرجت هناك رفضاً لإقامة بؤرة استيطانية في منطقة "عين سامية" على أطراف القرية.

وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إن المسيرة انطلقت بعد أداء صلاة الجمعة اليوم، من وسط القرية، باتجاه الأراضي المستهدفة بالاستيطان، إلا أن قوات الاحتلال منعت المشاركين بها من الوصول إلى الأراضي، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز والصوت، وأصيب شابان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في القدم، وآخرون بالاختناق، عولجوا ميدانياً.

وبدأت محاولات المستوطنين السيطرة على المنطقة التي تزيد مساحتها عن مئات الدونمات الزراعية قبل أكثر من عام، عندما وضع مستوطنون خياماً بالقرب من عين سامية شرق الواقعة شمال شرقي مدينة رام الله، ما خلق مخاوف لدى الأهالي من تحولها إلى بؤرة استيطانية، ولاحقاً إلى مستوطنة كبيرة يصعب إزالتها.

وتعد المنطقة واحدة من أهم مناطق الضفة الغربية زراعياً، حيث تزرع بالحبوب، والزعتر، والحمضيات والخضار، وما لعب دورا في ذلك كونها غنية بالمياه، إذ يوجد في "عين سامية" ست آبار مياه، تزود غالبية بلدات شرقي رام الله بمياه الشرب، منذ ستينيات القرن الماضي.

أما في قرية بيت دجن، شرق نابلس، شمال الضفة الغربية، فقد أصيب خمسة عشر مواطناً فلسطينيًا بينهم إصابتان بالرصاص المعدني، نقلتا إلى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس للعلاج.

وأشار الناشط محمد أبو ثابت، لـ"العربي الجديد"، إلى أن جنود الاحتلال الإسرائيلي لم يمهلوا المشاركين في المسيرة للوصول إلى الأراضي المهددة بالاستيطان شرق القرية، حيث بادروهم بإطلاق الرصاص الكثيف، ما أدى إلى إصابة شابين، الأول برصاصة في أذنه والثاني في منطقة الحوض، ونقلا فورًا بسيارات الإسعاف للمستشفى، كما أصيب أكثر من عشرة آخرين بالاختناق الشديد، بعد استخدام جنود الاحتلال لغاز الفلفل السام.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأوضح أبو ثابت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، شددت منذ ساعات صباح اليوم، من إجراءاتها حول قرية بيت دجن، للحيلولة دون وصول الطواقم الصحافية والناشطين للمشاركة في التظاهرة الشعبية التي خرجت عقب صلاة الجمعة من مسجد القرية الكبير.

كما أغلقت جرافات الاحتلال بالصخور والأتربة طريقاً يربط القرية بالأغوار الفلسطينية من الجهة الشمالية الشرقية للغاية ذاتها، فيما كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت القرية فجر اليوم، واعتقلت أربعة مواطنين من بينهم شقيقان، بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها.

من جانب آخر، أصيب عدد من الشبان الفلسطينيين برصاص الاحتلال المعدني المغلف بالمطاط، اليوم الجمعة، خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية، والمناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاماً لصالح مستوطنة "قدوميم" المقامة على أراضي كفر قدوم.

ووفق منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد اشتيوي، فقد هاجم جنود الاحتلال المشاركين بالمسيرة، مطلقين الرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع تجاههم، ما أدى إلى إصابة أربعة شبان بالرصاص والعشرات بالاختناق.

ولفت اشتيوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الشبان الفلسطينيين تمكنوا مجددًا من كشف الكمائن التي نصبتها قوات الاحتلال بين الأشجار وفي المنازل المهجورة بهدف اعتقال الشبان، ما دفع الجنود لقمع المسيرة بكل قوة.

من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني: "تعاملنا مع إصابة شاب برأسه بالرصاص المطاط خلال مواجهات كفر قدوم، ونقل إلى مستشفى رفيديا بمدينة نابلس".

وكانت المسيرة قد انطلقت عقب صلاة الجمعة من مسجد قرية كفر قدوم، بمشاركة واسعة من أبنائها، الذين رددوا الشعارات الوطنية المناهضة للاحتلال، والرافضة لمواصلة التوسع الاستيطاني.