مستوطنون يهاجمون مسيرة فلسطينية بالرصاص والكلاب

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
18 ديسمبر 2020
مستوطنون يهاجمون بالأسلحة والكلاب مسيرة شعبية شرقي رام الله
+ الخط -

أصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات شعبية سلمية ضد إقامة بؤر استيطانية في عدة مناطق من الضفة الغربية، تزامناً مع مهاجمة مستوطنين مسيرة شعبية فلسطينية رافضة لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي منطقة "راس التين" شرق رام الله (وسط).

وهاجم مستوطنون، ظهر اليوم الجمعة، بالرصاص والكلاب البوليسية، مسيرة شعبية فلسطينية رافضة لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي منطقة "راس التين" شرقي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وذلك على مرأى من قوات الاحتلال الإسرائيلي وبحمايتها.

وتجمّع عشرات المستوطنين المسلحين بالمسدسات والعصي والكلاب البوليسية وهاجموا المسيرة الشعبية التي ينظمها نشطاء في المقاومة الشعبية، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، وأهالي قريتي كفر مالك والمغير والقرى المجاورة، وحين وصولهم إلى البؤرة الاستيطانية التي أقامها مستوطنون قبل أكثر من شهر في منطقة "راس التين"، أطلقوا الرصاص باتجاههم، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وحينما تصدى الفلسطينيون لهم بالحجارة، تدخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لحماية أولئك المستوطنين، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين بالمسيرة.

 

 

في حين، انتقلت المواجهات إلى مداخل قرى المغير وكفر مالك، وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وأوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، في حديث لـ"العربي الجديد" في تعقيبه على أن ما يسمى بـ"شبيبة التلال" وهم مجموعات من المستوطنين تنفذ اعتداءات بحق الفلسطينيين ويحاولون إقامة تلك البؤر الاستيطانية، "أن ظاهرة (شبيبة التلال) ظهرت في تسعينيات القرن الماضي، في أواخر حكومة إسحاق رابين وتواصلت بدعم كل الحكومات الإسرائيلية، بحيث يتم تبني فكر (المستوطنون يسيطرون وجيش الاحتلال يحمي)، وهي امتداد لذات الفكرة التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي".
وأشار الهندي إلى أن هذه المجموعات مدعومة من طرفين، هما: "الحكومات الإسرائيلية، والجمعيات اليهودية في الولايات المتحدة"، ولولا هذا الدعم لما قامت هذه المجموعات بما قامت به، وكل ذلك بهدف نشر أكبر عدد ممكن من البؤر لعل وعسى أن يتم الاعتراف بها مستقبلاً وكذلك من أجل محاصرة التجمعات الفلسطينية.
بدوره، أكد عبد الفتاح حمايل من أهالي كفر مالك، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الأهالي موجودون في هذه الفعاليات للأسبوع الخامس على التوالي من أجل مواجهة هذه البؤرة الاستيطانية، مشيراً إلى أن الأهالي سوف يواصلون الفعاليات الجماهيرية والشعبية حتى يتم إخلاء هذه البؤرة والحفاظ على أملاك وأراضي المواطنين الفلسطينيين من أهالي المغير وكفر مالك.
وحول حديث الاحتلال عن ضرورة وقف الفعاليات مقابل إزالة البؤر الاستيطانية، قال حمايل: "هذا طرح استفزازي، كان يفترض إزالة المستوطن الذي أقام البؤرة الاستيطانية، لكن جيش الاحتلال غير جاد بذلك".
بدوره، قال المدير العام لدائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية عبد الله أبو رحمة لـ"العربي الجديد": "إن هذه البؤر الاستيطانية مدعومة من أحزاب يمينية بهدف انتشارها بالضفة، وما يحصل من سن لقوانين يأتي في سياق شرعنة تلك البؤر الاستيطانية وإقامة تواصل بين المستوطنات بالضفة الغربية، رغم أنها غير شرعية لكنهم يقومون بتوسيعها وتوفير البنى التحتية لأجل شرعنتها، ولكن يجب علينا محاربتها قبل تثبيتها".

 

وحول الحديث عن تثبيت نحو 70 بؤرة استيطانية بالضفة الغربية، قال أبو رحمة: الذي يسيطر على الحكم في إسرائيل اليمين المتطرف ويمكن أن يمرر مثل هذه القوانين، ونحن ننظر بعين الخطورة لذلك، وندعو المجتمع الدولي لوقف هذه البؤر الاستيطانية".

قمع مسيرة سلمية تتصدّى لبؤرة استيطانية في سلفيت
في موازاة ذلك، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية كانت تحاول الوصول إلى أراضٍ مهددة بالمصادرة لصالح إقامة بؤرة استيطانية في المنطقة الغربية من مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية، ما أدى إلى إصابة أحد المشاركين بقنبلة صوت مباشرة، وفق ما أفاد به الناشط ضد الاستيطان في سلفيت مراد سمارة في حديثه لـ"العربي الجديد".
وبعد أن أدى العشرات من الأهالي والنشطاء، صلاة الجمعة، في استاد سلفيت الرياضي القريب من مكان البؤرة الاستيطانية والمخطر هو أصلاً بالإزالة، حاول المشاركون الوصول إلى منطقة "الراس" المهددة بالاستيطان، لكن قوات الاحتلال قمعتها ومنعت المشاركين من الوصول إليها وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت، ما أوقع إصابة بقنبلة صوت مباشرة لأحد المشاركين، فيما استبقت قوات ذلك الفعالية بمنع غير أهالي سلفيت من دخولها.
في حين انطلق المئات من أهالي بلدة بيت دجن في نابلس والنشطاء بمسيرة سلمية إحياء للذكرى السابعة عشرة لاستشهاد أحد أبناء البلدة فادي حنيني، وضد إقامة بؤرة استيطانية في المنطقة الشمالية الشرقية من أراضي البلدة، وحاول المشاركون الوصول إلى مكان البؤرة والأراضي المهددة بالاستيطان، لكن قوات الاحتلال قمعت المشاركين وأطلقت باتجاههم قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أوقع عشرات الإصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع عولجت ميدانياً.
وقال الصحافي محمد أبو ثابت من أهالي بيت دجن لـ"العربي الجديد" إن "الأهالي يواصلون مسيراتهم ضد إقامة البؤرة الاستيطانية منذ أكثر من شهرين، وهذه المرة الثالثة التي يزيل فيها جيش الاحتلال بؤرة استيطانية في تلك الأراضي أقامها مستوطن، لكنه يعاود ويقيم البؤرة مجدداً بعد نصب حظائر للأغنام وبيت متنقل للسكن". فيما أشار أبو ثابت إلى أن الأهالي رغم مواصلتهم في الإطار الشعبي ضد البؤرة الاستيطانية فهم أيضاً يواصلون حراكاً قانونياً من خلال تقديم شكاوى ضد المستوطن، إذ إنهم يمتلكون أوراقًا ثبوتية بأراضيهم.

 

على صعيد منفصل، أسقط شبان فلسطينيون طائرة مسيرة مخصصة لإلقاء قنابل غاز مسيل للدموع، فيما أصيب العشرات بالاختناق الشديد خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاماً لصالح مستوطنة "قدوميم" المقامة عنوة على أراضي القرية.
وأفادت مصادر محلية بأن الطائرة أسقطت فيما كان جندي يحاول توجيهها لإطلاق قنابل غاز باتجاه الشبان المشاركين في المسيرة قبل أن يتمكن الشبان من تحطيمها بالكامل وإلقائها باتجاه الجنود الذين اقتحموا القرية بشكل جنوني وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز مستهدفين منازل المواطنين، ما اوقع عشرات الإصابات بالاختناق بينها الطفلة نور مراد (14 عاماً) التي أصيبت بالتشنج والإغماء وتم التعامل مع جميع الحالات من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأشارت المصادر إلى قيام جنود الاحتلال بالاعتداء على الصحافيين الذين حضروا لتغطية أحداث المسيرة، بهدف الضغط عليهم لتسليم كاميراتهم التي وثقت الحدث من دون أن يفلحوا في ذلك.
كذلك، هاجم مستوطنون، اليوم الجمعة، مركبات المواطنين الفلسطينيين على شارع جنين - نابلس، قرب بلدة سيلة الظهر جنوب جنين شمال الضفة الغربية، بالحجارة والزجاجات الفارغة، ما أدى إلى تحطيم زجاج 4 مركبات.

ذات صلة

الصورة
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش / 3 يونيو 2024 (Getty)

سياسة

أعلن وزير المالية  الإسرائيلي والوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، أن العمل نحو فرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة قد بدأ
الصورة

سياسة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بلدة عزون شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط انتشار عسكري كثيف
الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة
الصورة
الاحتلال الإسرائيلي يمنع قطف الزيتون في قرية بركة، رام الله في 20 أكتوبر 2024 (الأناضول)

اقتصاد

منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، مزارعين فلسطينيين ومتضامنين من الوصول إلى الأراضي لقطف الزيتون في قرية برقة شرق رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.