اقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى، في أول أيام "عيد المساخر" اليهودي، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، التي شددت من تدابيرها الأمنية في ساحات المسجد وعلى أبوابه بالقدس المحتلة، وكذلك عند أبواب البلدة القديمة، للحيلولة دون وصول أعداد كبيرة من المقدسيين، تلبية لدعوة حراكات شبابية للتصدي لتلك الاقتحامات.
وتقدم المجموعات المقتحمة الحاخام المتطرف يهودا غليك، ورؤساء جمعيات استيطانية، وعدد كبير من مسؤولي الوزارات المختلفة الذين ارتدى العديد منهم لباس الكهنة، فيما أقامت مجموعات من المقتحمين حلقات رقص وغناء عند أبواب المسجد، خاصة باب السلسلة، لدى مغادرتها باحاته.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، وصف مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني ما جرى اليوم من اقتحامات بحماية قوات الاحتلال بـ"العدوان الجديد على المسجد الأقصى وعلى المرابطين فيه، حيث منع كثيرون من الوصول للمسجد، وأُخرج بعض الشبان بالقوة من الساحات".
ودعا الكسواني الفلسطينيين إلى "تكثيف تواجدهم في المسجد الأقصى، خاصة مع استمرار الاقتحامات واتساع نطاقها اليوم وغداً، كما تعلن جماعات التطرف اليهودية"، مشيراً إلى أنّ "أكثر من 15 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى منذ مطلع العام الحالي، وهو عدد كبير من المقتحمين".
في سياق متصل، أكد الشيخ الكسواني رفض إدارة الأوقاف الإسلامية توجّهَ سلطات الاحتلال إلى فتح أبواب الأقصى لاقتحامات المستوطنين للمسجد في العشر الأواخر من رمضان، كما يرد من تصريحات لوزير الأمن القوي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، محذراً من النتائج المترتبة عن هكذا خطوة.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت، صباح اليوم، المرابطة المقدسية نفيسة خويص من شارع الواد بالبلدة القديمة بعد منعها من دخول الأقصى.
ودعت جماعات المعبد المتطرفة، في وقت سابق من أمس الإثنين، إلى اقتحام واسع للأقصى اليوم، وغداً الأربعاء، بمناسبة "عيد المساخر"، وحضت أتباعها على التنكر بزي "كهنة المعبد" تكريساً للحضور الديني اليهودي في الأقصى.
و"عيد المساخر" العبري (البوريم) هو عيد ثانوي في التعاليم التوراتية، يحتفل به بالملابس التنكرية والإفراط في الشراب، وتتخذه جماعات الهيكل منطلقاً لتعبئة جمهورها استعداداً للاستفزازات الكبرى في الفصح العبري الذي يحل هذا العام في الأسبوع الثالث من رمضان ما بين 6 إلى 12 من شهر إبريل/نيسان.
وحثت جماعات المعبد جمهور متطرفيها هذا العام على "التنكر" بـ"لباس الكهنة" الأبيض خلال اقتحامهم للأقصى، في إطار سعيها المستمر للتأسيس المعنوي للمعبد المزعوم عبر إحياء كل الطقوس والرموز التوراتية المتعلقة به، وعلى رأسها طبقة الكهنة التي من المفترض أن تقود الصلوات التوراتية في المسجد الأقصى.
وفي حديث لـ"العربي الجديد" تعليقاً على ذلك، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، من "خطورة هذه الدعوات التي ستؤجج المواجهة هنا في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية"، داعياً إلى "لجم هذه الجماعات التي تحظى بدعم كبير من قبل حكومة الاحتلال ووزيرها المتطرف إيتمار بن غفير".
في سياق آخر، اقتحم نحو 100 مستوطن، اليوم الثلاثاء، بلدة كفل حارس بمحافظة سلفيت شمالي الضفة الغربية، واعتدوا على المقامات الإسلامية الموجودة فيها، وأدَّوا صلوات تلمودية وحفلات تنكرية في البلدة، ورددوا هتافات وشعارات عنصرية.
من جانب آخر، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة حوسان في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم، الفتى عمار طلال عاصي (15 عاماً)، بعدما داهمت منزل ذويه في بلدة قراوة بني حسان، غرب سلفيت.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين من بلدة تقوع في بيت لحم، ثم أفرجت عنهم بعد ساعات.