مستوطنون يقتحمون الأقصى برأس السنة العبرية وإغلاق الحرم الإبراهيمي

07 سبتمبر 2021
تتواصل استفزازات المتطرفين اليهود (الأناضول)
+ الخط -

كثف المستوطنون، منذ ساعات صباح اليوم الثلاثاء، اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بمناسبة رأس السنة العبرية بمشاركة كبار الحاخامات، وعلى رأسهم المتطرف يهودا غليك، فيما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحرم الإبراهيمي في الخليل جنوبيّ الضفة الغربية المحتلة.

وأفاد حراس المسجد الأقصى، مفضّلين عدم ذكر اسمهم، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنّ عشرات المستوطنين شاركوا بهذه الاقتحامات المستمرة حتى اللحظة بقيادة الحاخام يهودا غليك الذي ألقى على مرافقيه من المقتحمين مواعظ ودروساً تلمودية وسط محاولات لأداء بعض الطقوس، مرتدين ملابس خاصة.

وتزامنت هذه الاقتحامات مع تشديد قوات الاحتلال الإسرائيلي تدابيرها الأمنية في البلدة القديمة من القدس ومحيطها وعند بوابات المسجد الأقصى، حيث أخضعت للتفتيش العشرات من الشبان.

وكانت ما تسمى "منظمات الهيكل" قد دعت أتباعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى تنفيذ اقتحامات جماعية وأداء شعائر تلمودية وطقوس توراتية في الأقصى خلال فترة الأعياد التي تستمر خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

وأعلن عدد من الحاخامات، من بينهم غليك، اعتزامهم أداء ما أطلقوا عليه "السجود الملحمي" داخل الأقصى إلى جانب النفخ في البوق من داخل ساحات المسجد الأقصى، حيث قدموا طلباً رسمياً لرئيس الحكومة الإٍسرائيلية، نفتالي بينيت، للسماح لهم بالنفخ بالبوق داخل الأقصى اليوم وغداً الأربعاء.

من ناحيتها، دعت المرجعيات الدينية والوطنية في القدس المواطنين المقدسيين ومن الداخل الفلسطيني إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، والتصدي لمن يريدون اقتحامه والاعتداء عليه.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، اعتبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، الاقتحامات التي جرت اليوم، والتهديد بإقامة صلوات خاصة والنفخ في البوق بأنها "عدوان على حرمة المسجد الأقصى ومكانته لدى المسلمين".

وقال صبري: "هم يريدون ترسيخ محاولاتهم لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، وبالتالي نحن نحذر من هذا الذي يجري ومن الأخطار الكبيرة المحدقة بالأقصى".

في سياق متصل، أصدرت سلطات الاحتلال أمراً عسكرياً يمنع بموجبه سليمان أحمد إغبارية من قيادات الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني من دخول القدس لمدة 6 أشهر. واستناداً إلى الأمر العسكري، تبدأ فترة الإبعاد عن القدس اعتباراً من 5 سبتمبر/أيلول ولغاية 4 مارس/آذار 2022. ويشمل الأمر منع إغبارية من دخول نحو 22 حياً من أحياء القدس المحتلة.

في الأثناء، اعتقلت شرطة الاحتلال الشاب فتحي الجمل من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 من داخل مصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك، بتهمة التكبير بالتزامن مع اقتحام المستوطنين.

وأغلقت سلطات الاحتلال، منذ الليلة الماضية، ولمدة 24 ساعة، جميع أروقة الحرم الإبراهيمي وساحاته في مدينة الخليل جنوبيّ الضفة الغربية أمام المصلين، بحجة تأمين احتفال المستوطنين بـ"عيد رأس السنة العبرية"، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة.

وأوضح أبو سنينة أنّ قوات الاحتلال أغلقت الحرم وجميع مرافقه بدءاً من الساعة العاشرة مساءً من ليل الاثنين، وتستمر حتى العاشرة من ليل الثلاثاء، ولم تسمح للفلسطينيين، وحتى موظفي الحرم من دخوله، بحجة احتفال اليهود بعيد رأس السنة العبرية.

واقتحمت قوات الاحتلال المدخل الغربي لمدينة جنين شمالي الضفة الغربية ونشرت فرقة مشاة في سهل مرج ابن عامر، ودقق جنود الاحتلال في بطاقات هويات المواطنين. ونصبت، مساء أمس، حاجزاً عسكرياً قرب قرية دير أبو ضعيف الرابط في قرى شرق جنين، وشرعت بتفتيش المركبات.

واستدعت مساء أمس والد الأسير أيهم كممجي وشقيقه من قرية كفردان غربي جنين، لمراجعة مخابراتها في معسكر سالم، وطالب ضابط في مخابرات الاحتلال الوالد بتسليم نجله، مهدداً بتصفيته جسدياً إذا لم يسلّم نفسه.

وفي قرية بئر الباشا جنوب جنين، نشرت قوات الاحتلال فرقة مشاة في سهل القرية وبين كروم الزيتون، وشنت حملة تمشيط وتفتيش واسعة بحثاً عن الأسير يعقوب قادري.

كذلك شنت قوات كبيرة من جيش الاحتلال حملات تمشيط وتفتيش واسعة في جبال قريتي جلبون وفقوعة شمال شرقي جنين.

وتأتي هذه الإجراءات الإسرائيلية تزامناً مع عمليات البحث والملاحقة لستة أسرى تمكنوا فجر أمس الاثنين، من الفرار من سجن جلبوع بعد حفر نفق أرضي من داخل زنزانتهم.

إلى ذلك، أعادت قوات الاحتلال إغلاق البوابة الحديدية المؤدية إلى مخيم الجلزون شمالي رام الله وسط الضفة، ومنعت مركبات المواطنين من الدخول أو الخروج من المخيم، ومن المرور من شارع نابلس المحاذي لمدخله، ما اضطر المواطنين إلى سلوك طرق بديلة للوصول إلى مدينتي رام الله والبيرة.

واعتقلت قوات الاحتلال مساء أمس شاباً من طوباس في أثناء عودته من مكان عمله داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

المساهمون