كشفت القناة الإسرائيلية العامة "كان 11"، عن نية مجموعات من المستوطنين اليهود وعناصر اليمين المتطرف، اقتحام حيّ الشيخ جراح في القدس، وتكثيف وجودهم فيه خلال شهر رمضان، بحجة حماية المستوطنين اليهود في الحي، بالتزامن مع نشاط الجمعيات الاستيطانية ودولة الاحتلال الرامي إلى طرد عائلات فلسطينية من الحي.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه المنظومة الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال استعداداتها لمواجهة احتمالات اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، والبلدة القديمة بالقدس والمسجد الأقصى، بزعم محاولات ونشاط فصائل فلسطينية، ولا سيما حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي لتفجير الأوضاع في شهر رمضان.
وأشارت القناة إلى أن مجموعات من اليهود المسلحين وعناصر المستوطنين الذين تطلق عليهم دولة الاحتلال والإعلام الإسرائيلي "فتية التلال" (مجموعات من المستوطنين المسلحين الذين يقومون يومياً باعتداءات خطيرة على الفلسطينيين في مناطق سي، ولا سيما قرى جنوب الخليل ومسافر يطا والأغوار الشمالية) تعتزم تكثيف وجودها في حي الشيخ جراح، بحجة حراسة وتأمين بيوت المستوطنين اليهود في الحي، على غرار ما قامت به هذه المجموعات الفاشية خلال هبّة أيار/مايو في العام الماضي إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفجّر المستوطنون خلال الهبّة الماضية أعمال عنف واعتداءات على المدن الساحلية التاريخية التي تطلق عليها إسرائيل اسم "المدن المختلطة"، ولا سيما يافا واللد والرملة وعكا، حيث شهدت هجمات للمستوطنين واعتداءات أدت إلى إصابة واعتقال العديد من الفلسطينيين، فضلاً عن استشهاد الشاب موسى حسونة من مدينة اللد، إثر اعتداء وحشي.
ولفت التقرير إلى أن الشرطة الإسرائيلية خففت أخيراً من وجودها الميداني في الحي، لكنها وضعت شبكات مراقبة واستشعار إلكترونية تغطي الحي بأكمله بهدف مراقبته على مدار الساعة.
ويأتي الإعلان عن هذه المجموعات بعد أسبوعين من إعلان تشكيل مليشيا يمينية فاشية في النقب تحت مسمى "سرية برئيل"، بزعم "تأمين السكان اليهود"، فيما اعتدى عناصرها جسدياً على سكان فلسطينيين من عرب النقب، وهم يلبسون زياً شبيها بزي الوحدات الخاصة.
وادعت الشرطة الإسرائيلية، في حينه، أنها لن تشارك في مؤتمر الإعلان عن هذه المليشيات، لأسباب قانونية شكلية تتصل بجمع تبرعات لهذه المليشيا، علماً بأن عناصر من هذه المليشيا أقروا بأن إقامة مجموعتهم كان على أساس مشاورات واتصالات طويلة مع الشرطة الإسرائيلية بدأت منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.