استمع إلى الملخص
- أظهرت كاميرات المراقبة تسلل ثلاثة مستوطنين إلى المسجد وإلقاء مواد حارقة، فيما تمكن الأهالي من السيطرة على الحريق الذي ألحق أضراراً جزئية بالمسجد.
- نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالاعتداء، واعتبرته جزءاً من حملة تحريضية ضد الفلسطينيين، مطالبة بتفعيل نظام الحماية الدولية ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.
أحرق مستوطنون، فجر اليوم الجمعة، مسجداً في قرية مردا شمال سلفيت، شمالي الضفة الغربية، وخطّوا شعارات عنصرية على جدرانه. وأفادت مصادر محلية بأن الأهالي تمكنوا من السيطرة على الحريق الذي طاول المدخل الخارجي للمسجد وأدى إلى أضرار جزئية.
واعتبر السكان في بلدة مردا أن حرق "مسجد بر الوالدين" وخطّ شعارات عنصرية إنذارٌ بمزيد من الاعتداءات وناتجٌ عن تحريض وحماية من الحكومة الإسرائيلية. وأظهرت مقاطع مصورة لكاميرات مراقبة تسلل ثلاثة مستوطنين إلى المسجد، وخطّ الشعارات قبل إلقاء مواد حارقة بداخله.
#شاهد | مشاهد تظهر تسلل المستوطنين إلى قرية مردا شمال سلفيت بعد منتصف الليلة الماضية وإحراق مسجد وخط عبارات معادية للعرب والفلسطينيين عليه pic.twitter.com/tyfDwJoUMa
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 20, 2024
وبلدة مردا تجاور مستوطنة "أرئيل"، ويحيط بها جدار سلكي، فيما تُغلق إسرائيل مداخلها ببوابات عسكرية بشكل شبه دائم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال عصمت الخفش، وهو من سكان الحي وشاهد عيان: "استفاق الفلسطينيون فجراً على إلقاء مجموعة من المستوطنين مواد حارقة في المسجد بعد كسر إحدى بواباته". وأشار في حديثه للأناضول إلى أن "أضراراً كبيرة لحقت بالمسجد، قبل أن يتمكن السكان من إخماد النيران". وعن كتابات باللغة العبرية، قال: "خطّوا عبارات عنصرية منها: الموت للعرب، نحرق المسجد ونبني مكانه كنيساً".
إلى ذلك، قالت الشرطة وجهاز الأمن الداخلي في إسرائيل (شين بيت)، في بيان مشترك، إنهما فتحا تحقيقاً في حادث حرق وتخريب مسجد في بلدة مردا. وذكر البيان أنه فُتح التحقيق بعد تقييم الوضع، إذ يقوم الضباط بجمع الأدلة والنتائج من موقع الحادث، بحسب ما ذكرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة.
وأضاف البيان: "ننظر إلى الحادث بخطورة وسنعمل بإصرار على تقديم المسؤولين عنه إلى العدالة"، وهو تصريح يناقض تصرفات الشرطة الإسرائيلية على أرض الوقع، إذ تعاون عناصرها في حوادث كثيرة مع المستوطنين في مصادرة ممتلكات الفلسطينيين، وفي حوادث أخرى تغاضت الشرطة عن هجمات شنها مستوطنون على منازل الفلسطينيين في عدة مناطق، خصوصاً التجمعات البدوية في شرق الضفة.
من جانبها، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، الجمعة، بإحراق المسجد، ووصفت الاعتداء بأنه "عنصري بامتياز"، وقالت إنه "ترجمة لحملات تحريض واسعة ضد الشعب الفلسطيني، يمارسها أركان اليمين المتطرف الحاكم". وأكدت أنه "يشكل امتداداً لمسلسل طويل من انتهاكات وجرائم مليشيات المستوطنين المسلّحة والمنظمة المدعومة رسمياً من حكومة نتنياهو".
وطالبت مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بسرعة "تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية فوراً، واتخاذ إجراءات ملزمة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الداعية لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين".
(الأناضول، العربي الجديد)