قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، محمود عباس زادة مشكيني، اليوم الأحد، إنه "سيجري التوصل إلى اتفاق" خلال مفاوضات فيينا "قبل نهاية العام 1400" الإيراني، الذي سينتهي في 21 مارس/آذار المقبل.
وأكد مشكيني، وفقاً لما أورده موقع "خبرأونلاين" الإيراني، أن "ما يهمنا ليس متى سنصل إلى نتيجة، بل ما يهمنا هو التوصل إلى نتيجة جيدة"، قائلاً: "يمكن التوصل إلى اتفاق جيد على قاعدة رابح ـ رابح، وذلك على الرغم من أن الغربيين، وخاصة الأميركيين، يسعون لفرض اتفاق سيّئ علينا".
وأضاف المسؤول الإيراني ذاته أن "ظروف البلاد خلال المفاوضات النووية جيدة للغاية، فنحن من يتحكم بالميدان (المفاوضات)، ونحن في موقف أقوى"، لافتا بقوله: "كما اعترف الغربيون، فقد تجاوزنا العقوبات، ونمتلك أوراقاً ذهبية وجيدة للعبة في ميدان المفاوضات"، على حد تعبيره.
وشدد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان على أن "إيران لن ترضخ لاتفاق سيّئ"، عازياً التصريحات الغربية عن نفاد الوقت في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي إلى "محاولاتهم لممارسة الضغط" على إيران. واعتبر تلك التصريحات "حرباً نفسية"، مشدداً بالقول: "نحن لن نتعامل بانفعال، ولن نلعب وفق برنامجهم".
ويأتي التفاؤل الإيراني بالتوصل إلى اتفاق خلال الشهرين المقبلين، فيما تواصل الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية الشريكة في الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) إطلاق تحذيرات من نفاد الوقت لإحياء الاتفاق، وسط تقارير غربية بأن فبراير/شباط المقبل آخر مهلة للمفاوضات.
وانطلقت مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن خلال إبريل/ نيسان الماضي، وعقدت حتى الآن سبع جولات منها، والجولة الثامنة ما زالت مستمرة، وهي أطول الجولات.
وتسعى مجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي، والمكونة من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي، إلى تقريب وجهات النظر بين الوفدين الإيراني والأميركي خلال مفاوضات فيينا، وذلك في اجتماعات منفصلة مع الوفدين في فندقي "كوبورغ" و"ماريوت".
وتشهد الجولة الثامنة، أخيراً، اجتماعات مضغوطة، على مستوى لجان الخبراء ورؤساء الوفود بغية التوصل إلى اتفاق.
وفي السياق، عقد كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، مساء أمس السبت، لقاءات مع نظرائه في الدول الأوروبية الثلاث، وممثل الاتحاد الأوروبي.
ويومياً، تعقد لجان الخبراء الثلاث اجتماعات صباحية ومسائية، فضلاً عن لقاءات مسائية بين رؤساء الوفود. واللجان الثلاث، هي لجنة رفع العقوبات، ولجنة المسائل النووية، ولجنة الإجراءات التنفيذية لتنفيذ الاتفاق المحتمل.
وكانت مصادر مطلعة مواكبة للمفاوضات في فيينا قد كشفت، الأسبوع الماضي، لـ"العربي الجديد"، أن "المفاوضات فعلاً دخلت أصعب مراحلها، والنقاشات باتت جوهرية بامتياز".
وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن "القضايا الأساسية الباقية من الجولة السادسة من المفاوضات" في يونيو/حزيران الماضي ما زالت عالقة، ولم يحدث بعد اختراق كبير باتجاه حلها".
غير أنّ المصادر أكدت، لـ"العربي الجديد"، أن "المفاوضات بشأن هذه القضايا تحرز تقدماً من خلال مناقشة حلول ومقترحات أكثر جدية من ذي قبل". وقالت المصادر إن "هناك أربع مسودات أمام المفاوضين للنقاش"، قائلة إن "المسودة الأولى هي نص الاتفاق المحتمل الرئيسي يشمل الخطوط العريضة للاتفاق، والمسودات الثلاث الأخرى هي عبارة عن ملاحق للاتفاق".
في الأثناء، عاد، أمس السبت، الحديث عن فكرة الاتفاق المؤقت خلال مفاوضات فيينا إلى الواجهة مرة أخرى، بعدما كشفت شبكة "إن بي سي" الأميركية عن مسؤولين أميركيين اثنين ومصادر أخرى أن موسكو اقترحت على طهران أخيراً اتفاقاً مؤقتاً خلال مفاوضات فيينا، يقوم على تخفيف واشنطن العقوبات على إيران "بشكل محدود" مقابل إعادة فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت القناة الأميركية عن مصادرها أن الإدارة الأميركية على علم بالمقترح الروسي، مشيرة إلى أن إيران ترفض حتى الآن.