مسؤول عسكري إسرائيلي يحذر من احتمال استغلال نصر الله الأزمة اللبنانية لتعميق هيمنة الحزب وإيران

18 يوليو 2021
أكثر ما يقلق جيش الاحتلال بحسب التقرير هو وضع الجيش اللبناني (العربي الجديد)
+ الخط -

قال تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم، إن قائد الفرقة 19 في جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد شلومي بيندر، حذر مؤخراً في لقاءات وأحاديث مع قادة وضباط في جيش الاحتلال من أن هناك احتمال أن "يشخّص حسن نصر الله الفوضى العامة في لبنان كفرصة لزيادة هيمنة حزب الله وإيران على لبنان".

ولفتت الصحيفة إلى أن العميد المذكور، المسؤول بفعل منصبه عن الحفاظ على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، هو أول مسؤول عسكري يطلق تصريحاً من هذا النوع عند تطرقه للأوضاع السائدة في لبنان. وأضاف بيندر أن جيش الاحتلال "يتابع عن كثب ما يحدث في لبنان، ويواصل العمل للدفاع عن سكان إسرائيل".

وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال يدرس عدة سيناريوهات محتملة للأزمة في لبنان، والتداعيات المحتملة لكل منها على إسرائيل، إذ تستعد مثلاً قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال لسيناريو تدفق لاجئين لبنانيين ومحاولتهم اجتياز الحدود مع إسرائيل ومنها نحو حياه أفضل في الخارج، وتنقل الصحيفة أن هذا السيناريو يعتبر معقولاً للغاية، وأنه لا يستبعد أن يحاول لبنانيون الوصول عبر قوارب إلى شواطئ إسرائيل، على غرار محاولات لبنانيين الوصول إلى قبرص.

لكن أكثر ما يقلق الجيش الإسرائيلي، بحسب التقرير، هو وضع الجيش اللبناني، الذي يعتبر العامل المثبت للاستقرار في لبنان، حيث يرى التقرير أن الجيش آخذ بالانهيار، وأن هناك تقارير عن حالات فرار من الجيش لآلاف الجنود، وأن كثيرين ممن يظلون في الجيش يتبؤون وظائف ثانوية توفر لهم راتباً ثابتاً. ونقلت الصحيفة أن ضابطاً لبنانياً كبيراً قدّر أن يقع الانهيار الكبير في شهر سبتمبر/أيلول القادم، مما سيترك أسلحة متطورة وثقيلة بدون أصحاب أو جهة مسؤولة عنها، ومع ذلك ليس واضحاً ما إذا كان الحزب سيحاول السيطرة عليها أم لا؛ لأن ذلك سيبدو محاولة للسيطرة على الدولة.

ويشير التقرير إلى أن "حزب الله" منشغل مؤخراً بتطوير شبكة لتزويد وتوزيع المواد الأساسية على القرى الشيعية في الجنوب، وهو ما يفسر حالة الاستقرار النسبي جنوبي لبنان، لكن استمرار تدهور الأوضاع في لبنان سيشعل جبهة أخرى هي المخيمات الفلسطينية.

ويكشف التقرير أيضاً أن جيش الاحتلال وإن كان لا يرى فرصا كبيرة لاتجاه إيران لمد نفوذ أكبر في لبنان، بسبب الرفض الشعبي اللبناني لهذا النفوذ؛ فإنه لا يستبعد أن تقوم إيران في حال تواصل تدهور الحال في لبنان بزرع خلايا نائمة عبر استغلال حاجة الكثير من اللبنانيين للمحروقات والمواد الأساسية والغذائية الأخرى، لكن بطرق تختلف عن التي استخدمتها لتنفيذ ذلك في سورية.

ولعل من أشد السيناريوهات التي يضعها الجيش الإسرائيلي لتوقع ما سيواجهه لبنان قتامة هو الادعاء بإمكانية قيام سكان الشمال اللبناني بتقليد النموذج الصومالي، عبر تنظيم جماعات قرصنة للسفن في البحر المتوسط، فيما أكثر ما يقلق جيش الاحتلال حالياً هو ظهور خلايا جهادية نائمة، واتجاهها للمواجهة مع جيش الاحتلال وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.

وكانت القناة الإسرائيلية العامة "كان 11" قد أشارت في تقرير بثته ليلة السبت إلى أن إسرائيل توجهت لعدة دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة؛ محذّرة من سيناريوهات انهيار لبنان والجيش اللبناني، بما يزيد من تعاظم خطر النفوذ الإيراني، كما أن تقارير إسرائيلية سابقة أشارت إلى تقديرات بارتفاع احتمالات مواجهة عسكرية مع "حزب الله" في ظل تدهور الأوضاع في لبنان.

 
المساهمون