استمع إلى الملخص
- علق ترامب على استقالة راي بأنها خطوة إيجابية، مشيداً بمرشحه الجديد كاش باتيل لقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي، ومؤكداً أن باتيل هو الأكثر تأهيلاً للمنصب.
- يواجه كاش باتيل تحديات في الحصول على تأكيد ترشيحه من مجلس الشيوخ بسبب قلة خبرته وتصريحاته المثيرة للجدل، ويحتاج إلى دعم 50 عضواً جمهورياً على الأقل لتأكيد ترشيحه.
قرر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، الاستقالة من منصبه في يناير/كانون الثاني المقبل مع انتهاء فترة الإدارة الحالية للرئيس جو بايدن وبدء تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وطبقاً لبيان أصدره المكتب الصحافي لمكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"، اليوم الأربعاء، أعلن راي أنه "بعد أسابيع من التفكير قررت أن الشيء الصحيح للمكتب هو أن أخدم حتى نهاية الإدارة الحالية في يناير ثم أتنحى".
وأضاف راي في بيانه: "هدفي الحفاظ على التركيز على مهمتنا، وفي رأيي هذه أفضل طريقة لتجنب جرّ المكتب إلى مزيد من التعقيدات". وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" أن راي أكد في اجتماع لموظفي المكتب اليوم أنه سيستقيل مع نهاية فترة إدارة بايدن الشهر المقبل.
ويأتي قرار كريستوفر راي، بالاستقالة بعد إعلان دونالد ترامب نيته استبداله، وترشيحه كاش باتيل مديراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي. ويخدم مديرو مكتب التحقيقات الفيدرالي فترات مدتها 10 سنوات لحماية زعيم المكتب من الضغوط السياسية، ولكن كسر هذه القاعدة ليس جديداً بالنسبة إلى ترامب، الذي طرد جيمس كومي بعد وقت قصير من توليه منصبه في عام 2017 لقيادته مكتب التحقيقات الفيدرالي في أثناء التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وكان دونالد ترامب قد اختار راي مديراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي في أغسطس/ آب 2017، ما يعني أن ولاية راي من المفترض أن تنتهي في 2027.
وقام مكتب التحقيقات الفيدرالي تحت قيادة كريستوفر راي، بتفتيش منتجع دونالد ترامب "مار إيه لاغو" في أغسطس/ آب 2022، واتهم المكتب ترامب بالاحتفاظ بوثائق سرية، وأكد الرئيس المنتخب أكثر من مرة عدم رضاه عما قام به المكتب. وأخيراً أعلن المحقق الخاص جاك سميث، الذي قاد قضيتين جنائيتين ضد ترامب، لدوره في تقويض انتخابات 2020 والاحتفاظ بوثائق سرية، أنه طلب في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت من القضاة المشرفين على تلك القضايا إسقاطها قبل تولي ترامب منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، مستشهداً بسياسة وزارة العدل بعدم مقاضاة رئيس في منصبه.
ترامب يعلّق على استقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي
ومن جانبه، علّق الرئيس المنتخب دونالد ترامب على إعلان نية راي استقالته، قائلاً في بيان له على منصة "سوشال تروث": تُعَدّ استقالة راي يوماً عظيماً لإنهاء تسليح ما أصبح يعرف بوزارة الظلم الأميركية (يقصد وزارة العدل التي حركت تحقيقات ضده). سنستعيد الآن سيادة القانون لجميع الأميركيين".
وأشار إلى أنه تحت قيادة راي، داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي منزله، واصفاً ذلك بأنه غير قانوني ودون سبب، وقال: "عمل كريستوفر راي بعزم من أجل عزلي واتهمني بشكل غير قانوني، وفعل كل شيء للتدخل في نجاح أميركا ومستقبلها، لقد استخدموا إمكاناتهم الضخمة لتهديد وتدمير العديد من الأميركيين الأبرياء". وأشاد ترامب بمرشحه لقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل، ووصفه بأنه الأكثر تأهيلاً للمنصب في تاريخ الوكالة، وأنه "ملتزم المساعدة في ضمان إعادة القانون والنظام والعدالة إلى بلدنا مرة أخرى لجعل المكتب عظيماً مرة أخرى".
باتيل يحتاج إلى تأكيد الترشيح من مجلس الشيوخ
ويواجه مرشح الرئيس دونالد ترامب، كاتش باتيل، حالة من عدم اليقين لاختياره من قبل أعضاء الكونغرس، نظراً لعدم خبرته وتصريحاته المتطرفة. وولد باتيل، البالغ من العمر 44 عاماً، في مدينة نيويورك لأبوين من أصول هندية، ودرس القانون وحصل على شهادة الدكتوراه، وعمل نحو ثلاث سنوات مدعياً عاماً في قضايا الإرهاب في وزارة العدل. واقترب باتيل من دائرة ترامب عام 2018، عندما عمل مساعداً للنائب ديفين نونيس، أكبر جمهوري في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آنذاك، ولعب دوراً ضد تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي على مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية لصالح ترامب، ولاقى دوره إعجاب الرئيس في حينه، فأمر بمنحه وظيفة في طاقم مجلس الأمن القومي. ويدير باتيل حالياً مؤسسة "كاش"، وهي منظمة غير ربحية، قال عنها إنها تساعد بعض عائلات الأشخاص المتهمين في هجوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 على الكونغرس الأميركي.
وكان باتيل قد توعد بطرد موظفين مناوئين لترامب والقضاء على الدولة العميقة حال توليه رئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالي. وقال باتيل: "سأغلق المبنى الرئيسي لمكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن، وأعيد فتحه في اليوم التالي متحفاً للدولة العميقة، ثم سأرسل 7 آلاف موظف يعملون في هذا المبنى لملاحقة المجرمين وتجار المخدرات".
يذكر أن الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ قادرة على تمرير مرشحي ترامب، حيث تُشغل المناصب العليا في الحكومة الفيدرالية من طريق ترشيحات الرئيس، ثم الموافقة عليها بالأغلبية البسيطة (50 زائداً واحداً). لكن ذلك يعني أن اختيارات ترامب تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ. وبدءاً من يناير المقبل، سيتكون المجلس من 53 عضواً جمهورياً مقابل 47 ديمقراطياً، ما يجعل أي ترشيح يحتاج إلى 50 عضواً جمهورياً للموافقة عليه. وبالتالي، إن خسارة أكثر من ثلاثة أعضاء تؤثر كثيراً في حظوظ أي مرشح اختاره ترامب.