مخاوف على مصير السوريين العائدين من حدود بيلاروسيا

09 ديسمبر 2021
سلطات النظام حققت مع بعض العائدين في مطار دمشق الدولي (Getty)
+ الخط -

مع عودة أول دفعة من المهاجرين السوريين من بيلاروسيا إلى دمشق، ظهر أمس الأربعاء، تثار مخاوف بشأن مصير بعض العائدين، بعد معلومات عن التحقيق مع بعضهم في مطار دمشق الدولي.

وذكر مصدر محلي فضّل عدم كشف هويته، لـ"العربي الجديد"، أن مخابرات النظام استجوبت بعض العائدين في المطار، وطلبت منهم مراجعتها خلال أيام لاستكمال التحقيق معهم، واحتجزت وثائق سفرهم.

وكانت شركة "أجنحة الشام للطيران" السورية الخاصة قد تولت، أمس، جلب نحو مئة شخص من السوريين العالقين على حدود بيلاروسيا مع بولندا بعد قرار السلطات البيلاروسية ترحيل مجمل اللاجئين الذي يحاولون عبور حدودها باتجاه بولندا.

من بين المهاجرين 54 شخصًا قدموا من محافظة إدلب، وبالتالي فإن إعادتهم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد ستشكل خطرا عليهم

وشرعت بيلاروسيا بإعادة المهاجرين بعد أن سهلت قدومهم إلى الحدود مع بولندا، ضمن استغلال أزمة اللجوء لأهداف سياسية، على ما يقول الاتحاد الأوروبي.

وتقول وسائل إعلام موالية للنظام إن عودة اللاجئين كانت طوعية، لكن المصدر قال إن بعض العائدين لم ينطلقوا من سورية باتجاه بيلاروسيا، بل جاؤوا من أماكن أخرى، مثل تركيا، ومعظم هؤلاء مطلوبون للنظام.

وكانت صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المعارضة قد ذكرت قبل أيام قليلة أن الجيش البيلاروسي أبلغ مهاجرين سوريين عالقين على الحدود مع بولندا بأنّ عليهم اقتحام الحدود إلى أوروبا خلال 3 أيام، وإلا فإن الجيش سيعيدهم إلى دمشق، مشيرة إلى أن من بين المهاجرين 54 شخصاً قدموا من محافظة إدلب، وبالتالي ستشكل إعادتهم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد خطراً عليهم.

ولفتت الصحيفة إلى أن قوات الأمن البيلاروسية تدرك أن النظام لا يرحب بعودة أي من السوريين الذين فرّوا إلى أوروبا، باعتبارهم أعداءً له. وأضافت: "الجميع يفهم أن هؤلاء الناس لا يستطيعون العودة إلى وطنهم، هناك سيُسجنون أو يموتون".

وتقول الأمم المتحدة إن مئات المهاجرين ما زالوا عالقين في بيلاروسيا، بعدما أنفقوا آلاف الدولارات في رحلة كانوا يأملون أن تنتهي في الاتحاد الأوروبي. ومن بينهم سوريون لا يرغب بعضهم في العودة إلى الوطن.

وذكرت ناتاليا بروكوبتشوك، كبيرة مسؤولي الاتصال في مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين لوكالة "رويترز"، قائلة: "نتلقى اتصالات وتقارير بشأن حالات متنوعة تشمل سوريين، بعضهم لا يرغب في العودة، وبعضهم لا يزال يأمل عبور الحدود إلى بولندا، وبعضهم يتمنى لمّ شمله مع عائلته في الاتحاد الأوروبي".

وأضافت الوكالة أن عشرات السوريين ذكروا في استطلاع رأي على الإنترنت طرحه مهاجرون أنهم لا يريدون العودة إلى سورية، خشية تعرضهم للتنكيل من قبل السلطات. ونقلت عن شاب سوري سافر من دمشق إلى مينسك بتأشيرة سياحية أنه تمكن من تأجيل الخدمة في جيش النظام من خلال مواصلة دراسته، حيث يكمل درجة الماجستير، ويخشى إلحاقه بالجيش عنوة إذا عاد إلى سورية، فيما قال شخص آخر من حلب إن خياره الوحيد قد يكون العودة إلى الغابات بين بيلاروسيا وبولندا لمحاولة العبور مرة أخرى.

المساهمون