استمع إلى الملخص
- **عودة يونس إلى بنغلادش وأولوياته**: عاد يونس بعد فترة من المنفى، مؤكداً أن أولويته هي استعادة القانون والنظام وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، بعد أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص.
- **إصلاحات الشرطة والجيش وتخفيف التوترات**: قدم قائد الشرطة الجديد اعتذاراً عن سلوك الشرطة خلال الاحتجاجات، وأجرى الجيش تعديلات شملت خفض رتبة ضباط مقربين من حسينة، بعد مقتل 432 شخصاً خلال الاحتجاجات.
أدّى محمد يونس اليمين الدستورية، اليوم الخميس، لقيادة الحكومة الموقتة في بنغلادش، مستشاراً رئيسياً لها، بعد الإطاحة برئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة. وقال يونس، الحائز جائزة نوبل للسلام، خلال مراسم أداء اليمين "سأحافظ على الدستور وأدعمه وأحميه"، مضيفاً أنه سيؤدي واجباته "بصدق". وأدى محمد يونس اليمين في القصر الرئاسي في دكا أمام زعماء سياسيين وقادة المجتمع المدني وجنرالات ودبلوماسيين. كما أدى اليمين أكثر من اثني عشر عضواً من حكومته، الذين يحملون لقب مستشارين وليسوا وزراء، ومن بينهم كبار قادة مجموعة الطلاب ضد التمييز التي قادت الاحتجاجات التي استمرت لأسابيع، ناهد إسلام وآصف محمود. ومن بين الآخرين توحيد حسين، وزير الخارجية السابق، وحسن عارف، المدعي العام السابق، بالإضافة إلى محامية بيئية بارزة، وكاتب، وأستاذ قانون، والناشط البارز عادل الرحمن خان، الذي حكمت عليه حكومة الشيخة حسينة بالسجن لمدة عامين.
ووصل محمد يونس، الخبير الاقتصادي البالغ من العمر 84 عاماً، إلى بنغلادش في وقت سابق اليوم، حيث قال بعد وقت قصير من وصوله إلى العاصمة دكا، أمام الصحافة وأنصاره، إنّ "بنغلادش تعيش يوماً جديداً من النصر. بنغلادش حصلت على استقلال ثانٍ"، مشيراً إلى "يوم مجيد". وتأتي عودة يونس بعد أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص وفرار رئيسة الحكومة المخلوعة الشيخة حسينة الاثنين. وكان يونس في المنفى بعدما صدرت بحقّه إدانة جنائية في بداية العام. وأكد يونس لدى عودته أنّ أولويته ستكون استعادة "القانون والنظام". وقال: "إذا كنتم تثقون بي، تأكّدوا من عدم وقوع أيّ هجوم ضدّ أيّ شخص في أي مكان في البلاد".
وقدّم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "أطيب تمنياته" ليونس اليوم، قائلاً إن نيودلهي "ملتزمة" بالعمل مع جارتها دكا. بدوره، قال قائد الجيش الجنرال وقر الزمان، في خطاب متلفز موجه للأمة، إنه "واثق" من أن محمد يونس سيكون "قادراً على قيادة عملية ديمقراطية جيدة سنجني ثمارها". وكان يونس، الذي دعا مواطني بنغلادش الأربعاء إلى "الهدوء"، قد وصل من باريس إلى دكا عند الساعة الثانية بعد الظهر (08:00 بتوقيت غرينتش). وقال في بيان: "أناشد الجميع بشدة الحفاظ على الهدوء. رجاء الامتناع عن جميع أنواع العنف".
وسهلت عودة محمد يونس إلى بلاده تبرئته، الأربعاء، في محكمة استئناف من تهمة انتهاك قانون العمل. وكانت إدانته أمام المحكمة الابتدائية في يناير/كانون الثاني الحكم الوحيد الصادر ضده في أكثر من مئة دعوى جنائية تستهدفه، ويعتبر المدافعون عنه أن أهدافها سياسية. وسافر يونس إلى الخارج بعد أن حُكم عليه بالسجن ستة أشهر، مع بقائه حراً في انتظار الاستئناف. واعلن محاميه الاربعاء تبرئته في الاستئناف. واتُخذ قرار تشكيل حكومة انتقالية برئاسة يونس خلال لقاء بين رئيس الجمهورية محمد شهاب الدين وكبار ضباط الجيش وقادة مجموعة "طلبة ضد التمييز" التي نظمت التظاهرات في مطلع يوليو/تموز، بحسب بيان للرئاسة.
وكان الخبير الاقتصادي المعروف بإخراج ملايين الاشخاص من الفقر بفضل مصرفه الرائد لتمويل المشاريع الصغيرة على خلاف مع الشيخة حسينة التي اتهمته "بامتصاص دم الفقراء". وحل الرئيس محمد شهاب الدين البرلمان الثلاثاء، وأمر، الاثنين، بالافراج عن الذين اوقفوا خلال التظاهرات والسجناء السياسيين.
إصلاح شامل للشرطة والجيش
وفي إشارة أخرى إلى العمل على خفض حدّة التوترات، قدم قائد الشرطة المعين حديثا في بنغلادش محمد معين الإسلام، الأربعاء، اعتذارا عن سلوك رجال الشرطة خلال الاحتجاجات الدامية وتعهد بإجراء تحقيق "محايد" بشأن أعمال القتل. وأعلن أيضًا أنه طلب من وحدات الشرطة إنهاء إضرابها والعودة إلى العمل الخميس تزامنا مع عودة يونس لترؤس الحكومة. كذلك، أقال الرئيس قائد الشرطة الوطنية كما أجرى الجيش تعديلات شملت خفض رتبة عدد من كبار الضباط ممن يُعدون مقربين من حسينة.
وقُتل 432 شخصاً على الأقل خلال الحركة الاحتجاجية، بينهم 122 شخصاً على الأقل يوم الاثنين الذي يعتبر اليوم الأكثر دموية، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر الشرطة والحكومة ومصادر طبية. وبعد فرار حسينة، خرج الملايين إلى شوارع دكا واقتحم متظاهرون البرلمان وأحرقوا محطات تلفزيونية وحطّموا تماثيل لوالد حسينة الشيخ مجيب الرحمن بطل الاستقلال. وأفاد شهود عيان فرانس برس أن مكاتب رابطة عوامي (حزب حسينة) تعرضت للحرق والنهب في أنحاء البلاد. كما أفاد شهود بأن بعض الأعمال التجارية والمنازل المملوكة للهندوس، وهي فئة يرى البعض في الدولة ذات الغالبية المسلمة أنها كانت مقرّبة من حسينة، تعرّضت لهجمات.
وبدأت الاضطرابات الشهر الماضي على شكل احتجاجات ضد توزيع الوظائف الحكومية بموجب نظام محاصصة تستفيد منه شرائح اجتماعية وعائلات معينة، قبل أن تتصاعد إلى مطالبة حسينة بالتنحي. فازت الشيخة حسينة التي تولت السلطة في 2009 بولاية خامسة في يناير بعد انتخابات من دون معارضة حقيقية. وفي النهاية، تبرّأ منها الجيش وفرّت بطائرة هليكوبتر الاثنين إلى جهة مجهولة.
(فرانس برس)