مجموعات كبيرة من المستوطنين تقتحم الأقصى بشكل استفزازي

17 مارس 2022
تأتي الاقتحامات استكمالاً للعدوان على المسجد الأقصى (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

كثف المستوطنون، اليوم الخميس، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، والتي شددت من تدابيرها الأمنية داخل الساحات وعلى أبواب المسجد.

واقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى، وأدت طقوساً وصلوات خاصة، محاولة استفزاز المواطنين الفلسطينيين من خلال خلع أفرادها نعالهم والدخول إلى هناك حفاة ضمن طقوس توراتية، وفي إطار احتفالاتهم بما يسمّى "عيد المساخر" (البوريم).

وأفاد أحد حراس المسجد الأقصى، والذي فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال أخلت بالقوة ساحات المسجد الأقصى من الشبان، إضافة إلى إخلاء الفتيات المرابطات من هناك لتسهيل اقتحامات المستوطنين، في حين اعتقلت تلك القوات الشاب محمد عز غوارية من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بعد رفضه إخلاء ساحات المسجد.

وكانت جماعات الهيكل المتطرفة قد دعت إلى اقتحامات واسعة، اليوم الخميس، احتفالاً بـ"عيد المساخر"، وجاء في نص تلك الدعوة: "في عيد المساخر نصعد إلى جبل الهيكل لنتذكر الرب على المعجزة، ونكرس أنفسنا لبناء الهيكل من جديد".

في مقابل ذلك، دعت الحراكات الوطنية والشبابية، وكذلك الهيئات الدينية، المواطنين في القدس وسائر أنحاء فلسطين إلى تكثيف وجودهم في باحات الأقصى، اليوم وغداً، والمشاركة في صلاة فجر الجمعة، رداً على استفزازات المستوطنين ولحمايته من الأخطار التي تتهدده.

وتأتي اقتحامات جماعات المعبد المتطرفة هذه، استكمالاً لعدوانها على المسجد الأقصى المبارك لعام 2022، انطلاقاً من "عيد البوريم" (المساخر) العبري الذي بدأت طقوس احتفالاتهم به أمس، وتستمرّ اليوم، متقاطعاً مع ليلة البراءة، ليلة النصف من شعبان التي تأتي بعده مباشرة في ليلة الجمعة، في تقاطع هو الأول من أربعة تقاطعات بين المناسبات الإسلامية الهجرية والمناسبات اليهودية العبرية، التي يوظفها الاحتلال ومتطرفوه للعدوان على الأقصى.

واتهم بيان أصدرته مؤسسة القدس الدولية الاحتلال بتبني فكرة إحلالٍ ديني تام، تتطلع من خلاله إلى إزالة الأقصى بكامل مساحته من الوجود، وتأسيس المعبد المزعوم في مكانه وعلى كامل مساحته، وقد تبنى الاحتلال، وجماعات المعبد التي تشكل القوة الأساسية الدافعة لهذا الهدف، ثلاث خطط مرحلية لتحقيقه حتى الآن: التقسيم الزماني، وتوقف عند حد معين بعد هبة رمضان 2014 وهبة السكاكين 2015 وهبة باب الأسباط 2017، والتقسيم المكاني الذي بددته هبة باب الرحمة 2019، والتأسيس المعنوي للمعبد المزعوم عبر فرض كامل الطقوس التوراتية فيه، وهي الأولوية الأولى للاحتلال ومتطرفيه منذ 2019، وحتى اليوم.

وأشار البيان إلى أن العامين الحالي والذي يليه سيشهدان أربعة تقاطعات بين مناسبات إسلامية هجرية ويهودية عبرية، إذ سيتقاطع "البوريم العبري" مع ليلة النصف من شعبان، و"الفصح العبري" مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك، وذكرى "خراب المعبد" المزعوم مع عاشوراء، و"الغفران العبري" مع ذكرى المولد النبوي.

ووفق المؤسسة، "لقد ثبت بالتجربة على مدى التقاطعات في السنوات الثلاث السابقة، أن الاحتلال يتخذها فرصة لفرض الطقوس التوراتية الجماعية في الأقصى، ولفرض سمو الهوية اليهودية العبرية على تلك الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك، وهو ما تصدى له المرابطون ومنعوه بصدورهم العارية".

ولفت البيان إلى أن التقاطع الأهم والأخطر والأبرز هو تقاطع الفصح العبري مع الأسبوع الثالث من رمضان (15-21 رمضان)، حيث يتطلع المتطرفون خلاله لاقتحام الأقصى بالآلاف على مدى خمسة أيام على الأقل، كما يعملون منذ 2015 على محاكاة طقوس "قربان الفصح"، أملاً في إدخاله للمسجد الأقصى المبارك.

على صعيد آخر، اقتحم مستوطنون، اليوم الخميس، منطقة تل ماعون في بلدة الكرمل، شرق يطا، جنوب الخليل، إلى الجنوب من الضفة الغربية، وأدوا طقوساً تلمودية.

اعتقالات

في سياق منفصل، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم، أربعة فلسطينيين من بلدات دورا وبيت أمر ومخيم العروب بمحافظة الخليل، فيما كانت قد اعتقلت، الليلة الماضية، ثلاثة فتية من مدينة الخليل، بينهم الشقيقان سامر وتامر محيي الدين السلايمة، ثم أفرجت عنهم.

كما اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم، 3 شبان من مدينة طولكرم، شمال الضفة، واعتقلت ثلاثة شبان من بلدتي عقربا وبيتا، جنوب نابلس، تزامناً مع إغلاق قوات الاحتلال مدخل قرية عقربا.

واعتقلت قوات الاحتلال الشابين أنس أبو الرب من بلدة قباطية، جنوب جنين، وأدهم ارشيد من قرية صير، جنوب جنين، شمال الضفة، وفق ما أفاد به مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين منتصر سمور لـ"العربي الجديد".

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، شاباً فلسطينياً من مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية، بعد مداهمة محله التجاري وسط مدينة قلقيلية.

إلى ذلك، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، طريق جنين نابلس، تزامناً مع مواجهات اندلعت بعد تصدي أهالي برقة لهجوم للمستوطنين في المنطقة، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، في تصريح صحافي.

المساهمون