يقدّم المستشار الخاص ورئيس التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزير المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل تنظيم "داعش" في العراق والشام (يونيتاد)، كريم خان، تقريره السادس لمجلس الأمن الدولي في نيويورك اليوم الإثنين. وسيعقد المجلس جلسة مفتوحة لمناقشة التقرير وإحاطة خان، كما سيستمع لتقرير إحدى المنظمات غير الحكومية في هذا السياق. وستكون هذه آخر إحاطة يقدمها خان أمام مجلس الأمن في منصبه الحالي، قبل أن يتولى منصب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وسط الشهر القادم، خلفاً لفاتو بنسودا التي تنتهي ولايتها.
وبحسب مصادر مطلعة في الأمم المتحدة لـ "العربي الجديد" في نيويورك، فإن تقرير خان السادس سيركز على قضية الهجمات التي ارتكبها "داعش" ضد الأيزيديين العراقيين في منطقة سنجار في شهر أغسطس/آب عام 2014، والقتل الجماعي لطلاب القوات الجوية العراقية غير المسلحة في أكاديمية تكريت الجوية في يونيو/حزيران عام 2014.
وكان فريق التحقيق قد تمكن من تحديد أسماء 1444 شخصاً من الجناة المشتبه بهم من تنظيم "داعش" في ارتكاب جرائم ضد الأيزيديين. كما حدّد من بينهم 14 شخصاً متهماً بالمسؤولية عن ارتكاب أفظع الجرائم، وحدّد تفاصيل تلك المسؤولية من حيث التمييز بين جرائم حرب أو إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية. وفي ما يتعلق بأكاديمية تكريت الجوية، تمكن فريق التحقيق من تحديد أسماء عشرين شخصاً يتحملون المسؤولية الكبرى عن تلك الهجمات. كما أعدّ الفريق موجزاً أولياً حول الشركات والأفراد الضالعين في تمويل تنظيم "داعش" وأنشطته.
ومن المتوقع أن تشمل إحاطة خان معلومات حول التقدم الذي أُحرز بخصوص التحقيقات في ملفات مختلفة شملتها تقاريره الخمسة السابقة، ومن بينها جرائم "داعش" ضد سجناء سجن بادوش في الموصل في يونيو 2014، كما تلك المرتكبة ضد الشيعة التركمان والشبك والكاكائيين والمسيحيين العراقيين. ومن المتوقع أن يتطرق في تقريره السادس كذلك للجرائم المرتكبة بحق مسلمين عراقيين سُنة واستخدام "داعش" المزعوم للأسلحة الكيميائية، واستخدامها بشكل متكرر بين عامي 2014 و2016 ضد المدنيين. هذا ومن المتوقع أن يشمل التقرير، الذي سينشر رسمياً الإثنين، رصداً للتقدم المحرز حول التحقيق بالجرائم الجنسية، بما فيها الاستعباد الجنسي للفتيات والنساء، كما الجرائم المرتكبة ضد الأطفال من قبل "داعش".
وسيتطرق خان في إحاطته كذلك للتقدم الذي أحرزته البعثة، والدعم الذي تقدمه في التنقيب عن المقابر الجماعية وإعادة رفات الضحايا. وقد يذكر إعادة رفات 106 من الأيزيديين بداية شهر فبراير/شباط إلى عائلاتهم في قرية كوجو ليدفنوا فيها، وكان قد استُخرِج من المقابر الجماعية.
هذا وكانت بعثة "يونيتاد" قد انتهت من بناء قبو أدلة ومختبر للطب الشرعي في بغداد، مما يعزز قدرة طواقمها على تحليل الأدلة الرقمية، وإجراء تحليلات للطب الشرعي. وتقوم البعثة بتدريب ودعم السلطات العراقية في هذا السياق، ويضم ذلك مشروعاً في الموصل بموجبه تتم رقمنة 33 ألف ملف وقضية ومعلومات ذات صلة.
وفي الوقت الحالي، يحاكم العراق أعضاء "داعش" كمرتكبي جرائم إرهابية وليس كمرتكبي جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية وجرائم حرب، مما يعقد التعاون بين اللجنة والسلطات العراقية في ما يخص مشاركة الأدلة، وخصوصاً أن العراق يعمل بعقوبة الإعدام. وبموجب القرار 2379، والذي يعمل فريق التحقيق الدولي بموجبه، فإن ولاية اللجنة يجب أن تتم وفقاً "لأفضل ممارسات الأمم المتحدة"، وهذا يعني أنه نظرياً، لا يمكن مشاركة أي أدلة تدعم الإجراءات الجنائية التي قد تفرض فيها عقوبة الإعدام في العراق.
وينظر البرلمان العراقي حالياً بقانون اقترحه الرئيس العراقي برهم صالح في نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2019، سيسمح بموجبه بتعديل للقانون العراقي، يسمح بمحاكمة أعضاء "داعش" على جرائم دولية. ويتوقع أن يشير التقرير السادس كذلك إلى ترتيبات مع القضاء العراقي، تسمح بتبادل الأدلة حول الجرائم المالية بما يتماشى مع اختصاص اللجنة. ومن المتوقع أن يتطرق خان في إحاطته كذلك، لقضية المقاتلين الأجانب من أعضاء "داعش"، واستمرار عزوف الكثير من الحكومات عن عودتهم إليها ومحاكمتهم فيها.
يذكر أن فريق التحقيق (يونيتاد) شُكّل بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2379 للعام 2017، والذي تم التمديد له بموجب القرار 2544 بطلب من الحكومة العراقية عام 2020. ومن ضمن مهامه، بحسب الأمم المتحدة، دعم الجهود المحلية الرامية إلى محاسبة "داعش" عن طريق جمع وحفظ وتخزين الأدلة في العراق عن أفعال قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة التي ارتكبها التنظيم لضمان استخدام الأدلة أمام المحاكم الوطنية واستكمال التحقيقات التي تجريها السلطات العراقية أو التحقيقات التي تجريها السلطات في بلدان ثالثة بناء على طلبها.