استمع إلى الملخص
- **التداعيات الصحية والإنسانية**: وزير الصحة اللبناني أعلن أن الاعتداء أدى إلى استشهاد 31 شخصاً وجرح 68، ووصف الاعتداءات بأنها "جريمة حرب موصوفة"، داعياً إلى رفع الجهوزية في القطاع الصحي.
- **التصريحات الرسمية**: وزير الأشغال وصف الهجوم بأنه "مجزرة حقيقية"، ووزير الداخلية أكد على ضرورة اليقظة والتضامن لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، مشيراً إلى أهمية متابعة الأمن.
بلغ عدد شهداء الاعتداءات الإسرائيلية منذ الثلاثاء 70
البحث عن الناجين والمفقودين في الجاموس بالضاحية الجنوبية مستمر
وصف وزير الصحة اللبناني ما حصل بأنه "جريمة حرب موصوفة"
تستمرّ عمليات رفع الأنقاض وانتشال الضحايا والبحث عن الناجين والمفقودين في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة بعدوانٍ جويٍّ أدى إلى استشهاد 37 شخصاً وجرح 68، بحسب أحدث حصيلة معلنة، فيما لا يزال هناك 23 شخصاً في عداد المفقودين. وشنّت طائرات الاحتلال غارة جوية على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية، مستهدفة شارعاً مكتظاً بالسكان، في توقيتٍ تشهد فيه المنطقة حركة كثيفة للمدنيين، ما أدى إلى سقوط عددٍ كبيرٍ من الشهداء، إلى جانب دمارٍ هائل، لحق أيضاً بالسيارات التي كانت مركونة في المكان.
وبحسب المعلومات، فإنّ الغارة الإسرائيلية استهدفت المبنى خلال اجتماع لقيادة "قوة الرضوان"، كان معقوداً في غرفة تحت الأرض، ما أدى إلى استشهاد 14 عنصراً وقياديَّين اثنين، مع الإشارة إلى أنّ هذه الوحدة التي تُعدّ من قوات النخبة لدى حزب الله، تطالب إسرائيل بإبعادها عن حدودها الشمالية. ونعى حزب الله 16 شهيداً، بينهم قياديان كبيران، هما إبراهيم محمد عقيل الذي خطّط وأشرف على قيادة العمليات العسكرية لـ"قوة الرضوان" على جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وأحمد محمود وهبي، الذي قاد العمليّات العسكريّة للقوة نفسها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وحتى مطلع عام 2024، ليعاود تولّيه مسؤولية وحدة التدريب المركزي بعد استشهاد القائد وسام الطويل بغارة إسرائيلية.
وأعلن وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، في وقت سابق اليوم السبت، أنّ "الاعتداء على منطقة الضاحية أدى حتى الساعة إلى استشهاد 31 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال، أعمارهم أربع سنوات وست سنوات وعشر سنوات، وسبع نساء، بالإضافة إلى ثلاثة سوريين"، في وقت لا يزال هناك عدد كبير من الأشلاء. وتابع الأبيض، في مؤتمر صحافي: "هناك 68 جريحاً نقلوا إلى 12 مستشفى، منهم 53 جريحاً خرجوا إلى منازلهم، و15 جريحاً ما زالوا في المستشفيات، اثنان منهم في حالة حرجة".
كذلك، أعلن وزير الصحة اللبناني أنّ هناك حصيلة جديدة لاعتداءات أجهزة "بيجر" و"ووكي توكي" يومي الثلاثاء والأربعاء، إذ سُجل في اليوم الأول 12 شهيداً، أما في اليوم الثاني فقد استشهد شخصان إضافيان، ليرتفع العدد من 25 إلى 27، والإجمالي 39، وبالتالي فإنّ عدد الشهداء في العمليات الثلاث قد بلغ حتى الساعة 70. وأضاف الأبيض أنّ "هناك 777 جريحاً من جراء اعتداءي الثلاثاء والأربعاء لا يزالون في المستشفيات يتابعون علاجاتهم، في حين أن هناك 152 جريحاً بوضع حرج في العناية المركزة، وحتى الآن أجرينا 2078 عملية في المستشفيات، ولا تزال الفرق الطبية تتابع وضع الجرحى".
الأبيض: الاعتداء في الضاحية جريمة حرب موصوفة
ووصف وزير الصحة اللبناني ما حصل بأنه "جريمة حرب موصوفة"، مشيراً إلى أنه نسبة إلى طبيعة الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين وتزيد من عدد الجرحى، "نحاول رفع الجهوزية أكثر في القطاع الصحي والاستشفائي، وزيادة المخزون بشكل أكبر، وهنا دور الأصدقاء والأشقاء أيضاً لرفع الجهوزية بشكل أعلى". من جهته، قال وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية (من حصّة حزب الله في الحكومة)، خلال معاينته مكان حصول العدوان الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، إنّ "ما حصل قصف لكل القانون الدولي والمعنى الإنساني، وتدمير للقوانين التي ترعى المجتمع الدولي"، مشيراً إلى أنّ "المدنيين العزّل يُقصفون كل يوم في بيروت والجنوب والبقاع".
واعتبر حمية أن "ما جرى مجزرة حقيقية، إذ قام العدو بقصف مبنى سكني، ونحن ننتشل أطفالاً ونساءً ورجالاً عزّلاً مدنيين من تحت الأنقاض"، مشيراً إلى أنّ هناك 23 مفقوداً جراء الغارة، سائلاً: "أين القانون الدولي والإنساني أين الإنسانية العالمية التي يتباهون بها في المجتمع الدولي؟". وأشار إلى أنّ "لبنان في تهديد مستمرّ من قبل الكيان، لكن فظاعة الأمور اليوم أنّ العدو أصبح يستهدف الإنسانية والناس والنساء والأطفال"، لافتاً إلى أنّ إسرائيل تريد أخذ المنطقة إلى الحرب.
وزير الداخلية: نمرّ بمرحلة مصيرية
في غضون ذلك، اعتبر وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، أنّ "الوضع الأمني اليوم خطير ودقيق، ويحتّم المتابعة الحثيثة من الأجهزة الأمنية كافة للعمليات التي تحصل على مساحة لبنان، وتتزامن مع عمليات كبيرة في الجنوب اللبناني"، واصفاً المرحلة التي تمرّ بها البلاد راهناً بـ"المصيرية".
وشدد مولوي على "ضرورة أن نبقى يداً واحدة وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة الجرائم الوحشية التي يتعرّض لها لبنان"، مشيراً إلى أنّ "هناك خرقاً والعدو الإسرائيلي يستخدم طرقاً تقنية جديدة ومتطوّرة ومبتكرة ومستحدثة، والأجهزة الأمنية تقوم بدراستها بالتوازي مع عملها الداخلي، لذلك علينا العمل أكثر على المخيمات الفلسطينية والسورية، وحركة دخول الأجانب، ومراقبة الحدود والمطار والفنادق، لمنع الخرق أو العمالة إذا كانت موجودة".
وأضاف مولوي، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع استثنائي عقده مجلس الأمن الداخلي المركزي، ظهر اليوم السبت، أنّ "المطلوب المتابعة بشكل حثيث لأي تحرّك مشبوه أو ممكن أن يثير الريبة، وذلك لمحاولة تفادي أي خروقات أو اعتداءات على الأحياء السكنية في بيروت وضواحيها"، مشيراً إلى أنه "ممكن أن يكون لبنان اليوم بمرحلة مصيرية تحتاج وعياً أكثر واستعداداً ويقظة وتضامناً".
وتابع: "في الأيام والأسابيع الأخيرة، سقط عددٌ كبيرٌ من الشهداء المدنيين الأبرياء، من أطفال ونساء وعائلات، نتيجة عمليات أمنية واستهدافات من قبل العدو، ما يجعلنا نكثف أكثر الجهود الاستعلامية والأمنية على الأرض، ونتابع أكثر حركة الأجانب والفنادق ومخيمات السوريين والفلسطينيين، والأمور التي ممكن أن تؤدي في هذه الظروف إلى مساعدة أو إحداث أي فلتان أمني بالداخل"، مشدداً على ضرورة "ألا نترك مجالاً لأصحاب النفوس والنيات السيئة والنيات أن تتمكن من الدخول وإحداث خرقٍ معيّنٍ من قبل العدو بواسطة أي موضوع من المواضيع لضرب الداخل وتحدث خللاً بالتماسك الأمني".
وأشار مولوي إلى أننا "تحدثنا مطولاً في الاجتماع عن التحقيقات الفنية والأمنية بموضوع كل التفجيرات التي حصلت والإجراءات التقنية والفنية والمعلومات الاستخبارية، وأكدنا متابعة حركة الكاميرات كلها، وأكدنا ضرورة قيام القوى الأمنية والعسكرية بالتعاون والعمل على تسهيل جميع الأمور المتعلقة بالإنقاذ والإسعاف وتأمين الحركة لدخول المستشفيات وكيفية تصريف الأجهزة الأمنية والعسكرية بأماكن الحدث". كذلك، شدد مولوي على أنّ اجتماعات مجلس الأمن الداخلي المركزي ستبقى مفتوحة لمواكبة التحقيقات وحماية اللبنانيين.
وهجوم 20 سبتمبر/ أيلول الحالي هو الثالث على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تاريخ بدء المواجهات بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، والأكبر من حيث عدد الشهداء والجرحى والأضرار، إذ سبق أن اغتالت اسرائيل القيادي في حركة حماس صالح العاروري في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي، علماً أنّ العملية كانت دقيقة جداً، ومباشرة، ولم تلحق دماراً وأضراراً كبيرة كما حال العمليتين الأخيرتين.
كذلك اغتال الاحتلال الإسرائيلي القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر باستهداف مبنى كان فيه بالضاحية الجنوبية لبيروت يوم 30 يوليو/ تموز الماضي. ويأتي هجوم الضاحية أمس بعد الهجوم الذي شنّه جيش الاحتلال يومي الثلاثاء والأربعاء باستهداف أجهزة اتصال لعناصر حزب الله بشكل متزامن، في بيروت، والضاحية الجنوبية، والبقاع، وبعلبك الهرمل، والجنوب، وحتى في سورية، ما أدى إلى استشهاد 39 شخصاً وجرح ما يزيد على 2000.