متظاهرون في السويداء يطالبون بقضاء عادل وسحب السلاح ويرفضون تدوير الفساد  

29 ديسمبر 2024
احتفالات في السويداء إبان سيطرة المعارضة على حلب 1 ديسمبر 2024 (سعدي دبيسي/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت السويداء مظاهرات تطالب بتفعيل القانون ومحاسبة حلفاء النظام السابق، مع استمرار الاعتصام في ساحة الكرامة للمطالبة بقضاء مستقل وعزل فلول النظام، وسط مخاوف من انتشار السلاح.
- استنكر المتظاهرون تصريحات عائشة الدبس التي قللت من دور المرأة، وأكدت الناشطة شهيرة عزام على أهمية دور المرأة في المجتمع ورفضت تحجيمه، معتبرة أن مكتب شؤون المرأة يذكر بممارسات النظام السابق.
- تستمر عمليات عزل مديري المؤسسات في السويداء وانتخاب قيادات جديدة، مع استمرار عمل موظفي البلدية رغم عدم وضوح مصيرهم، لتجنب تكدس النفايات والأضرار الصحية.

جاب المئات من المتظاهرين، اليوم الأحد، شوارع مدينة السويداء في جنوب سورية مطالبين بتفعيل الضابطة العدلية وتطبيق القانون والمحاسبة، رافعين شعارات تستنكر إعادة تدوير الزعامات مؤكدين ضرورة محاسبة كل من كان حليفاً للنظام البائد، وكل من ساهم في تسويق سلطاته ومشاريعه. وأكد المتظاهرون استمرارهم بالتظاهر والاعتصام اليومي في ساحة الكرامة، لحين تفعيل دور القضاء العادل والمستقل عن باقي السلطات. 

وقال الناشط السياسي مدحت أبو رسلان لـ"العربي الجديد" إن غالبية أهالي محافظة السويداء لا يستعجلون الحلول ولا يطلبون من الحكومة المؤقتة إنجاز ما خربه النظام السابق طوال عقود من الزمن في أيام، و"لكن نحاول أن نُذكر كل أصحاب القرار داخل المحافظة وخارجها، أن انتفاضتنا السلمية مستمرة، ولن تسمح بإعادة تدوير أي من الزعامات التي ارتهنت للنظام البائد، بل نطالب بمحاسبة كل ما ساهم بما لحق بالشعب السوري من ظلم ودمار. وفي الوقت نفسه ندعم بحراكنا المستمر هذا شرعية أصحاب المواقف والقرارات الحرة، في عزل فلول النظام السابق من مؤسسات الدولة ومراكز القرار السياسي والاجتماعي، كذلك محاصرة العصابات الأمنية التي ما زالت تحاول إثارة البلبلة والعنف في المحافظة"، وأشار إلى أن السويداء تشهد انتشاراً واسعاً للسلاح في أيدي عامة الناس، المراهقين منهم خاصة، رغم تراجع وتيرة العنف منذ هروب الأجهزة الأمنية وسقوط النظام، ما يسبب خطراً يومياً على حياة المواطنين. 

من جهة أخرى استنكر المتظاهرون ما صرحت به عائشة الدبس، مسؤولة مكتب شؤون المرأة في الحكومة المؤقتة، مؤكدين أن المرأة كانت وستبقى شريكة في بناء المجتمع والأمة وأن دورها يتخطى التربية المنزلية والعناية بالزوج والمنزل، رافضين هذا الشكل من القيود والتحجيم والتمثيل. وقالت الناشطة المدنية شهيرة عزام لـ"العربي الجديد": "بصفتنا نساء نثمّن الجهد الكبير الذي تبذله الحكومة المؤقتة، وعلى رأسها القائد أحمد الشرع في إنجاز ما أمكن من الإصلاحات وضبط الأمن في زمن قياسي"، وأضافت إنهنّ يتفهمن المرحلة الانتقالية الصعبة "من عقلية الثورة والتحرير إلى عقلية الدولة والقانون"، ولكنهنّ "يستهجنّ أنّ امرأة تبوأت سابقاً مراكز إدارية في المدارس السورية بتركيا، وكُلفت بإدارة شؤون المرأة السورية، يمكن أن تحجّم دور المرأة السورية، وتتحدث عن نموذج منفرد يناسب واقع المجتمع السوري، رافضة النموذج العلماني أو المدني". 

وأضافت عزام: "من تكون الدبس لتصنع نموذجاً يناسب البلد والعادات والتقاليد، وأين هي من المناضلات اللاتي تعرضن للقمع والفقد والموت والتعذيب، حتى الاغتصاب، في سبيل حرية المرأة والمجتمع"، معتبرة أن وجود مكتب شؤون المرأة بحد ذاته هو بمثابة إذلال للمرأة والمساواة ويُذكر بما كان لدى النظام السابق من تنظيم الاتحاد النسائي. 

ومن جهة أخرى، يستمر عزل مديري المؤسسات والدوائر الحكومية في السويداء وانتخاب قيادات جديدة تتابع أعمال المؤسسات مؤقتاً ريثما تتشكل الحكومة الدائمة وتقر التعديلات الجديدة أو تعيد الترشيحات والتعيينات. وأنجز التجمع المهني الحر، اليوم الأحد، انتخابات اتحاد العمال بعد عزل المدير السابق، وعين المنتخبون مديراً جديداً مؤقتاً، فيما أعلن عمال وموظفو بلدية السويداء الاستمرار في عملهم دون معرفة مصيرهم في الحكومة والتعيينات الجديدة، وذلك انطلاقاً من حرصهم على المصلحة العامة وخوفاً من تكدس النفايات في الشوارع وما تلحقه من أذى على الصحة العامة وعلى حياة الناس.

المساهمون