بحث وزيرا خارجية المغرب وموريتانيا، اليوم الاثنين، الوضع الإقليمي والعلاقات الثنائية، ومبادرة "الطريق إلى الأطلسي" المغربية، لتمكين مجموعة دول الساحل الأفريقي من الولوج إلى المحيط الأطلسي، والاستفادة منه.
وكشف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الموريتاني محمد سالم مرزوق، الذي حل اليوم بالرباط في زيارة غير معلنة، أن المباحثات تطرقت إلى الوضع الإقليمي، و"كانت مناسبة أيضا لإشادة المغرب بدينامية الدبلوماسية الموريتانية، بفضل جهود الرئيس الموريتاني الذي جعل نواكشوط عنصراً مهماً في أية شراكة".
وأكد حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع موريتانيا، ورغبتها في إقامة "علاقات نموذجية" في التعاون مع الجار الجنوبي، موضحاً أن "المغرب ليس له شراكة قوية مثل تلك التي مع موريتانيا"، وأن العلاقات يفرضها الجوار الجغرافي، وهناك علاقات روحية بين شعبي البلدين.
وأضاف بوريطة أن العاهل المغربي الملك محمد السادس "حريص على تطوير العلاقات مع موريتانيا، باعتبارها قطب استقرار في غرب أفريقيا"، مؤكداً أن هناك "إرادة ملكية أن تأخذ العلاقات كل أبعادها خصوصاً في بعدها الإنساني الذي تنفرد به".
ولفت إلى أن العاهل المغربي يرى أن لموريتانيا دوراً في المبادرة المغربية تجاه دول الساحل، للوصول إلى المحيط الأطلسي، وأنها "فاعل أساسي" في هذا المشروع الاقتصادي الكبير.
وأطلق العاهل المغربي، في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مبادرة تهدف إلى تمكين مجموعة دول الساحل الأفريقي، من الولوج إلى المحيط الأطلسي، للاستفادة منه، ولتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، من خلال "التعاون جنوب – جنوب"، الذي يقوم على أساس "شراكة رابح – رابح".
وفي 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اتفق وزراء دول الساحل الأفريقي خلال لقاء عقد بمدينة مراكش المغربية، على إنشاء فريق عمل وطني في كل دولة لإعداد واقتراح سبل تفعيل المبادرة الدولية للملك محمد السادس، لاستفادة بلدان الساحل من المحيط الأطلسي. وكان لافتاً غياب موريتانيا عن الاجتماع، الذي تشارك فيه مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، إلى جانب المغرب.
من جهته، كشف وزير خارجية موريتانيا محمد سالم مرزوق عن تكلفه بحمل رسالة من الرئيس الموريتاني إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس في سياق "التشاور المستمر، معتبراً أن العلاقات الثنائية مبنية على نسيج قوي، ديني، والدم، والعلاقات التاريخية"، لافتاً خلال المؤتمر الصحافي مع بوريطة إلى "وجود تطابق في وجهات النظر، وبحث عن مصلحتي البلدين والشعبين".
ويراهن المغرب على خروج نواكشوط من حيادها السلبي، وتعديلها الكفة المائلة نحو جبهة "بوليساريو" والجزائر، وإدارة الدفة قليلاً نحو الرباط، التي ترغب في "علاقات استثنائية" مع الجارة الجنوبية على أسس واقعية وعملية، يكون الجانب الاقتصادي القاطرة المحركة لها.